تخيم مشكلة العراق على الدورة الثامنة والخمسين للجمعية العامة والتي تبدأ اعمالها يوم الثلاثاء القادم. وقال كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة ان المنظمة الدولية في ازمة بسبب الانقسامات الحادة التي خلفتها حرب العراق. وتعاني الاممالمتحدة التي لم توافق قط على الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق من اثر الهجوم الذي تعرض له مقرها في بغداد يوم 19 اغسطس وتحجم عن اعادة موظفيها الى العاصمة العراقية وتحرص على ان تنأى بنفسها اولا عن قوة الاحتلال التي تقودها واشنطن قبل ان تعيد موظفيها الى بغداد. وقال عنان ارى في هذا الهجوم تحديا مباشرا لرؤية الامن العالمي والامن الجماعي المنصوص عليه في ميثاق الاممالمتحدة. واكد ان على الدول اولا ان توجد ارضا مشتركة فيما بينها بدلا من ان تضرب من جانب واحد. وكتب عنان في تقرير للجمعية العامة التي تضم 191 دولة حرب العراق ابرزت مجموعة من التساؤلات عن المبادىء والممارسات تشكل تحديا للامم المتحدة والمجتمع الدولي كله وطالب بمقترحات اصلاحية راديكالية. لم يكتظ جدول اعمال اي تجمع دولي من قبل بكل هذه المشاكل والقضايا المتنوعة. وتستمر دورة الجمعية العامة أسبوعين ويحضرها هذا العام 59 رئيس دولة و30 رئيس حكومة وما يقرب من 100 وزير خارجية. ومنذ عام مضى طالب الرئيس الامريكي جورج بوش اعضاء الاممالمتحدة باجبار الرئيس العراقي السابق صدام حسين على ازالة اسلحة دمار شامل عراقية مزعومة. ويلقي كلمته امام الجمعية العامة يوم الثلاثاء وهو اليوم الاول من الدورة بعد ان يفتتح الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الدورة وقبل كلمة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يختلف مع سياسات الرئيس الامريكي كثيرا. لكن هذه المرة من المتوقع ان يحث بوش العالم على المشاركة في مسؤولية اعمار العراق بالرغم من شكاوى كثيرين من ان ادارته قضت اشهرا وهي تحاول التقليل من شأن المنظمة الدولية. وبينما تضغط فرنسا والمانيا ودول اخرى من اجل اعطاء مزيد من السيادة للعراقيين يقول بوش انه يريد من قرار الاممالمتحدة ان يوفر تغطية سياسية لدول قد ترسل قوات الى العراق او تقدم مساعدات مالية. وقال الرئيس الامريكي الاربعاء الماضي الغرض كله بالقطع هو ضمان حصول الدول التي تحتاج الى قرار من الاممالمتحدة الى قرار يبرر مشاركتها. لكن بالنسبة لكثيرين في افريقيا وآسيا ودول امريكا اللاتينية تأتي قضية العراق والارهاب في المؤخرة. ويرون في المنظمة الدولية منتدى للمظلومين الذين تعمد الدول الغنية على تجاهلهم خاصة في اوقات الانكماش الاقتصادي. ولهذا الغرض يطالب مسؤولو الاممالمتحدة ان تركز الجمعية العامة على اهداف الالفية" التي تعهد زعماء العالم بتحقيقها بحلول عام 2015 . ومن بين هذه الاهداف خفض عدد من يعيشون تحت خط الفقر بمقدار النصف وتوفير التعليم الابتدائي لكل اطفال العالم وتحسين وضع المرأة ومكافحة الايدز.