قال جورج بوش وتوني بلير بعد اجتماعهما في بلفاست انهما اتفقا على أن تقوم الأممالمتحدة بدور فعال في إعادة اعمار العراق بعد الحرب. ولكن ماذا تعني كلمة فعال؟ لا تعني الكلمة أن الأممالمتحدة ستدير شؤون العراق. فهي لا تريد ذلك. ولا أحد يريد ذلك. ولكن الكلمة تعني أن الأممالمتحدة سيكون لها اكثر من مجرد دور لتقديم المساعدات الإنسانية. بل سيكون لها دور سياسي داعم. ويبدو أن توني بلير قد حصل على هذا التنازل من جورج بوش.. وحاول الرجلان أن يقللا من شأن أن هذا الموضوع موضوع خلاف بينهما. البريطانيون اقترحوا أن تعلن الأممالمتحدة موافقتها على عملية من ثلاث مراحل تؤدي إلى نقل العراق من الحكم العسكري من خلال إدارة عراقية مؤقتة إلى حكومية تمثل جميع الأطراف العراقية.. ويبدو أن الولاياتالمتحدة مستعدة للاستماع للآخرين الآن. ولكن الدور الذي ستقوم به الأممالمتحدة لم يتحدد بعد. والفكرة هي أن يوضع خط تحت ما حدث، وان تعود الدول التي عارضت الحرب - ألمانياوفرنسا وروسيا - إلى المجموعة، فإشراف الأممالمتحدة يعطي شرعية لأي حكومة في العراق دون إضفاء شرعية على الغزو.. حيث يكون العسكر الأمريكيون والبريطانيون مسؤولين عن الأمن العام في العراق أما المكتب الأمريكي لاعادة الاعمار وتقديم المساعدات الإنسانية فسيكون بإدارة الجنرال الأمريكي جاي غارنر، وسيكون مسؤولا عن إدارة الخدمات الصحية والمرافق العامة، وسيساعد الجنرال غارنر أمريكيون آخرون وكذلك عراقيون لم تكن لهم صلة بكبار المسؤولين في حزب البعث.. وهذه المرحلة يمكن أن تستمر عدة اشهر. المرحلة الثانية: حكومة عراقية مؤقتة وفي هذه المرحلة تريد الحكومة البريطانية أن تضطلع الأممالمتحدة بدور رئيسي في تنظيم مؤتمر في بغداد لتعيين أعضاء الحكومة العراقية المؤقتة. ولن تكون للحكومة المؤقتة سلطات تنفيذية، ولكن مسؤولياتها تزداد مع مرور الوقت. ولا بد من دور للأمم المتحدة في هذا المجال حتى لايظن أن الحكومة المؤقتة من صنع أمريكي. وقد أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية جوا إلى وسط العراق منفيها المفضل احمد الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني العراقي، مع عدد من اتباعه. وقد توجه واحد من كبار مساعديه إلى قطر للتخطيط مع العسكريين الأمريكيين. ويظهر مساعدون آخرون، ولا بد من اتفاق عام بشأن من يكون على رأس الإدارة العراقية المؤقتة. واذا لم يكن هناك اتفاق عام فانه قد يحدث تنافس.. كما أن دور الأممالمتحدة سيفتح الباب لمساعدات إنسانية من الاتحاد الأوروبي، والبنك العالمي، وغير ذلك من المنظمات الدولية، ولا بد من إصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي - جاء ذلك في البيان الذي أصدره جورج بوش وتوني بلير. المرحلة الثالثة: حكومة عراقية تمثل كل الأطراف وقد يستغرق التوصل إلى ذلك حوالي سنة، ولا يزال من الضروري تحديد معنى حكومة تمثل كل الأطراف. والعراق سيكون بحاجة إلى دستور، وحكم القانون، وهذا يعني تعيين قوة للشرطة وقضاة، وإحداث وسائل إعلام وحرية للتعبير.. وهذا كله بحاجة إلى وقت. دور الأممالمتحدة وهناك ما يشير إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يريد أن يقدم المساعدة، بالرغم من انه لم يكن مؤيدا للحرب.. إلا أنه عين دبلوماسيا باكستانيا، هو رفيع الدين احمد، كمستشار له في المسائل المتعلقة بالعراق. وسيزور عنان عددا من دول مجلس الأمن الدولي - فرنساوألمانيا وبريطانيا وروسيا - لبحث تفصيلات هذه المرحلة. والمشكلة الكبرى بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا هي انه ليس لديها حكومة عراقية جاهزة في المنفى، كما كان الأمر بالنسبة إلى دول كثيرة بعد الحرب العالمية الثانية. مراسل "بي بي سي" للشؤون العالمية