بشكل يدعو للقلق انتشرت في الآونة الاخيرة مقاهي تدخين الشيشة والمعسل، وبأشكال مختلفة وبمسميات عديدة واصبحت المكان المفضل الذي يرتاده كثير من الشباب وايضا المراهقون فتجد كل واحد وهو يسحب الانفاس ويتوشح بالانبوب وينفخ من خلاله ويسحب ويحبس انفاسه ليخرج كمية من الأبخرة وحسبما يقول تشعره بالنشوة الكاذبة. (اليوم) تجولت في بعض مقاهي الشيشة والمعسل ورصدت بعض الزوار من خلال هذا الاستطلاع: تضييع الوقت بالمعسل بداية تحدث ماجد سلطان طالب جامعي فقال: أدخن المعسل للتخلص من الشعور بالكآبة وهو يبعدني عن التفكير في هموم الدنيا والمراجع والكتب حيث اجد فيها نوعا من الفسحة ولكن حسب الظروف المتاحة وليس بمواعيد محددة كما احرص على تدخين المعسل مع بعض الاصدقاء وهذا التدخين من باب العادة وليس الادمان كما يعاني الكثيرون وانا على قناعة تامة بأني سوف اقلع عن هذه العادة وقتما اشاء وكانت بدايتي معها نوعا من اضاعة الوقت من خلال هذه المقاهي واعلم ان والدي وكافة اهلي يرفضون هذه العادة من منطلق العادات والتقاليد ولهم الحق كل الحق في ذلك ولا ابالغ ان قلت ان زيارتي لهذه المقاهي تأتي دون تخطيط مسبق مني وان شاء الله اقوم بحظر زيارة هذه الاماكن مع بداية العام الدراسي القادم. في المعسل السلومي وقال مشعل عبدالله 19 عاما: انا ادخن المعسل في محاولة جادة للتخلص من الضغوط النفسية الشديدة التي يتعرض لها الكثير من الشباب ممن هم في مثل سني فالقبول في الجامعة اصبح ضربا من ضروب الخيال والوظيفة حلما من الاحلام والحياة اصبحت اكثر سوداوية واجد في المعسل السلومي ومن خلاله اعيش احلام اليقظة واعلم علم اليقين بأن ما اقوم به خطأ ولكن سوف اقلع عنه قريبا جدا وربما لا يعلم والدي بأني ادخن المعسل حينما يعطيني المصروف بسخاء فالمعسل بطعم الفواكه المختلفة ليس به رائحة الجراك كالشيشة. المعسل اقل ضررا اما مشاري الخطيب 45 عاما - فيستغرب من ان كثيرا من مرتادي هذه المقاهي هم من الشباب صغار السن ويعتبر هذا غيابا عن الرقابة وربما هذا الكلام يستغرب ان يقوله انسان مثلي مدمن تدخين المعسل، ولكن انا لم اجد انسانا يوجهني في البداية ولعل تدخين المعسل اقل ضررا من تدخين السجائر كما ان تدخين السجائر يكون دوما في متناول يدك بعكس تدخين المعسل الذي يتطلب منك قطع مسافة الى المقهى والخروج من البيت وهنالك مقاه خاصة بالسيدات لتدخين المعسل وشرب القهوة ولم يصبح ذلك حصرا على الرجل وهنا مكمن الخطر واختلال في التوازن الاجتماعي لان ذلك ضد طبيعة المرأة وهي محاولة يائسة من المرأة لاثبات انها لا تقل عن الرجل. سبب رئيس للسرطان واعتبر الدكتور حسام عبدالحكيم من مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر ان تدخين الشيشة سبب رئيس للاتهابات الرئوية المزمنة التي تؤدي الى الاورام السرطانية بالرئة كما تؤدي للاصابة بمرض الدرن كما يعتبر من الخطأ اعتقاد الكثيرين بأن تغيير مبسم الشيشة او المعسل يقي من الميكروبات خاصة ميكروب الدرن وهذا كما اسلفت خطأ لان الميكروب يكون موجودا في خراطيم المعسل او الشيشة وايضا يتواجد في مياه الشيشة واياض المعسل. ويضيف ولا يعلم الكثير من المدخنين بأن المعسل بطعم الفواكه اشد ضررا بسبب احتوائه على اكثر من 4 آلاف مادة كيميائية ضارة بالشعب الهوائية والرئة مما يؤدي الى تلف وتدمير الحويصلات الهوائية بالرئة المسئولة عن تبادل الغازات بدخول الاوكسجين للدم وخروج ثاني اكسيد الكربون من الجسم وهذا ما يسبب الصداع والزغللة بالعين واضطرابات القلب وزيادة التوتر والقلق لمدخن الشيشة او المعسل خصوصا نتيجة تأثير المواد الكيميائية الضارة على الاعصاب التي تؤدي للاصابة بسرطان الفم او الحنجرة والجلد وعلى اقل تقدير الاصابة بقرحة المعدة علما بأن معسل الفواكه خال من التبغ ويحتوي احيانا على بعض قشور الفاكهة التي يتم تخميرها ومعالجتها بالمولاس والجليسرين الذي يتحول الى مادة الاكرولين عند حرقة بالفحم وهذه هي المادة المسببة لسرطان المثانة. صورة مستهجنة وقالت الاخصائية الاجتماعية نجوى العجمي: ان تدخين المعسل ليس كما يعتقد بانه حرية شخصية لانه من حقنا المحافظة على شبابنا وبيئتنا وانفسنا من كل المخاطر والمعسل او الشيشة اجدها ولابد من تكاتف الاسرة والمدرسة للتنشئة السليمة فصورة التدخين بكل اشكاله صورة مستهجنة وغير مقبولة لدى مجتمع كالمجتمع السعودي الملتزم بالعادات والتقاليد والضوابط الاجتماعية ومما يزيد من تفاقم المشكلة ان استخدام المعسل حاليا لا يقتصر على الرجال فقط بل امتد ذلك الى النساء والمراهقين والمطلوب هو تطبيق الدور التوعوي الاعلامي وبشكل مكثف والتحذير من اقران السوء وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نبراس منير عن نافخ الكير وحامل المسك فالاول اما يحرق ثوبك والثاني تنال من عطره ولا ابالغ ان قلت: ان التدخين بكل اشكاله مثل السجائر او المعسل او الشيشة هو الخطوة الاولى في الانحراف السلوكي. رأي الدين وقال الشيخ محمد السبيعي - امام وخطيب احد مساجد محافظة الخبر: ان التدخين ليس مكروها كما يعتقد البعض بل هو محرم فهو مضيعة للصحة والمال وقال تعالى: (ولا تلقوا بأيدكم الى التهلكة) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث كلم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والمطلوب هو القدوة الصالحة من الاب لاولاده فبعض الاباء هداهم الله يفتقدون هذه الناحية فلا يوجه ابناءه ولا يعرف من يصاحب والبعض لا يعلم عن ابنائه أي شيء فأين الابوة الحقة والرعاية الصحيحة حتى لا ينحرف اولادنا ونندم في اوقات لا ينفع فيها الندم. ينفخون الدخان ولكن الهموم تبقى