بعد كأس العالم 1994 ظهرنا للعالم بشكل جيد وأن لدينا كرة قدم جيدة ومواهب ملفتة في بلدنا، لكن وقتها وكما أشار العديد من الإعلاميين وبعض المسؤولين أنها كانت غلطة بعدم فتح الاحتراف الخارجي بعد تلك المشاركة التاريخية بأولويتها ومستواها وإنجازها. بين المشاركتين 94-98 أصبحت الصحف تتفنن بأخبار العروض الأوروبية لنجومنا بين حقيقتها وعدم جديتها ضعنا كمتابعين ونعلم وقتها أن سبيل التقدم لخطوات أكثر هو الاحتراف الخارجي كما حلل وتابع المتخصصون الفنيون وقتها. جاءت المشاركة الثانية 98, بعد ذلك أتت العروض الجدية وتحقق الحلم حلم بالنسبة لي على الأقل (لأن وقتها وما زال للأسف العديد منهمكا محليا ومنهمكا بحب ناديه بعيدا عن مصلحة المنتخب) فؤاد أنور إلى نادي سيشتوان الصيني, فهد الغشيان في أفضل التجارب في رأيي مع أي زد الكمار الهولندي وفي حادثة غريب أن لا تتكرر للمدربين الأجانب من يأخذون الملايين لدينا على الأقل يجلب من هو مقتنع به إلى أوروبا بعد نهاية عقده, حدث ذلك فقط مع المدرب الهولندي هانغيم بجلبه للغشيان الذي يناسب أسلوبه طريقة اللعب الهولندية (الأجنحة) حقق مستويات طيبة لكن للأسف لم تستمر برفض إدارة الهلال كما أذكر مع وجود عرض لسنتين للنادي الهولندي للأسف عاد الغشيان للهلال وتحول للنصر, عاد أيضا فؤاد أنور من الصين سريعا رغبة في استغلال مشاركة النصر في كأس العالم وانتهت بذلك المحاولات الاولى للاحتراف الخارجي. بعد ذلك سامي الجابر النجم يتحول إلى ولفر هامتون الانجليزي في الدرجة الأولى مشاركة لم تكن طويلة للإصابات وإرهاق آسيا 2000 بلبنان وعودة سريعة للجابر. مشاركة 2002 المؤلمة والتي افقدتنا الكثير بالحالة السيئة للأخضر بعدها تم بناء منتخب جديد ولم نسمع عن العروض الخارجية إلا دعوات التدريب أو محاولات الاستثمار التي كانت وقتها (2002), جاءت المشاركة الخامسة والأخيرة في كأس العالم 2006 ومعها احترف حسين عبدالغني في نيوشاتل السويسري ثم عاد إلى النصر، بعد ذلك محاولات طويلة لياسر القحطاني مع مانشستر سيتي قبل الملايين الإماراتية ثم الصويلح مع ريدبول النمساوي ولم يوافق الهلال. كل ما سبق من احتراف خارجي لم يكن مصحوبا بدعم من الأندية بل بوضع عراقيل للاحتراف الخارجي الذي لا يعي رؤساء الأندية حجم تأثيره الإيجابي على الأخضر. لم يبق من تجارب لاعبينا في أوروبا إلا ما بعد مشاركة الأخضر الشاب في كولومبيا احترف عدد كبير في البرتغال, لا اعلم وصف ذلك احتراف تأهيلي ام احتراف حقيقي لم ار إلا اثنين وسحبا سريعا بعد عامين إلى السعودية (الحافظ, الشهري). يبدو أني سأحلم طويلا لأرى مسلسل المصري ميدو ومحمد صلاح المصري الآخر حاليا. نوما هنيئا يا كرة بلادي.