عمرالخزيم-الدمام يحرص السعوديون في كل عام لنظم قصائدهم وإلقائها على مسرح الجنادرية أحد أكبر التظاهرات الثقافية بالمملكة إضافة إلى الفنانين والتشكيليين الذي يسعون جاهدين لعرض فنونهم وما صاغته أيديهم لعام كامل هو نفس الحال الذي ينطبق على العديد من اللاعبين السعوديين الذين يرغبون بعرض وصلتهم الموسيقية وكذلك تقديم مهارتهم على المستطيل الأخضر الأوروبي الذي يعتبر اكبر مسرح لكرة القدم في العالم فهي الفرصة الحقيقة للاحتراف وتقديم الفنون مع نجوم الكرة العالمية الذين يتنافسون كل موسم لتقديم أفضل ما لديهم بحثا عن انجازات وتكسير أرقام باتت تتحطم من يوم إلى آخر نظير الجهد المبذول والعرق المسكوب من اللاعبين. (البداية من هولندا) لم يكن غريبا التواجد السعودي في أوروبا فهنالك عدد ممن مثلوا الكرة السعودية في وقت سابق في القارة العجوز ، نجم الكرة السعودية وصاحب الهدف الرائع في مرمى منتخب السويد بالدور الثاني لنهائيات كأس العالم1994التي أقيمت بالولايات المتحدةالأمريكية فهد الغشيان كان أول اللاعبين السعوديين الذين يقومون بغزو القارة الأوربية في عام 97عن طريق فريق أي زد الكمار الهولندي أحد أندية دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم في هولندا الذي جاء بدعوة من قبل المدرب الهولندي الشهير هانجيم إلا أن التجربة لم تنجح نظير توقيع اللاعب لعقد لمدة ثلاثة أشهر فقط رغم رغبة هانجيم في تواجد الغشيان لأربعة مواسم وعلى الرغم من تألق فهد الغشيان مع فريق أي زد الكمار خلال الفترة القصيرة التي قضاها ولم تتجاوز الثلاثة أشهر إلا أن المدرب هانجيم وإدارة النادي الهولندي بذلوا جهود كبيرة جدا من اجل السعي لإقناع الإدارة الهلالية بالسماح للاعب بالبقاء لمدة ثلاثة مواسم أو تمديد فترة الإعارة على اقل تقدير لمدة موسم رياضي وكان الشارع الرياضي وقتها ينتظر الموافقة الهلالية بعد نجاح الغشيان وإلحاح الهولنديين على بقائه هناك إلا أن الصدمة كانت برفض الإدارة الهلالية لتمديد إعارة اللاعب أو بيع عقدة كونه لاعبا موهوبا ومطمعا لجميع الأندية وبذلك انتهى حلم الغشيان في الاحتراف الأوربي وفتح أهم الأبواب الحقيقة للاحتراف في أوربا. (البريميرليج) اضطر الشارع الرياضي السعودي للانتظار قرابة الأربع سنوات حتى تتاح فرصة احتراف ثانية للكرة السعودية وهذه المرة كانت عن طريق نجم الكرة السعودية وقائد المنتخب السعودي ونادي الهلال سامي الجابر الذي احترف في فريق ويلفرهامبتون الانجليزي لمدة خمسة أشهر وشارك في عدد من المباريات إلا أن إصابته التي لحقت به إبان مشاركة الاخضر في نهائيات كأس أمم آسيا2000بلبنان ساهمت في غيابة لمدة ستة أسابيع وبعد إقالة مدرب ولفرهامبتون كولن كان لزاما على الجابر العودة للرياض خصوصا بعد رفض ناديه الهلال الموافقة على تمديد إعارته وتحدثت العديد من الصحف الانجليزية والبريطانية عن اللاعب العربي المتميز والذي لفت الأنظار خلال فترة بسيطة وكانت تأمل استمراره في ملاعبها وهي الفرصة الحقيقة الثانية للاحتراف التي تخسرها الكرة السعودية بشكل رسمي. (نجاح في سويسرا) ثالث التجارب السعودية في أوربا كانت مع اللاعب حسين عبدالغني الذي خاض تجربة في الدوري السويسري مع فري نيوشاتل السويسري الذي أعلن إفلاسه مؤخرا وألقي القبض على المليونير الشيشاني بولات شاجييف مالك النادي بينما أصبح للاعبين حرية الاختيار وهي إحدى التجارب التي تعتبر ناجحة خلال موسم2008-2009مقارنة بالتجربتين السابقتين حيث استمرت لمدة موسم رياضي كامل شارك من خلاله بالعديد من المباريات ونقل صورة ايجابية عن اللاعب السعودي ولقيت هذه التجربة أصداء كبيرة وواسعة في الإعلام السعودي والسويسري كما كان نجاح هذه التجربة دافعا كبيرا لدى الأندية واللاعبين والقائمين على الاتحاد السعودي لرغبتهم بتواجد اللاعبين السعوديين في أوربا للاحتكاك واكتساب الخبرة والفائدة بالتالي تعود على المنتخب والكرة السعودية بشكل عام وكان لنجاح هذه التجربة اثر كبير على لاعبي الأخضر وبقية اللاعبين السعوديين الذين باتوا يمنون النفس بالاحتراف في أوربا وتسجيل تاريخهم بماء من ذهب والبحث عن فرصة حقيقة للتواجد مع نجوم اللعبة ومقارعة كبار الأندية لما له من مردود ايجابي كبير على مستواهم وفكرهم الاحترافي وبالتالي انعكاسه بشكل ايجابي ومتميز على الكرة السعودية وكان لحسين عبدالغني دور بارز وكبير في قيادة المنتخب السعودي خلال التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم2010بجنوب إفريقيا والتي خسرها الأخضر في الرمق الأخير أمام البحرين عبر الملحق الآسيوي. (دعوات بالتوفيق) في حين أثار خبر انتقال مدافع الهلال أسامة هوساوي إلى فريق اندرلخت البلجيكي حفيظة العديد من اللاعبين الذين باتوا يفكرون في مستقبل احترافي وتسجيل أسمائهم بحروف من ذهب للمشاركة والتواجد ببطولة دوري أبطال أوربا احد أكبر وأقوى وأشهر بطولات كرة القدم على وجه المعمورة وباتت حلما لجميع نجوم العالم أن يتواجدوا ويتنافسوا على كأس هذه البطولة التي تتجدد منافستها في كل موسم وينتظر الجميع أن تتاح الفرصة لأسامة هوساوي ويحقق نجاح ومشاركة سعودية أولى ببطولة دوري أبطال أوربا لكرة القدم وفي حال تحقق النجاح فسيتم فتح باب انتقال اللاعبين السعوديين وغزوهم للملاعب الأوربية بكل تأكيد خصوصا مع رغبة العديد من اللاعبين الشباب بالتواجد في أوربا دون النظر إلى اسم النادي أو قيمة العرض المادي المقدم للاعب فالاحتراف في معقل كرة القدم ومسرحها الكبير على مستوى العالم هو حلم وطموح الجيل الشاب من اللاعبين ويعد أسامة هوساوي بمثابة المثال الحي للاعب الطموح والذي يسعى بقوة للتواجد في أوربا من أجل الاحتراف ومنح بصيص من الأمل للاعبين السعوديين بالتواجد في أوربا حيث رفض اللاعب العديد من العروض سواء من نادية الهلال أو الأندية المحلية التي فتحت خزائنها وقدمت ملايين الريالات للظفر بخدمات اللاعب ودفاعه عن قمصانها محليا وآسيويا إلا أن اللاعب يمتلك طموحا كبيرة ولديه الرغبة الكبيرة بالاحتراف في أوربا وتسجيل نفسه واسمه احد اللاعبين السعوديين الذين حصلوا على فرصة الاحتراف في القارة العجوز وترك بصمة في تاريخهم الرياضي. (مشاركات شابة) الأيام الحالية تقف شاهدة على تجربتين من النجوم الشباب للكرة السعودية فهاهو المدافع المتميز عبدالله الحافظ يقدم نفسه بشكل كبير ومتميز مع فريق يونياو ليريا وهو احد الأندية المتوسطة بالبرتغال ويشارك اللاعب معه بشكل أساسي بالعديد من المباريات وسجل نفسه كاسم ورقم صعب للفريق وينوي النادي البرتغالي تجديد عقدة وتمديد إعارته لموسم رياضي كامل اعتبارا من انطلاقة الموسم الرياضي القادم حسب ما تم إعلانه وتداوله بالصحف البرتغالية وهو الأمر الذي شجع اللاعب إبراهيم الابراهيم للمجازفة ومغادرة بلادة والانتقال للبوسنة ومع فريق جوسك جابيلا الذي يحتل مرتبة متأخرة بالدوري الممتاز البوسني وهي خطوة أولى للانتقال إلى دوري كبير وعريق في أوربا وهو طموح الابراهيم إلا أن طموحاته تصطدم بعدم وصول بطاقته الدولية من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم ومماطلة نادية الاتفاق في الموافقة على احترافه في أوربا ويعتبر إبراهيم الابراهيم وعبدالله الحافظ من ضمن فريق منتخب الشباب الذي شارك بفاعلية وظهر بشكل كبير خلال نهائيات كأس العالم للشباب التي أقيمت برمضان الماضي في كولومبيا واستطاع الأخضر الشاب أن يصل للدور الثاني من مونديال الشباب للمرة الأولى في تاريخ مشاركات الأخضر إلا أن حظوظ عبدالله الحافظ بالاستمرار مع فريقه الحالي باتت صعبة جدا نظير إعلان النادي لإفلاسه رسميا وانسحابه من الدوري البرتغالي الممتاز لكرة القدم إلا أن تألق الحافظ معه ولفتة للأنظار في الغرب الأوربي جعله مطمعا للأندية البرتغالية المتواجدة بالدوري الممتاز والتي تسعى لكسب توقيعه والاستفادة منه لتمثيل صفوفها في الموسم الرياضي القادم. (حجر عثرة) كثيرا ما كانت تقف الأندية حجر عثرة في وجه انتقال اللاعبين للاحتراف في أوربا والأمثلة والشواهد كثيرة ولعل احد ابرز المواهب السعودية التي حرمت من الاحتراف في أوربا كان اللاعب نواف التمياط الذي حصل على عروض هولندية في الوقت الذي كان فيه أفضل لاعب آسيوي في العام2000الا أن مماطلة الأندية كان سبب في عدم حصول اللاعبين على الفرصة إضافة إلى أن الأندية تتخوف من حدوث انتقالات بطريقة غير مباشر (كوبري)ولعل أشهرها انتقال لاعب القادسية خالد الغامدي إلى صفوف فريق النصر بعد أن ذهب ووقع في سويسرا وأعلن رغبته بتحقيق حلمة بالاحتراف في أوربا ليجده الشارع الرياضي بعد اقل من أسبوعين من رغبته في الاحتراف الأوربي في تمارين نادي النصر بالعاصمة الرياض وهو الأمر الذي يجعل الأندية ومسؤولي كرة القدم مترددين في احتراف اللاعبين خوفا من تكرار مثل هذه الحوادث. (احتراف غير رسمي) الملاعب الأوربية تحتضن العديد من اللاعبين السعوديين أمثال احمد محمد عبدالله المتواجد في أكاديمية نادي ارسنال بالعاصمة الانجليزية لندن ومروان يوسف الجهني المحترف بأكاديمية أي سي ميلان الايطالي وعبدالرحمن البخاري لاعب نيوكاستل الانجليزي وعدي سامي صيرفي في ليفربول الانجليزي وكلها محاولات احتراف غير رسمية فالتواجد في المدارس الكروية والأكاديميات لا تعني بكل تأكيد انضمامك لهذا النادي أو ذاك أو حتى تمثيل المنتخب السعودي في قادم الأيام.