اعلن مساعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والمدير الاعلامي اليستير كامبل المثير للجدل استقالته امس الجمعة في قرار مفاجيء جاء وسط اسوأ ازمة على مدى السنوات الست لحكم بلير. وكان من المتوقع على نطاق واسع ان يستقيل كامبل (46 عاما) في وقت لاحق من العام الجاري لكن المحللين السياسيين فوجئوا بتوقيت الاعلان بينما يمسك بتلابيبه هو وبلير تحقيق محفوف بالمخاطر حول مبررات الحكومة لخوض حرب العراق. وقال كامبل في بيان اصدره مكتب بلير اتفقنا في السابع من ابريل هذا العام على انني ساترك منصبي هذا الصيف بالتأكيد. وقد ابلغت رئيس الوزراء رسميا الان باني ذاهب. وذكر كامبل وهو حليف وثيق لبلير منذ نحو عقد وساعد في تنظيم حملاته الانتخابية التي اسفرت عن فوز ساحق مرتين انه يريد ان يسلم مهامه الى خليفة له خلال الاسابيع القليلة القادمة. وغالبا ما يوصف كامبل بأنه النائب الحقيقي لرئيس الوزراء وقد لعب دورا اساسيا في اعداد ملف حكومي بشأن اسلحة العراق اصبح محلا للتدقيق في التحقيق بشأن انتحار خبير الاسلحة ديفيد كيلي الشهر الماضي. وتردت شعبية بلير بسبب التحقيق. وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية ان كامبل قد ذكر في مذكرة استقالته انه كان من الشرف العظيم لي العمل بالقرب وفي حكومة يرأسها شخص سيثبت التاريخ لاحقا انه كان من أعظم رؤساء الوزراء الذين قاموا بنقلة نوعية. وأوضح ان كامبل أشار في مذكرة استقالته الى ان زميلته في العمل فيونا ميلر ستغادر هي ايضا مقر عملها في رئاسة الوزراء خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وذكر أن كامبل قد أكد أنه وبعد استقالته لا يريد أن يتبوأ منصبا كبيرا بل يود أن يتفرغ في كتابة التقارير والمقالات وخطابات السياسيين. يذكر ان متاعب كامبل بدأت بعد ان بثت هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) تحقيقها الشهير الخاص باتهام الحكومة البريطانية بتضخيم وتلفيق المعلومات الخاصة بملف أسلحة الدمار الشامل العراقية الذي نتج عنها مشاركة القوات البريطانية في حملة تحرير العراق العسكرية واعتباره المتهم الرئيسي في هذه الفضيحة. وتأتي استقالة كامبل في الوقت أعلن فيه امس عن عزم أرملة خبير الاسلحة في وزارة الدفاع البريطانية ديفيد كيلي تقديم شهادتها في الاسبوع المقبل وعبر دائرة تلفزيونية مغلقة من منزلها في (اكسفوردشير) جنوبي انجلترا أمام لجنة التحقيق في وفاة زوجها.