يتطلع أكثر من 400 الف نسمة هم سكان محافظة حفر الباطن لترقية خدمات المياه وتطويرها والتي باتت تمثل مشكلة حقيقية للسكان ومصدر معاناة لكل اهالي المحافظة. وناشد مواطنو المحافظة وزير المياه الدكتور غازي القصيبي العمل الجاد لرفع معاناتهم التي تأزمت كثيرا، مطالبين بتشكيل لجنة عليا لوضع حلول جذرية لهذه المشكلة. فيما أبدى عدد آخر من مواطني المحافظة خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها (اليوم) سخطهم من الاوضاع التي آلت اليها المياه في حفر الباطن، فضلا عن مطالبات مصلحة المياه بسداد فواتير الخدمة التي لم تقدم من الاساس. يوم واحد في الأسبوع قال أبو عبدالعزيز: نعاني ضعف ضخ المياه بشكل عام مشيرا الى ان الماء لايصب في منازلنا الا يوما واحدا في الاسبوع وهذا غير كاف لمنزل يتكون من دورين، اننا نعيش هذه المعاناة منذ فترة طويلة, ولكن لم نجد احدا يحلها لنا فالمواسير الموجودة في الخزانات الخاصة بالمنازل صغيرة جدا اضافة الى ضعف صب المياه كما ان الماء لايصل الى جميع الاحياء مبينا ان هنالك احياء قديمة واحياء جديدة لم تصل اليها المياه ولم ينعم بها سكانها فمعظم الاهالي يعتمدون في توفير الماء على (وايتات) المياه (الصهاريج) حيث ان الاقبال الشديد على الصهاريج يجعل البعض لايستطيع دفع الصهريج. واضاف إنه ومجموعة من المواطنين تقدموا بالشكوى لوزارة المياه والتي كانوا يتوقعون من وزيرها الاجابة الشافية الا ان الاجابة اومأت لهم باقناع المواطن وتساءل ابو عبدالعزيز كيف تقنع الوزارة المواطن بخدمة لا تصل الى أقل درجة مقدمة. ثم كيف يأتي الرد على اقناع المواطن بخدمة هو يدفع رسومها وهي رسوم عالية. وطالب أبوعبدالعزيز وزير المياه بتشكيل لجنة لمعرفة الأسباب ومن ثم الاقناع بهذه الخدمة. وأضاف: ان الماء الذي يصل للقلة القليلة من السكان لا يستخدم إلا للغسيل فقط مؤكدا أن جميع سكان هذه المحافظة يعتمدون في مياه الشرب على المياه المحلاة التي يقومون بشرائها وصبها في الصهاريج الخاصة بهم والموجودة في منازلهم. أما الماء الذي يأتي من المصلحة فهو يحتوي على ملوحة عالية ولا يصلح للشرب. وقال سعد الحربي: إنني أتساءل كثيرا عن الاسلوب والطريقة التي تسير بها مصلحة المياه، ألم يدركوا قول الله تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي).. إن ماتقوم به المصلحة من اسلوب في قطع المواسير الخاصة بالمياه الموجودة عن المنازل يدل على ان المصلحة تقوم بعمل غير حضاري تجاه المواطن باعتبار ان ذلك يتم أمام مرأى صاحب المنزل.. اننا نتساءل لماذا يتم قطع (الماسورة) ووضع السدة لها لمنع وصول الماء للمنزل؟؟ ثم أين عداد المياه الذي بناء على قراءته يتم اتخاذ القرار بذلك.. ألم يعلم المسؤولون في المصلحة ان قطع الماء بهذا الاسلوب يكون فيه تأثير نفسي على المواطن قبل التأثير المادي المباشر. واوضح ان مصلحة المياه تمن عليهم بالماء من خلال هذا الأسلوب الذي تتبعه. عشوائية توزيع الفواتير وقال: لماذا مصلحة المياه تقوم بتوزيع الفواتير على المنازل بطريقة عشوائية دون أي تنظيم وهي في الاساس لم تقدم الخدمة حتى ولو اقل درجة منها؟؟. وأضاف: ان مصلحة المياه بحفر الباطن قامت بالمطالبة بالسداد على خدمة لم توجد. هل المصلحة وجدت بحفر الباطن لتطالب المواطن بسداد الفاتورة أم لإيجاد الخدمة المناسبة للمواطن المستفيد. أما سليمان الدبيان فقال لاشك ان جميع الأهالي يعلمون ان المياه لم تصل الا لبعض الاحياء بينما هناك احياء بأكملها لم تصلها حتى الآن. ويجب على المصلحة الجدية في ايصال الخدمة الى كل منزل. وأضاف: انه قام مؤخرا بطلب إيصال المياه الى منزله وقد كلفه ذلك مبلغا يتجاوز 7700 ريال. موضحا ان هذا يعد مبلغا كبيرا وضخما مقارنة بما يدفع في بقية المحافظات. ولقد بين المواطن الدبيان ان الخط الذي تم ايصال الماء منه لمنزله لا يبعد اكثر من 20 مترا. مضيفا انه بعد دفع هذا المبلغ فوجىء بمطالبة اخرى من المصلحة تصل الى اكثر من 1300 ريال. فيما ابدى عبدالله الفريج استغرابه من وجود خزانات مياه كبيرة في كل اتجاهات المحافظة وفي المقابل لا يستفاد منها مبينا أن تنفيذها كلف العديد من المبالغ الطائلة وهي الآن كالنخلة الخاوية فلماذا يكتفى بالمرحلة الاولى من تنفيذ مشروع المياه. وتترك المراحل التكميلية الثانية والثالثة. مبينا ان 80% من الاحياء لم تصل اليها المياه فضلا عن الضعف الشديد في ضخ المياه للمنازل. فيجب تنفيذ المشاريع الخاصة بالمياه بحفر الباطن واخضاع توزيع المياه لنظام الحصص على الاحياء على قلته حيث ان الماء يصب في كل حي من الأحياء لمدة اقل من يوم واحد فقط وبعد ذلك يتم اغلاق الماء عن الحي ومن هنا فإن بعض الخزانات الخاصة بالمياه في بعض المنازل تكون صغيرة لاتكفي حتى ثلاثة أيام وعلى العكس فإن أكثر الخزانات لا يتم ملؤها بالماء لان ضخ الماء يأتي ضعيفا من الاساس. وطالب الفريج المصلحة بالقيام بعمل الصيانة الدورية على المواسير مؤكدا أن مواسير المياه قديمة جدا وغير صالحة. وأشار إلى أننا نقدر الدور الذي تقوم به المصلحة ولكن لماذا لا يتم توفير صهاريج المياه بالطريقة التي تعمل لخدمة المواطن. وأوضح انه بالرغم من وجود عدد من صهاريج المياه تعمل من قبل المصلحة الا انها لم تعد قادرة على خدمة الطلبات التي ترد للمصلحة وذلك لان اغلب السكان لم تصل اليهم المياه بل اغلب الاحياء لم يصل اليها الماء. مفارقات وأبان حامد العيد: مازال الامل يحدونا في حل معاناة شح المياه وقلتها وان ما تقوم به مصلحة المياه من حلول وقتية لن تكون فاعلة. واوضح انه من المفترض ان يدرك منسوبو مصلحة المياه ان محافظة حفر الباطن من اكبر المناطق الرعوية بالمملكة وان يدرك المسؤولون فيها التوسع والزيادة السكانية التي شهدتها المحافظة في السنوات الاخيرة حيث اننا نعاني قلة المياه رغم ان حفر الباطن من المناطق التي تكثر بها هطول الامطار وهي الان تشهد اكبر مشروع لتصريف مياه الامطار والسيول. انها المفارقات العجيبة حيث ان محافظة ينفذ بها اكبر مشروع لتصريف مياه السيول في الشتاء وفي المقابل الاهالي يعانون عدم وجود الماء بل ضعف ضخ المياه لمنازلهم وقلته في الصيف واؤكد عدم وجوده لكثير من الاحياء. كما اوضح العيد ان المصلحة تطالب المواطنين بدفع رسوم المياه وان بعض هذه المنازل التي وزعت عليها الفواتير لم تصل اليها خدمة الماء بالمرة اضافة الى ان هذا المبلغ الذي تم تحديده اصبح فيه مساواة بين من يقوم باهدار الماء بشكل ملحوظ وبين من يقوم بالترشيد في استهلاك المياه. وطالب المصلحة بالاسراع في تركيب العدادات الخاصة بهذه الفواتير فانه من الافضل ان يتم تركيب العدادات ومن ثم مطالبة المواطن بالسداد. وابدى محمد المطلق استغرابه من عدم إدراك المصلحة او الوزارة لزيادة ونمو السكان الذي تشهده المحافظة. وتساءل عن جدوى توزيع الفواتير بعشوائية على السكان ولاسيما ان بعضا منها وزعت على منازل خالية او منازل لايوجد بها ماء اصلا. وأضاف المطلق تساؤلا آخر عن فحوى مطالبة مصلحة المياه المواطنين بالسداد على قيمة الفاتورة بينما الماء الموجود الذي يصل هذه القلة من السكان هو في الاساس غير صالح للاستخدام اما ماء الشرب فانهم يقومون بجلبه من مصانع التحلية الموجودة واشار إلى أنه لابد للمصلحة ان تعمل على ايجاد الماء الصالح للشراب وبعدها تطالب المواطن بالسداد فان ما يتم سداده من فواتير للمياه في مناطق المملكة. وقال المطلق: لماذا لاتتدخل المصلحة اولا في تنقية المياه حيث ان هناك بعض الآبار السطحية التي يتم جلب الماء منها ولايعرف صحتها من عدم صحتها ورغم ذلك فالمواطن ياخذ منها والمصلحة تقف دون تدخل ملحوظ منها ثم لماذا لا تتم زيادة ضخ المياه للمحافظة والذي لم يتغير منذ اكثر من عشرين سنة حيث ان ضخ المياه للمحافظة 270 الف متر3 وهو لم يتغير وثابت حتى الان رغم الزيادة في السكان والنمو العمراني الذي تشهده المحافظة. تفاؤل وسط السخط ووسط ذلك اكد فايز الشمري انه متفائل كثيرا, وقال انه يدرك ما تقوم به الادارة الواعية بفرع حفر الباطن. مستدركا لكن يجب عليهم ان يعلموا ان ما يقومون به من اعمال قد تشبه العشوائية ونحن اهالي حفر الباطن نأمل في تحقيق ما وجدت المصلحة لاجله مؤكدا: لقد استبشرنا جميعا عند بدايتها في عام 1412ه ولكن خابت الآمال على مدى اكثر من 12 سنة ونحن نعيش الامل المفقود وهو ايصال المياه المحلاة من البحر عن طريق محافظة الخفجي التي لاتبعد عن حفر الباطن اكثر من 300 كيلو متر، ثم على مدى هذه السنوات الماضية لم تصل المصلحة الى حلول في ضعف ضخ المياه إلى منازل المواطنين الذين لايمثلون نسبة 15% من السكان ثم ليعلم المسؤولون ان اكثر من 85% من سكان حفر الباطن يعتمدون في توفير المياه على شرائها من المحطات الموجودة مبينا انها معادلة تستحق الوقوف باعتبار أن المحافظة غنية بالمياه وتتميز بهطول الامطار وهي عاصمة الربيع اضافة الى مشاريع تصريف السيول المستمرة ورغما عن ذلك يعيش سكانها شح الماء الدائم والجفاف ويعتمدون على شراء الصهاريج. طفلان في انتظار المستحيل البرقية التي بعثت لولي العهد