استغرب أهالي حي النجاح في الأحساء من تصريحات مدير مصلحة المياه بالمحافظة عبدالله الدولة وتبريره لانقطاع وضعف ضخ المياه في مدينة الهفوف باجراء أعمال إصلاح أعطال أجبرتهم على إغلاق الصمامات بعض الأيام، وأن المياه عادت إلى حي النجاح بعد يومين تقريباً من بدء الصيانة. وعلى النقيض، كشف سكان الحي الذي يضم أكثر من 50 منزلاً ل"اليوم" استمرار معاناتهم من انقطاع المياه أكثر من شهرين، وانه يوماً بعد آخر يواجهون تبريرات مختلفة من مديرية المياه في الأحساء، إذ لم يتم تشغيل المياه سوى من الساعة 12 ليلاً إلى 5 فجراً ثم تعود إلى التوقف، مشيرين إلى أنه حتى الآن لم يتم إصلاح الأوضاع مما اضطرهم للاستعانة بصهاريج المياه (الوايتات) التي قفزت أسعارها إلى أرقام قياسية وصل معها (الرد) الواحد في بعض المناطق إلى أكثر من 300 ريال بينما تراوح سعر الشاحنات الصغيرة من 100 إلى 150 ريالا واستمرت المعاناة لمدة شهرين متتاليين من دون حلول عكس ما صرح به دولة، وصل جرائها متوسط الأموال المدفوعة أكثر من 10 آلاف ريال. اضطرت الأوضاع أهالي الحي للاستعانة بصهاريج المياه التي قفزت أسعارها في بعض المناطق إلى أكثر من 300 ريال بينما تراوح سعر الشاحنات الصغيرة من 100 إلى 150 ريالا واستمرت المعاناة لمدة شهرين متتاليين من دون حلول، عكس ما صرح به مدير مصلحة المياه. وبحسب من تحدثوا إلى "اليوم" فإن الأزمة ظهرت نتيجة عدم التخطيط المسبق، إذ شوهدت أكثر من سيارة لتعبئة المياه بجانب المنازل في منظر مأساوي يعيشه أهالي الحي. وأوضح المواطن فايز الدوسري أن منظر السيارات الخاصة بتعبئة المياه يتكرر كل أربعة أيام تقريباً، نظرا للتقطعات غير المقبولة للمياه، ما يجعلنا مضطرين لتعبئة الخزانات وبعض الجوالين استعداداً للمشكلة، وقال: ظل اعتمادنا على الخزانات الأرضية لمجابهة هذه المعضلة التي تعاني منها الكثير من المنازل إلا أنها جفت كذلك، ونتوقع حدوث انقطاع بسبب التمديدات الرئيسية وعدم توصيلها بالشكل المناسب أو جفاف منابع المياه. بدوره، لفت إبراهيم الثامر إلى أنه يضطر إلى الذهاب كل أسبوع إلى مصلحة المياه حين انقطاع الماء ليستفسر عن هذا الحال بأن الماء وصل حالياً منزله بيد أنه ما يلبث أن ينقطع عنه في اليوم التالي مجدداً، مبيناً أن المعاناة وصلت مسجد حيه الذي من النادر أن يكون الماء متوفرا فيه لذلك لا تجد إلا القليل الذي يصلي فيه حيث ان الغالب يتجهون إلى المساجد المجاورة للتمكن من الوضوء والحي يقطن به العديد من كبار السن الذين لا يستطيعون التنقل لمسافات بعيدة. ويرى بومحمد الدوسري أن تزايد المخططات الأهلية غير مكتملة الخدمات ضاعف من الطلب على مياه الصهاريج وفاقم الطلب على المياه النقية في حي النجاح الأمر الذي اقتنص معه تجار هذه المادة الحيوية حاجة المواطن البسيط للماء. واختتم جمال الثنيان أحد أهالي الحي الذي قطنه حديثاً: "يفتقد حي النجاح للمياه في أوقات كثيرة رغم أن غالبية سكانه ملتزمون بسداد الفواتير المستحقة ولا يوجد ما يبرر الانقطاع".