حققت معظم الاسواق المالية في الشرق الاوسط أرباحا كبيرة خلال هذا الاسبوع على خلفية التقدم الذي حققته قوات التحالف في العراق والذي بلغ ذروته بانهيار نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وعزا محللون ماليون ذلك إلى ما يبدو أنه موجة مضاربة من قبل كبار المستثمرين الذين يعلقون آمالا كبيرة على وجود فرص للبلدان المحيطة بالعراق في اقتسام المشاريع الخاصة بإعادة الاعمار هناك بعد انتهاء الحرب. وتوقع هؤلاء المحللون أن تستمر موجة الارتفاع في أسعار أسهم الدول المجاورة للعراق، خاصة في المملكة والاردن والكويت، وأن تستجيب الاسواق الشرق أوسطية إلى كل تقدم يحرز على طريق إعادة الامن والاستقرار إلى العراق. وصرح وجدي مخامرة رئيس قسم التداول في مجموعة أطلس للاستثمار بأنه يتوقع أن تحقق الاسهم الاردنية مزيدا من المكاسب في الاسابيع القادمة مع كل تطور باتجاه استقرار الاوضاع في العراق. وعزا مخامرة الارتفاع الكبير في الاسهم الاردنية وفي البلدان العربية الاخرى المجاورة للعراق إلى دخول المستثمرين السوق بقوة وشراء أسهم شركات يتوقعون أن يكون لها دور في إعادة إعمار العراق والاستثمار فيه بعد سقوط نظام صدام حسين. وأضاف خبير البورصة أن موجة التفاؤل هذه تصاعدت بقيام عدد كبير من المتعاملين باتخاذ مراكز طويلة الامد على أسهم شركات يعتقدون أن الفرصة ستكون مهيأة لها للاستثمار في العراق، بما في ذلك أسهم الشركات الدوائية والنقل ومواد البناء والبنوك. وكانت البورصة الاردنية قد ارتفعت بنسبة ستة بالمائة في أسبوع التعاملات المنتهي يوم الخميس، حيث أغلق السوق عند 187.80 نقطة مقابل170.75 نقطة في الاسبوع الماضي. ويقول محمد حسن مدير الاستثمار في الشركة المتحدة للاستثمارات المالية إن ارتفاع الاسهم الاردنية خلال الايام الماضية كان مبنيا على موجة من المضاربات، وليس نتيجة لقرار استثماري. ويضيف أنه لا يستطيع تقييم التأثير النهائي لهذه الموجة على أسعار الاسهم في سوق عمان المالي. وقادت الاسهم الكويتية موجة الارتفاع في بورصات المنطقة إذ ارتفع المؤشر العام للبورصة بمقدار 218 نقطة ليغلق هذا الاسبوع عند مستوى1543.8 نقطة، وهو أعلى مستوى تحققه الاسهم الكويتية منذ بدء النشاط المنظم في السوق عام 1983. ونقلت وكالة الانباء الكويتية (كونا) عن محللين ماليين قولهم إن ارتفاع الاسهم في الكويت كان منسجما مع التقدم الذي حققته القوات الامريكية والبريطانية في العراق والذي توج حتى الان بانهيار النظام العراقي المسئول عن غزو الكويت عام 1990.