في خطوة من شأنها تأزيم العلاقات بين المغرب واسبانيا ينظم اتحاد الجمعيات الإسبانية المساندة لجبهة البوليساريو على امتداد الأيام القادمة في مختلف بلديات العاصمة الإسبانية مدريد وضواحيها استفتاء حول تقرير المصير في الصحراء الإقليم محل النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ منتصف سبعينات القرن الماضي. ولنزع فتيل الأزمة بين المملكتين الجارتين سارعت حكومة اليميني خوسي ماريا أثنار عبر وزارة الخارجية إلى التنصل من الخطوة معتبرة إياها مبادرة خاصة تقف وراءها جمعيات أهلية لا علاقة للحكومة الإسبانية بها من قريب أو بعيد.إلا أن الحملة الدعائية التي رافقت المبادرة الأهلية عبر وسائل الإعلام الإسبانية الرسمية أثارت حفيظة الرباط التي سارعت إلى إلغاء استقبال ديبلوماسي كان من المقرر أن تحتضنه مدينة الناضور شمال شرق المغرب بحضور عدد كبير من الدبلوماسيين الأسبان والأوربيين، من جهتها شنت وسائل الإعلام المغربية بمختلف توجهاتها هجوما عنيفا على مدريد واصفة خطوة الاستفتاء بأنها استفزاز إسباني جديد على الرباط أن تسارع بالرد عليه وبالمثل في إشارة إلى ضرورة مساندة الحركات الانفصالية في إسبانيا في كل من بلاد الباسك وكاطالونيا وجزر الخالدات وهو الاقتراح الذي كانت العلم قد تقدمت به منذ سنوات ما جعل الحكومة الإسبانية تندد به في حينه. صحيفة الاتحاد الاشتراكي الناطقة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وصفت الاستفتاء بأنه تصعيد إسباني جديد ضد المغرب .بينما نشرت صحيفة العلم المعروف بمواقفها القومية المعادية لإسبانيا والجزائر ولسان حال حزب الاستقلال نشرت مقالا تحت عنوان إسبانيا تواصل استفتاءاتها المعادية للمغرب . تجدر الإشارة إلى أن إقدام بعض الجمعيات الإسبانية في إقليم الأندلس جنوب إسبانيا على إجراء استفتاء مماثل كان سببا رئيسا في استدعاء سفيرها في مدريد عبد السلام بركة. وحسب المتحدث باسم لجنة الاستفتاء، فإن عملية التصويت ستستمر حتى 23 نوفمبر حيث ستختتم العملية بحفل تعلن النتائج العامة بعد استلامها من مختلف مراكز الاقتراع المنتشرة في مختلف البلديات والمدارس والجامعات الحكومية . وأضاف المتحدث أنه يمكن لكل الأشخاص الذين يريدون مشاركة الإسبانيين في تقرير مصير الصحراء المغربية بالتصويت عبر الإنترنت.