أكدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن إسبانيا تهيئ لاتصالات مباشرة مع الأطراف المعنية في النزاع القائم حول الصحراء من أجل دفعها نحو الاتفاق على حل سياسي يرضي جميع الأطراف. وقالت المصادر إن إسبانيا تعهدت ببذل المزيد من الجهود من أجل المساهمة في إيجاد حل عادل لقضية الصحراء. وكان رئيس الدبلوماسية الإسبانية ميغيل موراتينوس أكد في لقاء صحافي عقده بنيويورك مؤخرا أن بلاده «أظهرت التزاما خاصا من أجل أن تجري معالجة هذه القضية على نحو عاجل». وتعتبر إسبانيا كما جاء على لسان وزير خارجيتها نفسه أن المناخ جد ملائم حاليا بالنسبة للأمم المتحدة أكثر من السنوات الماضية من أجل التقدم بخطوات على درب حل قضية الصحراء. وتشير كافة المؤشرات إلى وجود مناخ مناسب من شأنه المساعدة على حل هذه القضية التي عمرت لعقود وتسببت في إحداث شرخ في العلاقة بين دول المغرب العربي خاصة الجارتين المغرب والجزائر. وبدأت المؤشرات نحو انفراج محتمل لهذا الملف الشائك بعد تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى الجزائر ودفعها للضغط على جبهة البوليساريو من أجل إطلاق حوالي 404 أسرى حرب مغاربة كانوا معتقلين لديها في مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري. ودفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية أطراف النزاع (المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو) إلى التفاوض المباشر ولو بشكل سري من أجل الخروج بحل سياسي يرضي جميع الأطراف. وباركت هذه الخطوات إسبانيا التي كانت تستعمر من قبل الصحراء المغربية ووعدت بضم جهودها إلى أمريكا من أجل إنهاء هذا المشكل. وفي هذا الإطار التقى وزير الخارجية الإسباني أمس الأربعاء في نيويورك بنظيره المغربي محمد بن عيسى وأجريا محادثات مباشرة حول هذا الملف. وكان وزير الخارجية الإسباني التقى يوم الاثنين الماضي بوزيري خارجية كل من الجزائر وتونس وممثل عن جبهة البوليساريو. ويذكر أن إسبانيا غيرت من سياستها إزاء ملف الصحراء منذ مجيء حكومة العمال الحالية برئاسة ثباثيرو. وكانت العلاقات المغربية الإسبانية في عهد سلفه أثنار تعرضت للاهتزاز إلى درجة القطيعة الدبلوماسية حيث كان المغرب في فترة سابقة سحب سفيره من العاصمة مدريد. ولم تعد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلا بتدخل وسطاء بين البلدين، لكن بعد مجيء حكومة ثاباثيرو تحسنت العلاقات بين الرباطومدريد إلى أبعد مما انعكس على تعاونهما في جميع الميادين بما فيها الجانب العسكري حيث سبق أن قام البلدان بعدة مناورات عسكرية بينهما وشاركا بقوات مشتركة في مهام حفظ الأمن والسلم الدوليين تحت مظلة الأممالمتحدة في بلدان تعرف نزاعات مسلحة داخلية. وتدعو إسبانيا في الوقت الحالي المجتمع الدولي والهيئات الدولية إلى إيجاد دينامية جديدة في التعامل مع قضية الصحراء كما تعبر عن رغبتها في أن يجري التوصل إلى تسوية سلمية بين الجارتين المغرب والجزائر مما سينعكس إيجابيا على مستقبل المنطقة المغاربية وبالتالي في علاقتهما مع الاتحاد الأوروبي.