اظهرت دراسة حديثة تبين ان 50% من الحوادث هي بسبب النساء. وقد لايستغرب القارئ لو ان الدراسة اقيمت في اي بلد آخر، لكن الدراسة صادرة عن غرفة تجارة الرياض لهذا الشهر والكل يعلم ان المرأة لاتسوق فيها. ولقد لفت نظري ارتفاع النسبة التي حاول القائمون على البحث القاء عبئها على اكتاف المرأة. وقد ورد في عددها للاقتصادية (3206) ليوم الاحد بتاريخ 21/7/2002 احتجاجا لاحد الكتاب العرب (أ. عادل مراد رئيس القسم الاقتصادي لمجلة "المجلة" لندن) والذي شعر بالغيرة اتجاه المرأة السعودية المغلوبة على امرها ورآءه تحاملا واضحا ضدها. وقد عرضت الدراسة العديد من الاسباب التي دفعت الباحثين الى القاء اللوم على النساء مثل محاولة النساء لالهاء السائق نتيجة تحدثهن معه او نتيجة لتبرجهن مما يؤدي الى عدم مقدرته على التركيز باتجاه السير ومخاطر الطريق او لاسباب اخرى مثل انشغال السائقين الآخرين بالنظر اليهن مما يؤدي كذلك للحوادث هذه الاسباب الواهية التي القت بنصف النسبة في الحوادث على عاتق الدولة تعاني حربا ضروسا ضد حوادث السير وتفقد الكثير من ابنائها كل يوم بسببها انها مسئولية جسيمة ومروعة نرفض نحن النساء تحملها ودحضها والتشكيك كثيرا بدقتها وامانتها ولتعذرني النساء الاخريات اللاتي وللامانة لم يخولنني لاتحدث بلسان حالهن، ولكنني اتحدث باسمهن بحكم انتمائي لنفس الجنس. تعكس الدراسة روحا متحاملة وضيق افق وقلة حيلة، بل تعكس نسبةمن العقليات التي اعتادت ان يكون للمرأة نصيب من الخطأ ونصيب الاسد حتى وان كانت غير متواجده خلف مقود السيارة ولو كانت لهذه الفئة الكلمة لكن وراء شارون زوجة شريرة، وبوش، وكل مصائب العالم من مجاعات وفقر وحروب سببها النساء. وعودة الى موضوعنا، فقد قام الكاتب الغيور مشكورا باستعراض الاسباب والرد عليها من باب (وشهد شاهد من اهلها) وان كنت كباحثة لا استبعد ان يكون للمرأة دور في حوادث المرور ولكن انشغال السائق بعيونه (الطائرة) هنا اوهناك ليس لوجود الانثى، ولكن لقلة تركيز السائق واستهتاره بدوره الفعال والاساسي وهو وراء المقود بانه لابد ان يكون مسئولا وسائقا حذرا حتى لايتسبب في ايذاء نفسه او من معه او الآخرين وقد تعاطفت الدراسة مع جميع الرجال بمن فيهم غير السعوديين حيث لم تذكر قلة خبرة السائق الاجنبي والذي هو اساسا وفي معظم الاحيان غير سائق، جاء لهذا البلد الكريم وتعلم السياقة في رؤوس اصحاب الحلال. وكلنا يعلم ان تعلم السياقة يحتاج الى خبرة طويلة وتبدأ في مرحلة مبكرة نوعا ما ليكون ردة فعل السائق تلقائية وصحيحة.. الخ من العوامل الاخرى.. كما يجب ان لاننسى الحوادث التي تحدث على الطرق السريعة من باصات النقل الجماعي والشاحنات الكبيرة والمراهقين الذين لم يتركوا بهيمة او شجرة الا وكانت لهم عليها بصمة. ولكن ان عكست هذه الدراسة شيئا فانها تعكس الدور الاساسي للمرأة في المجتمع السعودي والعقلية السعودية التي اصبحت المرأة فيها محورا اساسيا لاينفك العقل في ان يدور حولها ويعلق الاشياء عليها. فقد اصبحت المرأة تتحمل مسئوليات الرجل ومهامه شيئا فشيئا، وعلى مايبدو الآن وصل الدور تتحمل اوزاره واخطاءه. وان كانت الدراسة تذكرنا شيئا فهي تذكرنا بالفكر غير المنطقي الذي يرى ان ادم رجل قسم الله له الجنة ولولا حواء التي همست باذنه ليأكل التفاحة بل الحت عليه ليأكل التفاحة لبقي الى اليوم في جنات الخلد. كلمة اخيرة للقائمين على هذه الدراسة، أينكم من قول الله تعالى "ولا تزر وازرة اخرى".