أكد الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، على أن التطرف الديني والسياسي تسببا في مقتل وتشريد الآلاف من البشر، وذلك خلال مشاركته في حلقة نقاشية حول «دور الحوار في بناء السلام بين أتباع الأديان والثقافات» في معهد «ثرباتنس» الثقافي الإسباني في نيويورك. وحضر الحلقة النقاشية نائب وزير الشؤون الخارجية الإسباني غونزالو دي بينيتو، والممثل الدائم لإسبانيا لدى الأممالمتحدة رومان أويارزون مارشيسي، ومدير معهد ثربانتس نيويورك اجناسيو أولموس وما يزيد على مائتي مدعو من أعضاء هيئة الأممالمتحدة والسفراء المعتمدين وبعض القيادات الدينية في نيويورك. وأوضح بن معمر أنه على مدى العقود الأربعة الماضية، شاهدنا ازديادا مخيفا في عدد النزاعات التي نتجت عن استغلال الدين والسياسة، فالمتطرفون دينيا وسياسيا اختطفوا سمعة الدين والسياسة بتأويلاتهم المغلوطة وأساءوا إلى تعاليم الأديان والثقافات المعتبرة، عبر أيدلوجياتهم المتطرفة لتبرير العنف المسلح، وقد شهدنا تكرر هذه المآسي، المرة تلو المرة، منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي، في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا وأميركا وغيرها من قارات العالم. ونوه بن معمر بأن استغلال الدين والسياسة من قبل المتطرفين واضحة للعيان بشكل مؤلم، وأن الكراهية المتبادلة تسببت في مقتل مئات الآلاف من البشر عبر العالم، وأدت إلى فقد ملايين أخرى من البشر لمنازلهم، وإلى مئات الآلاف من المصابين وبمرور الزمن، كانت هذه الكراهية قد ساهمت في إشاعة الفقر والدمار والتشرد، مؤكدا أن هذه الأحداث المروعة كان في الإمكان تجنبها بالحكمة، موضحا أن مؤسسي مركز الملك عبد الله أدركوا أن خير وسيلة لمساعدة المجتمعات الإنسانية على مقاومة فيروس الكراهية والتطرف؛ هو في طرح مساهمة جديدة لمنع مجموعة ضئيلة من الأشخاص من إلحاق أضرار هائلة بالمجتمع الإنساني ككل، وهذه الوسيلة هي الحوار. وشرح بن معمر خلال اللقاء أهداف مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ودوره في تعزيز العيش المشترك والتعايش بين الشعوب والثقافات المختلفة، وبناء السلام من خلال الحوار، والعمل على توجيه الناس إلى التحاور حول المشتركات الإنسانية والتفاهم الحضاري حيال أمنهم وعيشهم. وأوضح الأمين العام للمركز أن الأساس في مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ هو: بناء السلام من خلال الحوار، والعمل على توجيه الناس إلى التحاور حول المشتركات الإنسانية والتفاهم الحضاري حيال أمنهم وعيشهم المشترك، مشيرا إلى أن الدين هو جزء من حياة الغالبية العظمى من الناس في العالم، ومن بين كل عشرة أشخاص في العالم هناك ثمانية منهم يعتنقون دينا أو آخر، كما أن الغالبية العظمى من هؤلاء يؤمنون بأن العنف تجاه الآخرين مخالف لعقيدتهم. وأضاف بن معمر «إن المركز منظمة ناشئة بكونها مؤسسة دولية تنفرد بحوكمتها من قبل دول متعددة، وقيادات دينية متنوعة في مجلس إدارتها، مبينا أن المركز ينفذ اتفاقية دولية تم اقتراحها للمرة الأولى بنيويورك في الأممالمتحدة خلال اجتماع عالي المستوى حضره الأمين العام في عام 2008م». وأشار بن معمر إلى اجتماعه بالأمين العام للأمم المتحدة والاتفاق على أنه لا يوجد نزاع ديني أو باسم الدين، وأن هذه الصراعات متجذرة في التاريخ، والسياسة، والاقتصاد، مؤكدا أنه اتفق معه في الرأي حول أن الحوار أداة ينبغي لكل صانع سلام أن يكون قادرا على استخدامها، مشيرا إلى اجتماع نحو عشرين من الممثلين الدينيين من جمهورية أفريقيا الوسطى، وممثلين لمنظمات غير حكومية ومنظمات دولية تعمل في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ شهر مضى في مقر مركز الملك عبد الله في فيينا؛ بهدف التشاور للبحث عن وسيلة لاستخدام الحوار من أجل المساعدة على وضع نهاية للعنف في ذلك البلد. وقال معالي الأمين العام: إن «الأشخاص الذين يكرهون ويخشون أشخاصا آخرين مختلفين عنهم، سوف يدركون أنه لا يوجد، على الإطلاق، دين يسعى إلى النزاع، ولا يوجد كذلك، على الإطلاق، مؤمن يسعى لإلحاق الأذى بالآخرين وسوف يكتشفون في نهاية الأمر: أن استغلال الدين لتبرير النزاع هو جريمة ضد الدين وضد إنسانيتنا، هناك الكثير والكثير من المنظمات التي تساهم في الحلول الهادفة إلى إحلال السلام في مناطق النزاع ويرغب المركز في تكملة هذا العمل المهم. فنحن نقدم الخبرة بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات ونجمع بين ممثلي الأديان وصانعي السياسات لبناء استراتيجيات أشمل عن طريق الحوار». وأكد بن معمر أن المركز سوف يظل يعمل مع الشركاء في الاتحاد الأفريقي، والآيسسكو، واليونيسكو ومنظمة الكشافة العالمية ومع الأممالمتحدة وتحالف الحضارات، وكافة مؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية، كما يحتاج المركز إلى المزيد من الشركاء من أجل تحقيق رؤية المركز للجيل القادم لإدخال الحوار البناء والاستباقي عن مختلف الحضارات والأديان إلى كل فصل، وكل غرفة أخبار، وكل مناظرة على الإنترنت، وكل برلمان. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بن معمر: التطرف الديني والسياسي تسببا في مقتل وتشريد مئات الآلاف