هل لابُدَّ أن تكوني رجلاً لتحققين أُمنياتكِ؟ لماذا تتخلينَ عنْ طُموحكِ ونجاحكِ لمُجرَدْ أنَّكِ امرأة؟ فكرةٌ تأصَّلتْ في رؤوسِ صِغار العقولِ مِمنْ يَحْرِمون المرأة حقوقها كبشرٌ يَمتلك مزايا وسِمات قد تكون قادرة لإصلاحِ أُمَّةٍ بأكمَلِها. نرى أحياناً في حياتِنا اليومية أو نسمع الكثير مِنْ قِصص الضَّعف والتسليم للرجل لبعض النساء مِمنْ تنازلنَ عنْ امتلاك حياتهن لأنفسهن تاركينها لعبةٌ بين يدي من لا يستحق أن يفْرِض رأْيَهُ عليها غاصباً إياها أنْ تفعل مايريد هو فقط. ادعوكِ أيتها المرأة بأنْ تكسري حاجز "ما يصِير! أنتِ حُرْمَة"… هذهِ الجملة التي تُدمِّر لكِ مجاديف قاربكِ الصغير الذي تُبْحِرين به في عالمكِ الجميل المليء بطموحاتكِ وأحلامكِ. ارفعي غطاء الضعف والوهن الذي ألبسوكِ إياه في مجتمعٍ لا يرى من القوة سوى رجلاً. ابرزي لهم عضلات قوتك الدَّفينة وأرِيهِمْ كيف أنَّكِ تسْتَطيعينَ أنْ تصلينَ إلى ما تصْبِينَ إليهِ دون تدَخُّلْ الجنس الآخر في حياتُكِ. لماذا تربطينَ نجاحَكِ بوجود الرجل الذي يُخًططْ لكِ مسْرَى أيامكِ وسنين حياتكِ؟ لا تستسلمي وتتركينَ آمالكِ تتبعثر امامك كأوراق الخريف الذَّابلة، فأنتِ تمتلكينَ من القوة الفكرية والعملية بِقَدْرِ ما يمتلك هو، أو ربما قد تمتلكين أنتِ قوة أكبر! فالمسألةُ هنا لا تُقاس بالمظهر الخارجي بل بالجوهر الداخلي لشخصك. تأملي ما قالَهُ عنكِ الروائي الفرنسي اونوريه دي بلزاك: "المرأة أقرب الكائنات إلى الكمال، إنَّها وسط بين الرجل وَالملاك". فبُلوغ الغايةِ والظَّفْر بمبتغاك كإنسان حالمٌ يُريد الوصولَ إلى ما يَصْبُو إليه لم يَقتصِر على جنسٌ مُعين، فكل من المرأة والرجل قادرٌ على ذلك. أُؤمِن أنَّ آدم لديهِ الكثير منْ القدرات التي تَفتقر إليها المرأة، ولكن بالمقابل فإن حواء لديها أيضاً كمٌّ منْ الصفاتِ التي تُميِّزها عَنه. لذلك فقد خُلِقا آدم وحواء لِيُكمِّلا بعضهما البعض، وليس لِيتعالى أحدُهما على الآخر أو لِيمنع أحدُهما نجاح الآخر. أنا لا ادعوا هُنا إلى التحرر أو الخروج عنْ ضوابط الدين والأخلاق، ولكنْ لماذا التسليم الكامل والأعمى للرجل، وترك أمور وتفاصيل حياتكِ الخاصة والدقيقة كدُمْية يشكلها هو كيفما يشاء، فارِضاً قراراتهُ عليكِ، وسالباً مِنْكِ قدراتك كمرأة؟ فارسمي طريقكِ وَحْدكِ كما تَرينَهُ أنتِ معْتَمدةً على ما تمْتَلِكين منْ عطايا أوْهَبكِ هي الرحمَن جلَّ وعَلا. واجعلي الرجل دخيلاً فقط على حياتكِ، ومنبراً تستندينَ عليهِ، وليس مركزاً للأوامر ومحوراً تدورُ حولَهُ دُنْياكِ. إنعام الغامدي تويتر الكاتبة: @Enaam_Alghamdi رابط الخبر بصحيفة الوئام: «ما يصِيرْ! أنتِ حُرْمَة»