توافقت نتائج دراسات أكاديمية وتقنية أعدها أكاديميون من جامعات سعودية وخبراء في شركات اتصالات، على أن مشكلات بطء الإنترنت في المملكة أصبحت تهدد مستقبل التعليم عن بعد، وهي من أكبر المعوقات التي أصبحت تلقي بظلالها السلبية على هذا الأسلوب الجديد من التعليم الذي يحظى باهتمام واسع على مستوى العالم، نظرا للمميزات التي يحظى بها مقارنة بالتعليم التقليدي، كونه يعتمد على التقنية في تقديم المادة العلمية للطلاب. واتفق أكاديميون في اللقاء العلمي الشهري الثامن ضمن اللقاءات العلمية الشهرية التي تنظمها كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، والذي جاء بعنوان "مستقبل التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في المملكة" أول من أمس، على ضرورة تطوير هذا النوع من التعليم والارتقاء به في ظل التوجه العالمي إليه، كونه يتميز بسهولة التعاطي معه وعدم وجود أعباء مادية مكلفة. وأكد رئيس قسم نظم المعلومات الإدارية في الجامعة الدكتور متعب البقمي في مشاركته في اللقاء، أن التعليم عن بعد ليس حكرا على أحد فهناك تنافس كبير من الجامعات العربية وجامعات دول الخليج، مؤكدا على ضرورة تطوير هذا النوع من التعليم، مؤكدا أن دراسات في هذا المجال اتفقت جميعها على وجود نقاط ضعف كثيرة يجب أن يلتفت إليها المسؤولون بتطوير التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد بالمملكة، وأشار إلى مشكلات بطء الإنترنت تؤدي إلى عدم التواصل بين الطالب وعضو هيئة التدريس بشكل صحيح وفي وقت واحد، فيما يواجه التعليم عن بعد مشكلة عدم معادلة أو الاعتراف بالشهادة التي يحصل عليها الملتحقون في تلك البرامج، بالإضافة إلى عدم وجود جهات تقدم الخدمة لجميع الجامعات السعودية، وأوضح أن مستقبل التعليم عن بعد يجب أن يصبو نحو الاتجاه العالمي لمواكبة التطور السريع والمتلاحق في المجال التقني. من جهته أوضح عميد عمادة التعليم عن بعد في الجامعة الدكتور هشام برديسي في كلمة ألقاها، أن التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد شهد تطورا كبيرا وملحوظا في العقد الأخير، حيث بدأت الجامعة بشكل كبير في تطوير التعليم عن بعد عن طريق لجنة التعليم الإلكتروني، كما كانت هي الأولى في تطبيق هذا النوع من التعليم عن طريق نظام الانتساب عام 1392ه والذي يمكن الطلاب الذين لا تسمح لهم ظروفهم من إكمال دراستهم بشكل منتظم، لافتا إلى أن الجامعة تسعى إلى زيادة قدرتها الاستيعابية لطلاب التعليم عن بعد. كاشفا عن تخريج أول دفعة دراسات عليا هذا الفصل للحاصلين على درجة الماجستير.