لقى الرحالة الإنجليزي أدريان هايس الذي يواصل عبور صحراء الربع الخالي احتفاء كبيراً من أهل البادية فور وصوله إلى محافظة الوسطى برملة السحمة على الحدود العمانية السعودية، وقدم أبناء المنطقة للترحيب بالمسافر العابر للصحراء وبقافلته، وإتاحة الفرصة أمامه للاطلاع على بعض الفنون والعادات التي تتسم بها كل منطقة عن الأخرى، حيث قدم المشاركون أمام القافلة فن همبل الإبل، وفن الونة، والفنون الحماسية، إضافة الى عدد مجموعة من القصائد الشعرية التي تمدح القافلة وأهدافها. وقال هايس البالغ من العمر 52 عاما "كانت تجربة لا يمكن أن تمحى من الذاكرة، والطبيعة التي مرت بها القافلة كانت مميزة، وخاصة التنوع الفريد في تضاريس البيئة العمانية، حيث يتسم كل جزء من الرمال الممتدة بوجود حيوانات ونباتات وأنواع مختلفة من الطيور. إضافة إلى النكهة الخاصة التي يضفيها سكان البادية لروح الركبان من خلال حفاوة استقبالهم"، مشيرا إلى أن الأسبوع الأول من الرحلة كان الأصعب عليه، وعلى الفريق المشارك، وأن المرحلة الثانية كانت الأسهل خاصة بعد اختراق جبال ظفار والبادية. وأضاف "نقوم بهذه الرحلة أسرع مما فعل ويلفرد ثيسجر الملقب ب"مبارك بن لندن" الذي عبر صحراء الربع الخالي في العام 1946، حيث تم قطع جزء كبير من الرحلة بمسيرة تتواصل في بعض الأيام إلى 11 ساعة يتم خلالها تجاوز 40 كيلومترا يوميا خاصة في هذه المرحلة" . من جانبه قال الشيخ عبدون بن محمد الحرسوسي من على تلال الرمال بمنطقة رملة السحمة المقر الذي حظي فيه الرحالة الإنجليزي ومرافقوه بالترحيب أن "التقاليد التي ورثناها عن أجدادنا تحتم علينا الاحتفاء بالعابر، وإنزاله منزلة تليق بعاداتنا وتقاليدنا". وأضاف أن الرمال في المنطقة التي يمر فيها الرحالة حاليا تسهل عملية العبور، لأنها من النوع الذي تنزع إليه الإبل"، مشيرا إلى أن الرمال العمانية بشكل عام كانت ولا تزال هدفا ومقصدا للسياح لما تتمتع به من جماليات، مبينا أن وجود آبار ماء فوارة من النوع الكبريتي في بعض من أجزاء رملة السحمة، إضافة إلى التلال الناعمة شجع الكثير من السياح والزوار على ممارسة الرياضات الرملية المختلفة. وقد قطع الرحالة الإنجليزي أدريان هايس حتى الآن ما يزيد على 500 كيلو متر منذ بداية الرحلة من صلالة باتجاه صحراء الربع الخالي، حيث وصل حاليا إلى منطقة "أبو الطبول" بعد أن مر برملة الغربانيات، ورملة الزولية، ورملة السحمة. وكان الرحالة الإنجليزي قد بدأ رحلته من متنزه البليد الأثري بولاية صلالة في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي الماضي ويسير فريق الرحلة المقدرة ب1500 كيلو متر وتستمر 40 يوما وترعاها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على خطى الرحالة القديم ويلفريد ثيسيجر "مبارك بن لندن" كما كان اسمه معروفا بين القبائل البدوية في المنطقة عن طريق قطع المسافة كاملة بين صلالة في سلطنة عمان إلى أبوظبي، مرورا بواحة ليوا ومدينة العين باستخدام الجمال، ومشيا على الأقدام، ويشارك هايس في الرحلة الإماراتيان سعيد راشد المسافري، وغافان محمد الجابري.