نجح بريطاني وإماراتيان الثلاثاء في اجتياز صحراء الربع الخالي في 44 يوماً، على خطى الرحالة ويلفريد ثيزغر المعروف بمبارك بن لندن الذي أجرى رحلته الشهيرة في أربعينيات القرن الماضي. ووصل الرجال الثلاثة بعد ظهر الثلاثاء على ظهر جمالهم إلى كورنيش أبوظبي، حيث استقبلتهم حشود بحرارة، وذلك بعدما اجتازوا 1600 كيلومتر. وشملت الرحلة سلطنة عمان والسعودية والإمارات. وانطلق المغامرون الثلاثة وهم البريطاني أدريان هيز والإماراتيان سيف المسافري وغفان الجابري، على الجمال من صلالة في أقصى جنوب سلطنة عمان. وحمل الثلاثة معهم بعض المواد الغذائية واعتمدوا بشكل أساسي على ضيافة البدو في الصحراء. وقال هيز الذي بدا تعباً تماماً مثل رفيقيه الإماراتيين، "أشعر بأنني محظوظ جداً؛ لأنني خضت هذه التجربة، إلا أن هذه الرحلة مختلفة جداً عن رحلة مبارك بن لندن الذي زار الجزيرة العربية قبل 65 عاماً". وكان الرحالة البريطاني ويلفريد ثيزغر "1910-2003"، الذي أطلق عليه البدو اسم مبارك بن لندن اجتاز الربع الخالي في أربعينيات القرن الماضي، وقد وصف هذه الرحلة في كتابه "رمال الجزيرة العربية". ومن بين مستقبلي الرجال الثلاثة في أبوظبي سالم بن كبين الذي رافق ثيزغر في رحلته الشهيرة، وكان حينها في الثانية عشرة من العمر فقط. وقال الرجل الهرم ذو اللحية البيضاء: "إن الفرق كبير بين هذه الرحلة والرحلة التي قمنا بها. نحن كنا نشعر بخوف شديد وكان يمكن أن نموت في أي لحظة. لقد استمرت رحلتنا في تلك الفترة 99 يوماً". وهيز البالغ من العمر 53 عاماً تحدث من جهته عن المشاكل التي تعرض لها مع رفاقه عندما واجهوا عاصفة استوائية شديدة أسفرت عن سيول في وديان منطقة صلالة. وقال هيز لوكالة فرانس برس "كانت قوائم الجمال تنغرز في الرمال المبللة، وكان ذلك يشكل صعوبة كبيرة". أما سعيد المسافري (26 عاماً) فقال إن "الجمال لم تكن معتادة على الجبال بل على الصحراء"، مشيراً إلى أن الرحلة بدأت في المناطق الجبلية بمنطقة ظفار في جنوب سلطنة عمان. وقدم الإماراتيان للمغامر البريطاني خبرتهما في التعامل مع الجمال وفي التأقلم مع الحياة في البادية في ظل ظروف مناخية صعبة. وكان المغامرون الثلاثة يمشون بمعدل 12 ساعة يومياً، ومروا عبر عدة معالم أثرية سبق أن شملتها رحلة مبارك بن لندن على طريق قوافل البخور التاريخي. وقال سعيد المسافري إن "هذه الرحلة جعلت منا إخوة بكل معنى الكلمة، إذ قمنا باجتياز العقبات معاً". وأقر المسافري بأنه في وسط ناطحات السحاب والمباني الحديثة في أبوظبي بدأ يفتقد سكون الصحراء. أما هيز، وهو ضابط متقاعد، فقال إن "ضيافة البدو كانت رائعة" مشيراً إلى أنه التقى بعض البدو الذين قالوا له إن آباءهم عرفوا مبارك بن لندن "ويكنون احتراماً كبيراً له". وسبق للمغامر البريطاني هيز أن سجل عدة أرقام قياسية بالوصول إلى قمة جبل إيفرست والقطب الشمالي والقطب الجنوبي في أقصر الأوقات، وهو حالياً يحضر لمغامرة جديدة تقوده إلى "بلاد البرد".