دخل العاملون في نظام ساهر بمنطقة عسير، مرحلة جديدة من الاعتداءات، التي تجاوزت قذف مركباتهم بالحجارة. وتزامنا مع تزايد الاعتداءات آثر بعض العاملين تركهم العمل، عطفا على ما يواجهونه من حملة شرسة من التهجم اللفظي تارة، والبدني تارة أخرى. وما يجدونه من استياء وشتائم من بعض أفراد المجتمع لاسيما فئة الشباب. يقول يحيى المغيدي "رجل أمن متقاعد": التحق ابني بالعمل في نظام ساهر، وخلال تأديته لعمله كثيرا ما يتعرض لمضايقات مختلفة من قائدي المركبات، إلا أن مساءَ الأربعاء الماضي، كانت أحداثه تشكل خطرا حقيقيا له وأسرته التي تنتظر عودته يوميا بفارغ الصبر، فبعد تأخره لساعات طوال، اتضح أنه تعرض لاعتداء من مجهولين عندما كان داخل مركبته بطريق الملك عبدالله، ونجا من عدة طلقات بأعجوبة، في حين تعرضت المركبة لتلفيات مختلفة، فيما أكد أن ملف القضية لدى شرطة المنطقة حاليا. وأشار المغيدي، إلى ضرورة حماية الجهات الأمنية للعاملين بساهر، وتزويد المركبات برجال أمن من الشرطة والمرور لمرافقة الموظفين حتى يتمكنوا من أداء مهامهم في جو آمن، لافتاً إلى أن استمرارالاعتداءات بهذه الطريقة أسهم في تسرب العديد من العاملين في "ساهر"، مبيناً أن ما يؤكد تفاقم الاعتداءات هو ما بذل من جهود لتسييج مركبات "ساهر" في عسير بسياج حديدي من جميع الاتجاهات، ووضع بلكة خرسانية بالقرب من المركبات حتى لا تمتد سيارات المعتدين إليها، ومع ذلك - والحديث للمغيدي - قلما تجد مركبة من مركبات "ساهر" إلا وقد تعرضت للصدم العمد والتلف في عدد من أجزائها. ويشير الشاب وليد غزواني "من العاملين في نظام ساهر بعسير"، إلى أنه يتعرض بشكل شبه يومي إلى تجاوزات مختلفة من سائقي السيارات تتمثل في الشتم وتوجيه الألفاظ النابية، وتصل أحيانا إلى قذف المركبة بالعلب الفارغة والحجارة، مما أدى إلى خلق نوع من عدم الاستقرار الوظيفي لدى العاملين في البرنامج، ويؤكد أن الحاجة ماسة إلى اتخاذ تدابير حازمة لحماية العاملين، أو إيجاد دراسة لمعرفة مسببات الاعتداء. الشاب سلطان، أحد العاملين في "ساهر"، يتذكر بمرارة ما تعرض له من اعتداء مطلع شهر شوال الماضي، عندما فرغ من أدائه لعمله، وتبعه شخصان وتهجما عليه ولم ينقذه إلا تدخل بعض الأشخاص لفك الاشتباك، وأشار إلى أنه تعرض لإصابات مختلفة جراء الاشتباك معهما. أما الشاب محمد بن علي القحطاني، فأكد أنه عمل لفترة وجيزة في نظام ساهر، وآثر ترك العمل به، نتيجة لما تعرض له من مضايقات وشتائم، حتى وهو موجود في بعض المجالس، فضلا عما يرويه له زملاؤه السابقون من معاناتهم من كثرة الاعتداءات. وفي مطلع شهر صفر الماضي، وبعيد تشغيل نظام ساهر في منطقة عسير، وتعرض مركباته لحالات اعتداء، اتخذت الجهات الأمنية وتحديدا في منتصف الشهر ذاته عددا من التدابيرالأمنية لحماية العاملين به، ووضع حد للتعديات التي تعرض لها بعضهم، شملت إضافة بعض التجهيزات الأمنية لمركبات "ساهر" لضمان سلامة المشتغلين بالبرنامج والمحافظة على أجهزة الرصد، وذلك من خلال تركيب أربع كاميرات فيديو بنظام الصوت والصورة للمراقبة من الجهات الأربع داخل المركبات المستخدمة، حيث بإمكانها التقاط صورحية لأي شخص أو مركبة تقترب منها ويمكن الاحتفاظ بالتسجيل لمدة تزيد عن ستة أشهر كتوثيق أمني، إضافة إلى تسجيل كامل للمحادثات ونظام صوتي يرسل رسائل تحذيرية لمن يحاول الاقتراب أو الاعتداء على هذه المركبات. وفي العشرين من شهر ربيع الآخر من العام الجاري، اضطرت الشركة المشغلة لبرنامج إدارة وضبط الحركة المرورية "ساهر" في منطقة عسير، إلى وضع سياج حديدي على كافة المركبات ومن جميع جوانبها، وذلك عقب تعرضها للاعتداء من قبل البعض، إبّان تشغيل البرنامج في المنطقة، فيما صدرت توجيهات من شرطة المنطقة برفع قضية مفتعلي تلك التجاوزات إلى الإمارة تمهيدا لمعاقبتهم. ويشير الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير الرائد عبدالله بن علي آل شعثان، إلى أن الجهات الأمنية تحقق حاليا في قضايا اعتداء على مركبات وموظفين ببرنامج "ساهر"، لافتا إلى أن الشرطة تنفذ التعليمات المبلغة في هذا الخصوص، والمتمثلة في عرض قضايا الاعتداء للإمارة لاتخاذ العقوبات المناسبة بحق المخالفين.