في الوقت الذي أكدت فيه شركة المياه الوطنية، قيامها بإصلاح الانكسارات والأعطال التي حدثت في خطوط إمداد المياه المحلاة التي تغذي العاصمة من الساحل الشرقي، ما زالت نتائج أزمة الانقطاع ملقية بظلالها على العديد من أحياء العاصمة التي "عطشت" خلال الأيام الماضية، رغم ما توفره الشركة من صهاريج مجانية للمتضررين. وخلال جولة "الوطن" على عدد من محطات التعبئة "الأشياب" بالرياض أمس وأول من أمس، رصدت طوابير طويلة من المواطنين والمقيمين في انتظار دورهم للحصول على صهاريج توفرها "المياه الوطنية" بالمجان لعملائها تعويضا عن الانقطاع. كما رصدت عددا من السيدات اللاتي حضرت إحداهن على سيارة أجرة "ليموزين" وهي تتكئ على عصا، وتدلف من بوابة الدخول للحصول على فاتورة تصطحب بها الصهريج إلى منزلها. وقال المواطن عون السبيعي إن المياه مقطوعة عن حي الياسمين شمال الرياض منذ أيام، وأنه حضر أمس للحصول على ماء لمنزله ولمسجد "منيرة التركي" الواقع بالحي الذي انقطعت فيه المياه منذ أيام ولا يجد المصلون ماء للوضوء، مبينا أن أسعارالصهاريج وصلت في السوق السوداء إلى أكثر من 400 ريال ومع ذلك لا يجدها السكان. ويضيف المواطن محمد الرشيد أن أحياء شمال العاصمة كالفلاح والوادي والنفل منقطعة فيها المياه من أربعة أيام، وأنه حضر لمحطة التعبئة قبل يومين ليجد رقمه 182، وطلب منه الموظفون الانتظار حتى يأتي دوره ويتصلوا به للحصول على الصهريج بالمجان. وأضاف أنه عاد أمس ليصطدم بطوابير طويلة من المنتظرين لأدوارهم، مطالبا باتخاذ الحلول التي تضمن ضخ الماء وعدم انقطاعه وإنهاء الأزمة السنوية التي تؤرق السكان. من جهتها، أوضحت شركة المياه الوطنية في بيان صحفي، أنه حصل تسرب في بعض خطوط المياه المغذية لمدينة الرياض التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وشركة المياه الوطنية الثلاثاء الماضي، وأن الفرق المختصة من "المؤسسة" و"المياه الوطنية" قامت بعمليات إصلاح هذه الخطوط لإعادتها لوضعها التشغيلي والطبيعي بشكل تدريجي. وأشارت إلى أنها اتخذت كامل الإجراءات والتدابير اللازمة لتلافي حدوث أية آثار سلبية، مؤكدة أنها استطاعت معالجة الانكسارات في خطوط إمداد المياه المحلاة من الساحل الشرقي، ووضعت عددا من الحلول الفنية شملت تعديل جدولة عمليات التشغيل وجداول توزيع المياه للأحياء المتضررة، وتشغيل محطات التعبئة "الأشياب" بالطاقة القصوى وعلى مدارالساعة. كما منحت أكثر من 1500 صهريج مجاني للعملاء في الأحياء المتضررة. وتمت الاستفادة من خزانات الطوارئ التابعة للشركة من خلال توزيع الكميات على الأحياء عن طريق الشبكة بشكل متواز وفق الجدولة التي تم إعدادها لتلبية الطلب على المياه من قبل العملاء في الأحياء المتضررة من تلك الانكسارات. كما عمدت الشركة إلى تكثيف الجهود في مناطق الصيانة التي تعمل بشكل متواصل على مدار 24 ساعة لإنهاء البلاغات بشكل فوري، مشيرة إلى أن مركز الاتصال الموحد التابع للشركة تعامل مع البلاغات المقدمة من العملاء وتلبيتها بصورة فورية دون وجود أية قوائم انتظار للبلاغات المقدمة، مبينة أن تلك الإجراءات قلصت الآثار المترتبة وتسيير الأمور بشكل طبيعي دون آثار ملحوظة.