استغرب مواطنون ومقيمون إعلان شركة المياه الوطنية أول من أمس نجاحها في معالجة انكسارات حدثت في خطوط إمداد المياه المحلاة شرق مدينة الرياض، وتلبية بلاغات العملاء بصورة فورية من دون وجود أي قوائم انتظار، مشيرين إلى أن المياه لم تصل إلى مساكنهم في عدد من الأحياء الشمالية حتى الآن، ما اضطر كثيراً منهم إلى شراء المياه بمبالغ خيالية وصلت إلى 1000 ريال للصهريج ذو الحجم الكبير، بعدما يئسوا من حلول دورهم في الصهاريج المجانية التي توفرها «شركة المياه» قبل 3 أيام. وشهدت أشياب المياه على طريق الملك عبدالله، وعند مخرج 7 التابعة لشركة المياه الوطنية، وحتى تلك التي يملكها مواطن بين مخرجي 5 و6 زحاماً شديداً أمس من مواطنين ومقيمين حضروا طلباً للمياه. وذكر سعد اليوسف ل«الحياة» أنه حضر إلى مخرج 7 لطلب صهريج مجاني من شركة المياه الوطنية، فأعطاه موظف الشركة إيصالاً، على أن يتم الاتصال به بعد 3 أيام على أقل تقدير. وتابع: «لا ألومهم على تأخر الصهاريج بسبب الزحام الحاصل، ولكن أضع اللوم على الشركة في تكرار حدوث أزمات المياه، وتأخرها في حل المشكلة»، داعياً مسؤولي الشركة إلى معالجة انقطاع المياه بصدق بدلاً من الخروج ببيانات غير حقيقية عن انتهاء المشكلة. وأكد محمد الشايقي الذي تواجد عند أحد الأشياب أن دورات المياه في مسجد الحي أغلقت، بعدما عجز عن تأمين المياه طوال اليومين الماضيين، مستغرباً عدم معالجة المشكلة بشكل سريع ينهي الزحام. وتابع: «ذهبت صباح أمس إلى أحد سائقي الصهاريج وطلبت منه بيع المياه الموجودة لديه، فحدد سعر الصهريج ب1000 ريال، ورفض أي خفض في السعر، كما اشترط أن يأتيني بالمياه بعد يوم كامل لارتباطه بحجوزات لمواطنين وافقوا على دفع هذا المبلغ قبلي». واستغرب تلاعب بعض ضعاف النفوس بالمواطنين عبر سوق المياه السوداء، داعياً الجهات المعنية إلى وضع خطط بديلة في حال حدوث انقطاع في المياه. واستقبل عبدالله العلي مولوده الجديد بأزمة مياه، جعلته يشتري 15 عبوة كبيرة من المياه لاستخدامها ريثما يحل دوره في المياه بعد أيام، مطالباً شركة المياه الوطنية بانتهاج أسلوب جديد في التعامل مع الأزمات. وألقى عامل في أحد الأشياب باللوم على المقاول المتعاقد مع شركة المياه الوطنية لتأمين الصهاريج، مشيراً إلى أنه في حال حدوث أزمة مشابهة لا يستطيع أن يوفر الكمية الكبيرة المطلوبة من الصهاريج فيلجأ إلى الصهاريج التي تستخدم في السوق السوداء، وهو ما يشجع أصحابها إلى رفع الأسعار إلى هذه القيمة. واتصلت «الحياة» مراراً بمدير العلاقات العامة في شركة المياه الوطنية ناصر الهزاني للتعليق على الموضوع لكنه لم يجب. وكانت أنابيب تجر المياه المحلاة من الخليج العربي إلى منطقة الرياض انكسرت عند حي النظيم، ما أدى إلى فيضان المياه وإغلاق طريق الخدمة المتجه غرباً محدثاً فجوة كبيرة على الطريق، وأدت شدة المياه المتدفقة إلى انقلاب سيارة، نجح مواطن في إنقاذ عائلة كانت تستقلها. يذكر أن شركة المياه الوطنية أعلنت أول من أمس نجاحها خلال مدة قياسية في معالجة انكسارات في خطوط إمداد المياه المحلاة في مدينة الرياض، مؤكدة أنها عدلت جدولة عمليات التشغيل وجداول توزيع المياه للأحياء المتضررة وشغلت محطات التعبئة «الأشياب» بالطاقة القصوى وعلى مدار الساعة ومنحت أكثر من 1500 صهريج مجاني للعملاء في تلك الأحياء. واللافت أن «الشركة» أكدت في بيانها أن «مركز الاتصال الموحد التابع للشركة قام بالتعامل مع البلاغات المقدمة من العملاء وتلبيتها بصورة فورية من دون وجود أي قوائم انتظار للبلاغات المقدمة وأدت تلك الإجراءات إلى تقليص الآثار المترتبة وتسيير الأمور بشكل طبيعي من دون آثار ملحوظة».