قتل نحو 23 شخصاً وأصيب أكثر من 15 آخرين في هجوم نفذه انتحاري أمس بسيارة مفخخة أثناء احتفال ديني كان يقيمه الحوثيون في محافظة الجوف، شمال العاصمة اليمنية صنعاء. وأدانت اللجنة الأمنية العليا "الحادث الإجرامي" قائلة إنه "استهدف تجمعاً للمواطنين في محافظة الجوف وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء". واعتبرت اللجنة الأمنية التي يرأسها الرئيس علي عبدالله صالح الحادث "مخالفا لتعاليم الدين الإسلامي وقيم وتقاليد المجتمع اليمني الذي ينبذ كل أشكال التطرف والإرهاب". وأشارت اللجنة في بيان إلى أن الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية في المحافظة تقوم بالتحقيق في الحادث، وأنها ستلاحق المتورطين فيه أينما كانوا وتقدمهم للعدالة. من جهتهم أكد المتمردون الحوثيون أن أميركا وإسرائيل تقفان وراء الهجوم. وقال المتحدث الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبدالسلام إن "النشاط الاستخباري الأميركي والإسرائيلي يقف وراء حادثة الجوف". وأشار إلى أن "طبيعة الحادث على النمط الأميركي والهدف منه محاولة خلق مشاكل طائفية ومذهبية وهذا ما لن يحدث على الإطلاق". واعتبر عبدالسلام، الذي برز اسمه في الحرب الأخيرة كأحد رموز الحركة الحوثية، أن "من أهداف هذه الجريمة أيضاً إيقاف المناسبات الدينية وخلق فوضى واستهداف أمن الناس وحياة المسلمين". ودعا الشعب اليمني بجميع مكوناته إلى إدانة الحادث وتحمل المسؤولية في الدفاع عن البلد. وكان الآلاف من أنصار الحوثي في طريقهم إلى مديرية المتون بمحافظة الجوف لإحياء يوم الغدير، حيث اعترضت الموكب سيارة كان يقودها مجهول وفجرها وسط المحتفلين. وشرع الحوثيون بعد الخروج من هول الصدمة بدفن جثث القتلى في نفس المنطقة التي وقعت فيها الحادثة والبدء بإجراء تحقيقات شاملة لمعرفة الجهة التي تقف وراء العملية بعد أن طوقوا المنطقة بشكل كامل. ومن بين القتلى الذين سقطوا في الهجوم قيادات في جماعة الحوثي بالجوف أبرزهم حسين هضبان، أحد مؤسسي الجماعة بالمحافظة، إضافة إلى نجل القيادي في حركة الحوثيين عبدالله العزي عبدان. وعلى الرغم من عدم تبني أية جهة للعملية، إلا أن رئيس ملتقى شباب بكيل في محافظة الجوف حسن أبو هدرة أشار إلى أن المؤشرات الأولية تؤكد أن تنظيم القاعدة هو من يقف وراء العملية. وكان أتباع الحوثي قد احتفلوا أول من أمس في عدد من مديريات صعدة وعمران بذكرى يوم الغدير. ودعا زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي من أسماهم "المؤمنين" إلى الاحتفال بالمناسبة بشكل كبير وعلني. وكان المئات من أبناء قبائل محافظة الجوف قد زحفوا إلى مديرية المتون وصعدة لمشاركة الحوثيين فعاليات يوم الغدير، يتقدمهم الشيخ مبارك مشن الزايدي مستشار وزارة الداخلية. وسبق للشيخ المشن أن قام خلال أكتوبر الماضي ومعه حوالي 40 شيخاً بالتوجه إلى محافظة صعدة لإعلان الولاء لزعيم الحوثيين.