أثار عرض مخطوطة نادرة للمصحف الشريف من مقتنيات مكتبة ومدرسة «بشير آغا» الواقعة في حدود الحرم النبوي الشريف، في مزاد فرنسي، التساؤلات حول المخطوطات الوقفية التي فقد بعضها لأسباب مختلفة. وقال ل"الوطن" الناظر السابق لمدرسة ومكتبة بشير آغا «موسى بن محمد صادق»: لا أعرف كيف وصلت هذه النسخة إلى المزاد الفرنسي، لكن بعض الطلاب الذين كانوا يسكنون جوار المكتبة أحضروا مكائن تصوير، ثم قاموا بتصوير عدد من المخطوطات وبيعها، كذلك سُرقت بعض المخطوطات الأخرى، وما «زاد الطين بلة» أن الصرف الصحي طفح في المكان ودخل على المكتبة. فتحت أنباء تحدثت عن عرض مخطوطة نادرة للمصحف الشريف من مقتنيات مكتبة ومدرسة "بشير آغا" الواقعة في حدود الحرم النبوي الشريف في مزاد فرنسي، باب التساؤلات حول وضع المخطوطات الوقفية التي فقد بعضها لأسباب مختلفة. وكشف ل"الوطن" الناظر السابق لمدرسة ومكتبة بشير آغا "موسى بن محمد صادق" الذي تعود أصوله إلى تركيا العثمانية"، عن تلقيه معلومات عن وجود هذا المخطوط في مزاد بأحد فنادق فرنسا مختص بالكتب القديمة والمخطوطات. وعن كيفية وصول مثل هذا المخطوط النادر للمزاد الفرنسي، قال: لا أعرف حقيقة، لكن هذا يدل على أن المكتبة تعرضت لإهمال شديد.
كيف بدأ الإهمال؟ يروي آخر ناظر لمدرسة ومكتبة بشير آغا حكاية المكتبة قائلا: جدي موسى كاظم من علماء الدولة العثمانية كان في وظيفة حافظ كتب أول بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت عام 1316 ثم بعد ذلك عينه السلطان رشاد ناظرا ومعلما لمدرسة بشير آغا عام 1328 ثم توفي جدي عام 1364، ثم بعد ذلك تولى والدي/محمد صادق بن موسى كاظم شؤون المدرسة ولكن إدارة الأوقاف بالمدينةالمنورة عارضته في النظارة وجعلت النظارة لها وعينت والدي مدرسا بها، ولكن العقارات التي كانت موقوفة على المدرسة كانت بيد والدي لأن شرط الواقف أن يكون مدرس المدرسة، وبقي والدي هو الناظر عليها إلى أن توفي عام 1394. ثم بعد ذلك سلم أخي الأكبر جميع الصكوك والمستندات التي كانت لدينا لإدارة الأوقاف لأن أخي كان عمله في جدة وغير متفرغ للوقف وكنت أنا وإخوتي قصرا في ذلك الوقت، وبذلك أصبح الوقف وعقاراته تحت إدارة الأوقاف. وفي الفترة التي جاءت بعد وفاة والدي بقيت المدرسة بدون مدرس ولا ناظر وكان يسكن بها البعض خلال هذه الفترة، وإلى أن عينت الأوقاف مدرسا للمدرسة حدثت عدة أمور، منها أن بعض الطلاب كانوا قد احضروا مكائن تصوير وكانوا يصورون المخطوطات ويبيعونها، وكذلك سُرقت بعض المخطوطات الأخرى، ثم "زاد الطين بلة"، إذ طفح الصرف الصحي ودخل على المكتبة مما أدى إلى تلف كثير من المخطوطات، بعدها قامت إدارة الأوقاف بحصر موجودات المكتبة ثم تم نقلها إلى مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة.
اهتمام سعودي اعتنى ملوك المملكة بالمكتبات الوقفية والنادرة في المدينةالمنورة، حيث ظلت مكتبة بشير آغا بموضعها الأصلي إلى أن انتقلت إلى مبنى شيد خصيصاً للمكتبات الوقفية عرف بمكتبة المدينةالمنورة العامة وكان ذلك في عهد الملك سعود عام 1382، وفي عهد الملك فيصل تم بناء مكتبة الملك عبدالعزيز في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي، والآن نقلت جميع محتوياتها إلى الجامعة الإسلامية إلى أن يستكمل مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في رمضان الماضي.