دعا باحثون ومهتمون بتراث المدينةالمنورة المخطوط المسؤولين بمكتبة وقف البساطي للإفراج عن قرابة 1050 مخطوطة تحتويها إحدى أقدم وأشهر المكتبات الوقفية بالمدينةالمنورة، التي أسسها أحمد البساطي، بحيث تكون متاحة للباحثين لما تضمه من عشرات المصادر والمخطوطات في مختلف صنوف العلم والمعرفة، داعين إلى التنسيق مع دارة الملك عبدالعزيز للاستفادة من إمكاناتها الفنية في ترميم وحفظ الوثائق. وقال الباحث محمد بن عبدالله أحمد ل"الوطن": إن كل ما يريده المثقفون اليوم هو أن يعود لهذه المكتبة التاريخية، التي تقع بالقرب من مبنى الداودية بطريق سلطانة وهجها والنفع الذي أراده منها واقفُها أحمد البساطي يرحمه الله أو بتعبير أمير البيان شكيب أرسلان كما ينقل الباحث الذي زارها يوم كانت تحت نظر ولده محمد حسن أفندي أن تكون: "مشرعة بابَها لكل وارِد". وتمنى عبدالله من دارة الملك عبدالعزيز التي سبق لها أن قامت بترميم عشرات الوثائق التي يمتلكها عالم المدينةالمنورة الراحل إبراهيم العياشي أن تجري اتصالاتها مع من أوكل إليه نظارة وقف هذه المكتبة ومثيلاتها. مؤكدا أن الحل إما بنقل تلك الكنوز التراثية إليها، أو تقديم ما يلزم من دعم لها وهي في أماكنها، بدلا عن أن تترك حبيسة صناديق مغلقة لن يمهلها الوقت طويلا، حسب تعبيره. ويقول الباحث أحمد عبدالله: إنه احتاج أثناء تأليفه كتاب "موقف خليل الصفدي من ابن تيمية" لبعض كتب الصفدي المخطوطة، التي تقع في ستين جزءا فتيسَّر له تصوير ما احتاجه منها في كثير من المكتبات، عدا ما يقع منها في مكتبة البساطي، التي علم بوجود كتاب له فيها لم يتمكن من الاستفادة منه، وقد نقل خير الدين الزركلي في أعلامه أن منها أجزاء في مكتبة البساطي الذي ذكر فيها إلى وقت متأخر من الليل بحجرته على فانوس صغير، وقد جمع مكتبة كبيرة تحتوي على كثير من الكتب الدينية النادرة وتوجد بها مخطوطات قيمة. من جهته أكد ل"الوطن" مدير مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المزيني أن مكتبة البساطي حتى الآن ليست ضمن المكتبات الخاصة الموقفة في مكتبة الملك عبدالعزيز، مشيرا إلى أنه سمع عن تلك المكتبة، وقرأ عنها وأنهم يرحبون بضم أي مكتبة تملك ثراء معرفيا يمكن أن يستفيد منها الباحثون. وبحسب الإحصائية التي تضمنها كتاب "مكتبة الملك عبدالعزيز بين الماضي والحاضر" للمزيني تضم مكتبة الملك عبدالعزيز 23 مجموعة موقفة تمثل مكتبة المصحف الشريف، مكتبة الشيخ عارف حكمت، مكتبة المدينةالمنورة، عددا من مكتبات المدارس ومكتبات عدد من الأربطة إضافة إلى مكتبات لبعض الشخصيات من بينها الشيخ محمد إبراهيم الختني وعبدالقادر شلبي والسادة آل الصافي والشيخ عمر حمدان وغيرهم. وسبق للباحثة سحر عبدالرحمن مفتي أن نشرت دراسة إحصائية بالمكتبات الوقفية بالمدينةالمنورة في العهد العثماني ذكرت فيها أن غالبية المؤسسين لتلك المكتبات هم من العلماء والمدرسين والمثقفين، وأشارت إلى أن مكتبة البساطي أفندي تحتوي على 1050 تمثل عدد الكتب الموجودة فيها.