تكشف دارة الملك عبدالعزيز مطلع الأسبوع المقبل أقدم «مُنَمْنَمَة» في العالم وثّقت للمدينة المنورة، في رسم تاريخي يعود إلى ما قبل 500 عام. وتعد واحدة من الوثائق والمخطوطات القديمة التي تملكها الدارة عن المدينةالمنورة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية في تقرير نشر أمس، أن من المقرر أن يتم عرض هذه «المُنَمْنَمَة»، التي هي عبارة عن صور زخرفية مرسومة على المخطوطة وعدد من الوثائق المحلية والعثمانية والأجنبية عن المدينةالمنورة في المعرض الذي تنظمه دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة المدينةالمنورة في 22 ذي القعدة الجاري، بعنوان «معرض مخطوطات المدينةالمنورة». ويضم المعرض مجموعة من المخطوطات الإسلامية التاريخية، للخياري، والبساطي، والعياشي، ووثائق تاريخية نادرة عن المدينةالمنورة، بمشاركة 12 مكتبة من داخل المملكة وخارجها، وبدعم من شركة أرامكو السعودية، ستبرز ما كانت تشهده أروقة المدينةالمنورة عبر القرون من حلق العلم التي أنشأها أهالي المدينةالمنورة ومن زارها من الحجاج والمعتمرين، والتعريف بما أقيم حول المسجد النبوي من مدارس ومكتبات جمعت رفوفها العديد من الكتب الآتية من بلاد شتى تضم مواضيع فكرية في إطار مفهوم الثقافة الإسلامية، وكُتبت بخطوط مختلفة. ويعبّر الاهتمام بتاريخ المدينةالمنورة عن شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي حرص على حفظ المقتنيات الإسلامية للمدينة المنورة، ونبع من حرصه أمره الكريم بإنشاء «مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينةالمنورة»، بجوار مسجد قباء، ليشمل محتويات مكتبة الملك عبدالعزيز في المدينةالمنورة، والمكتبات الوقفية الأخرى التي لدى الأهالي، ويضم متحفاً للمقتنيات الإسلامية النادرة والصور عن المكتبات الوقفية بطيبة. ويتيح «معرض مخطوطات المدينةالمنورة» لزواره الاطلاع على بواكير تدوين السنة النبوية في المدينةالمنورة، على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، إذ كانت هناك بعض الصحف الخاصة لأفراد من الصحابة رضي الله عنهم، فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى مشروع تدوين السنة في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز على يد أبي بكر بن حزم. ووثقت دارة الملك عبدالعزيز هذه المناسبة في مجلد ضخم مدعوم بصور فوتوغرافية عالية الدقة، يوضح المخطوطات التي كانت تُحفظ في خزائن الحرم النبوي، ومكتبات المدارس التي وجدت اهتماماً من أهالي المدينةالمنورة، مثل: المدرسة الشهابية التي أنشئت في القرن الثامن الهجري، ودرس فيها جماعة من العلماء الكبار، وحظيت بدعم المقيمين في المدينة والقادمين إليها، ووقفوا عليها كتباً كثيرة، من بينهم أبوإسحاق الذي كان يدرس فيها عام 726ه، وأبوعبدالله محمد بن محمد الغرناطي المتوفى سنة 754ه. ووفقاً لما ورد في المجلد، فإن عدد مكتبات المدينةالمنورة في أوائل العهد السعودي بلغ 124 مكتبة موزعة بين مكتبات عامة ومدرسية، وأربطة، وخاصة، واستخدم الكثير منها كمكتبات عامة، يؤمها من شاء من طلاب العلم والمعرفة، بينما في سنة 1332ه قال بعض من زاروا المدينةالمنورة إنهم وقفوا على 17 مكتبة.