ءطالب المحلل السياسي اليمني العميد محسن خصروف، بمحاكمة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي باع اليمن بتحالفه مع الحوثيين وإيران، لافتا إلى أن صالح أيقظ "المارد النائم" ممثلا في جماعة الحوثي بافتعاله الحروب معها، ثم بدعمها بالمال والتحالف معها فيما بعد، الأمر الذي أسهم في تمرد الجماعة وانقلابها على الرئيس الشرعي عبدربه هادي منصور، وتهديد البلاد بحرب أهلية. وقال خصروف ل"الوطن" من مقر إقامته في القاهرة، إن الحوثيين أرسلوا عناصر منهم إلى إيران للتدريب، حيث تبنوا الفكر الجعفري الذي غزا صعدة بعد ذلك، كاشفا عن دخول كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية إلى اليمن والتي ساعدت قوات صالح والحوثيين على التمرد، ووضع جميع الموانئ الواقعة على البحر الأحمر تحت سيطرة الإيرانيين. وذكر خصروف أن "الحوثيين اعترفوا بأنهم حصلوا على السلاح من مخازن الجيش اليمني بعد انضمام علي محسن إلى الثورة وسيطرة القبائل وإطلاق المبادرة الخليجية، حيث اتضح التنسيق التام لعلي صالح مع الحوثيين، ثم ظهر جليا هذا التعاون بعد تحريضه الحوثيين على استحلال معاقل بللحمر، والدفع بوحدات عسكرية تابعة للجيش وموالية لصالح إلى عمران، ووحدات أخرى إلى الحزام الأمني في صنعاء، وفي 21 سسبتمبر 2014 سلموها للحوثيين، ثم دفع بهم لاقتحام دار الرئاسة والانقلاب على الرئيس عبدربه منصور". وأضاف "لم يتوقف صالح عند ذلك، بل دفع بالحوثيين إلى ميناء الحديدة والحية وتعز وإب والبيضاء ورداع وباب المندب واحتلال باب الشيخ سهيد، ثم قدم لهم الدبابات ووضع القوات المسلحة تحت سيطرتهم، وقام بمناورة على الحدود مع المملكة العربية السعودية بدبابات ووحدات للجيش"، مبينا أن صالح قدم للحوثيين كل التشكيلات التي تتبعه، وأصبحوا يسيطرون على أسلحة الجيش بمختلف أنواعها". وأشار خصروف إلى أنه في 21 سبتمبر 2014 دخل عدد محدود من الأشخاص، إلى مقر القيادة العليا للقوات المسلحة والتي فيها اللواء الرابع حماية، وقاموا باستخراج 50 دبابة، و50 قاطرة و40 عربة وراجمة صواريخ، وقال "هذا العدد المحدود من الأفراد سيطروا واستلموا مخازن بالقيادة دون مقاومة أو رادع، بل وجدوا الطريق ممهدة، وكل ذلك بتدبير من الرئيس السابق". وأضاف أن "صالح بتحالفه مع الحوثيين مد سيطرته إلى صنعاء وما جاورها، ثم قام بالتوجه إلى عدن، وهو الذي يقوم بالحرب هناك حاليا"، مؤكدا أن الضربات الجوية لقوات التحالف ناجحة ومركزة وفعالة وأصابت أهدافها، إلا أنه يلزمها أن تعزز فورا بعمل بري مماثل، شريطة أن يكون من أبناء اليمن، لأن أي تدخل خارجي قد يواجه صعوبة في تضاريس ومعرفة الأماكن، مطالبا بالاستعانة بقوات من الجيش موالية للرئيس هادي، وقال "هناك ميليشيات كبيرة من الموالين والتكتلات الشعبية ستدعم الموقف، ولكن هؤلاء بحاجة إلى دعم من قوات التحالف يشمل الدعم اللوجستي من أسلحة وذخائر ومعدات ومواد غذائية ومساندات طبية". اللجؤ إلى القاهرة روى العميد محسن خصروف ل"الوطن" أسباب إقامته في القاهرة، وقال إنه جاء إليها مرغما بعدما اقتحم الحوثيون منزله وفتشوه، وظل تحت الملاحقة، مضيفا "اضطررت إلى التوجه إلى القاهرة مصطحبا ابني للعيش في مكان آمن بعيدا عن عصابات الحوثي". وذكر أن "الحوثيين لا يقبلون الحل الوسط، وليس لديهم قبول بالآخر ولا يقبلون المعارضة، إن لم تكن معهم فأنت ضدهم، تعاطفنا معهم في الحروب السابقة التي شنت عليهم، ولكنهم بعد تمكنهم تحولوا إلى ظلمة فاسقين".