تواصلت أمس معارك الكر والفر بين المقاومة الشعبية المسلحة الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في مدينة عدن وزودت طائرات عملية «عاصفة الحزم» أنصار هادي بالسلاح والمؤن ومعدات اتصال حديثة عبر إنزال مظلي رافقه قصف جوي على مواقع الحوثيين في محيط المطار والقصر الرئاسي وثكنة عسكرية في باب المندب. واستمرت لليوم التاسع غارات التحالف في قصف مواقع للحوثيين ومعسكرات للقوات الموالية لهم في محيط صنعاء وصعدة حيث معقل الجماعة وبامتداد الشريط الحدودي الشمالي الغربي مع فترة هدوء أثناء النهار. وعزز تنظيم «القاعدة» سيطرته على مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) غداة اقتحامهها إذ هاجم مواقع عسكرية جديدة ونهب أسلحتها وسط محاولات يائسة لقوات الجيش لاستعادة السيطرة على المدينة التي عمّتها الفوضى. وفي ظل انفلات الأمن وحالة فراغ السلطة أحكم تنظيم «القاعدة» سيطرته على مدينة المكلا وواصل نهب مصارفها ومؤسساتها وسيّر دوريات في المدينة ونصب نقاط تفتيش مع محاولته السيطرة على قوات الدفاع الساحلي التي لم يتمكن من السيطرة عليها. وذكرت مصادر أمنية وشهود «أنه هاجم أمس معسكر الحامية في منطقة الديس وسيطر مسلحوه على مقر المنطقة العسكرية الثانية بعد هجوم عنيف سقط خلاله عشرات القتلى والجرحى قبل أن يجبر الجنود الباقين على الفرار». ويتخوف مراقبون أن تكون سيطرة التنظيم على أكبر مدينة في حضرموت مقدمة لتوسيع نطاق سيطرته على مناطق أخرى يحاكي خلالها تجربة تنظيم «داعش» في العراق، مستغلاً ضعف السلطات المحلية وإقناع السكان بأنه يحميهم من خطر الزحف الحوثي المسنود بقوات الرئيس السابق علي صالح. وكان حلف قبائل حضرموت اتهم السلطات الرسمية في المدينة بالتهاون في حمايتها كما أعلن تأييده لقوات التحالف المنضوية تحت عملية «عاصفة الحزم»، طالباً المساندة لحماية حضرموت من الجماعات المسلحة. وفي تطور سياسي بارز أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) مساء الخميس رسمياً تأييده عملية «عاصفة الحزم» محملاً الانقلابيين الحوثيين وعلي صالح مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، وهو التأييد الذي فهم منه الإيذان بدخول أنصار الحزب ساحة المواجهة المسلحة ضد الجماعة والقوات الموالية. وتظاهر آلاف من أنصار صالح وحزبه «المؤتمر الشعبي» أمس في ميدان التحرير في صنعاء رفضاً لغارات «عاصفة الحزم» وتنديداً بما وصفوه «العدوان الخارجي على اليمن». وقال مكتب صالح في بيان «إن موقف حزب «الإصلاح» المؤيد يضعه مع هادي في «موضع المساءلة الشعبية والدستورية بتهمة الخيانة العظمى». وفي عدن قال شهود عيان ل»الحياة» إن طائرات تابعة لقوات التحالف ألقت كميات من الأسلحة والذخائر ومعدات الاتصال مستخدمة المظلات إلى مسلحي المقاومة الموالية لهادي في سياق دعم صمودهم في مواجهة الاجتياح الحوثي للمدينة. وأكدت مصادر متطابقة في عدن أن «الحوثيين سيطروا على القصر الرئاسي في منطقة معاشيق في ظل مقاومة شرسة في أحياء كريتر والتواهي والمنصورة التي يحاولون اقتحامها بالدبابات والعربات المدرعة، إذ لا تزال غالبية مناطق المدينة تحت سيطرة المقاومة الموالية لهادي و»الحراك الجنوبي» باستثناء محيط القصر الرئاسي وحول المطار وأجزاء من ساحل خور مكسر». واتهم الحوثيون طائرات التحالف والبوارج الحربية بقصف مطار عدن وتدمير طائرات مدنية يعتقد أن بينها الطائرة الرئاسية، وقالوا إنهم سيطروا على الميناء كما أكدوا أنهم سيواصلون «تطهير المدينة من المسلحين الموالين لهادي ومن يقف إلى جوارهم من «الإرهابيين» بحسب تعبيرهم. وواصل الطيران الحربي غاراته ليلاً على مناطق متفرقة من صنعاء وصعدة مستهدفاً تجمعات للحوثيين على الشريط الحدودي في صعدة وحجة، كما امتد القصف الجوي إلى أقصى الجنوب الغربي في باب المندب حيث توجد ثكنة تضم وحدات عسكرية يسيطر عليها الحوثيون.