أعلن جيش جنوب السودان أنه فقد السيطرة على بلدة بور، في ولاية جونقلي المضطربة بعد أن أعلن القائد بيتر قديت، الحليف القوي لنائب الرئيس السابق، رياك مشار، استيلاءه عليها، كما أكدت مصادر أمنية في جوبا، سقوط 4 ثكنات عسكرية في مناطق بجنوب السودان هي "بور، ومقيرومنقلا وأكوبو" في أيدي قادة عسكريين موالين لمشار، كما امتد القتال إلى مدينة، توريت عاصمة ولاية شرق الاستوائية. وأكدت المصادر أن مشار موجود حاليا في "البيبور" وسط عدد كبير من قواته، مؤكدة أن حاكم ولاية الوحدة السابق تعبان دينق، ووزير البيئة السابق ألفريد لادو، ما زالوا طلقاء، ولم يتمكن الرئيس سلفاكير ميارديت من اعتقالهم بعد، كما أشارت إلى أن العميد السابق بجهاز الأمن والمخابرات بجوبا انضم إلى قوات مشار. واتسعت دائرة المعارك في جنوب السودان بعد أن كان القتال محصورا في العاصمة جوبا منذ الإعلان عن إحباط محاولة انقلابية الأحد الماضي، الأمر الذي يؤكد أن الأمور في الدولة الوليدة تنجرف بسرعة ناحية الحرب الأهلية على أساس عرقي. وكان سلفاكير، أمر قواته في جوبا بالانسحاب إلى ثكناتها ووجه المواطنين بالعودة إلى أعمالهم وفتح متجرهم ودعا النازحين بالعودة إلى منازلهم، ونفى كير اتهامات نائبه السابق بأن ما يحدث في بلاده حرب أهلية، وقال إنه صراع على السلطة. في هذا الأثناء، وصل إلى جوبا، أمس، وفد من وزراء خارجية أفارقة لمحاولة إنهاء القتال الدائر بالبلاد، وذلك عقب دعوة للحوار وجهها الرئيس سلفاكير لنائبه مشار الذي يتهمه كير بمحاولة الانقلاب عليه. وقال كير: "سأجلس معه إلى طاولة محادثات، لكن لا أعلم ما ستكون نتيجتها". ونقلت صحيفة "سودان تريبيون" عن مسؤولين بجوبا قولهم إن مجموعة من وزراء خارجية عدة دول في شرق أفريقيا وصلت إلى جنوب السودان، في مسعى لإنهاء القتال، لتكون أول بعثة أجنبية تدخل جوبا منذ تفجر الصراع. كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنه سيرسل وفداً من المنظمة الدولية إلى جوبا للوقوف على الأوضاع، مشيرا إلى أنه تلقى وعودا من كير بممارسة دوره كرئيس دولة. من جانبها، أرسلت الحكومة البريطانية طائرة لإجلاء رعاياها، وكانت الخارجية البريطانية قد سحبت موقتا بعض الأفراد العاملين في سفارتها. كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أنها تنظم رحلات جوية لإجلاء مواطنيها أيضا. على صعيد آخر، أعلنت الولاياتالمتحدة ترحيل سودانيين اثنين معتقلين في جوانتانامو إلى بلدهما. وأعلن البنتاجون أن "الولاياتالمتحدة نسقت مع الحكومة السودانية في ما يتعلق بالإجراءات الأمنية المناسبة للتأكد من أن عملية الترحيل هذه ستتم طبقا لسياستنا في مجال احترام الكرامة الإنسانية"، مضيفا أن 158 شخصا ما زالوا معتقلين في جوانتانامو. وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أن محمد نور عثمان (51 عاما)، وإبراهيم عثمان إبراهيم إدريس (52 عاما) كانا آخر معتقلين سودانيين في جوانتانامو. وأرسل الرجلان إلى جوانتانامو في 2002 لاعتبارهما عنصرين في تنظيم القاعدة. وكان إدريس الذي يعدّ من قدماء القاعدة، من أول الذين نقلوا إلى هذا المعتقل في 11 يناير 2002 بينما وصل إليه محمد في مايو 2002. وبعد أن أقر محمد بمشاركته في هجمات إرهابية في فبراير 2011، تم تعليق عقوبته بالسجن لمدة 14 عاما، في حين أطلق سراح إدريس بناء على قرار قضائي في أكتوبر الماضي.