حذرت الاممالمتحدة بان اعمال العنف تنتشر في جنوب السودان بينما دفعت المعارك الضارية الجارية في هذا البلد الولاياتالمتحدة الى اجلاء اميركيين واجانب اخرين. أنباء عن سقوط ثكنات عسكرية.. وجوبا تؤكد أن إنتاج النفط لم يتأثر كما اجلت بريطانيا قسما من موظفي سفارتها فيما اشارت واشنطن الى امكانية تنظيم رحلات اضافية لاجلاء المزيد من الاشخاص في وقت تتصاعد المخاوف من عودة الحرب الاهلية الى هذا البلد الذي استقل عن السودان عام 2011. وقتل المئات منذ اندلاع المعارك الاحد وفر الاف من المدنيين المذعورين من منازلهم ليلجأوا الى قواعد للامم المتحدة طالبين الحماية. وقال موظف في وزارة الدفاع طلب عدم كشف هويته ان "الوضع الامني يتردى وجرى اطلاق نار في المطار". وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف ان الولاياتالمتحدة "قلقة للغاية" لاعمال العنف الجارية في جنوب السودان. واضافت "ندعو القادة السياسيين للبلاد الى الامتناع عن اي اعمال يمكن ان تؤدي الى تصعيد في الوضع المتوتر اساسا او تغذي العنف". ودعت هارف الرعايا الاميركيين مجددا الى مغادرة البلاد مشيرة الى ان وزارة الخارجية "تعمل على تنظيم عمليات نقل اضافية بحسب الحاجة". واعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير أمس الأول انه يريد التحاور مع خصمه السياسي نائب الرئيس السابق رياك مشار الذي اتهمه بتدبير محاولة انقلاب ضده بعدما تمت اقالته. طفل يتلقى العلاج بعد إصابته في الاشتباكات التي اندلعت قرب جوبا (رويترز) وقال "ساجلس معه واتحدث اليه لكنني لا اعلم ما ستكون نتائج المحادثات"، مؤكدا ان "الاشخاص الذين قتلوا سيحالون امام القضاء ويحاكمون". ومشار ملاحق رسميا مع اربعة مسؤولين سياسيين اخرين كما اعتقلت الحكومة ايضا عشر شخصيات بينهم ثمانية وزراء سابقين من الحكومة التي اقالها الرئيس في يوليو الماضي. ومعظم المشتبه بهم من المعروفين في الحزب الحاكم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وشخصيات تاريخية من التمرد الجنوبي الذي قاتل قوات الخرطوم خلال الحرب الاهلية الطويلة ما بين 1983 و2005. وفي اول حديث له منذ بدء المعارك الاحد اعلن مشار في مقابلة مع موقع "سودان تريبيون" نشر أمس الأول ان محاولة الانقلاب التي نسبتها اليه السلطات ليست سوى ذريعة من الرئيس كير للتخلص من خصومه السياسيين. وقال مشار الذي لم يفصح عن مكان وجوده "لم يحصل انقلاب وما حدث في جوبا هو سوء تفاهم بين عناصر في الحرس الرئاسي داخل وحدتهم. لم يكن هناك انقلاب ولا علاقة او علم لي بأي محاولة انقلاب". واضاف مشار "ما كنا نريده هو العمل ديمقراطيا على تغيير الحركة الشعبية. لكن سلفا كير يريد استخدام محاولة الانقلاب المزعومة من أجل التخلص منا للسيطرة على الحكومة والحركة الشعبية. لا نرغب فيه رئيسا لجنوب السودان بعد الآن". وبقي العديد من سكان العاصمة مختبئين في منازلهم منذ اندلاع العنف فيما استغل بعضهم فترات الهدوء بين المعارك المتقطعة للفرار الى اماكن اكثر امانا بما في ذلك قواعد الاممالمتحدة، بالرغم من دعوة كير اليهم للعودة الى منازلهم. واعلن مساعد الامين العام لعمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ارفيه لادسو متحدثا الى مجلس الامن ان ما بين 400 الى 500 جثة نقلت الى مستشفيات في جوبا منذ اندلاع المعارك فيما اصيب 800 شخص اخرين. وقال رئيس مجلس الامن الدولي جيرار آرو "من الواضع ان الحصيلة فادحة" بدون ان يؤكد عدد الضحايا. إلى ذلك، اعترف الجيش في دولة جنوب السودان أمس بأنه فقد السيطرة على مدينة "بور" شرق البلاد بعد سيطرة القوات الموالية للجنرال بيتر قديت عليها الليلة قبل الماضية، وذلك وسط أنباء عن سيطرة المتمردين على ثكنات عسكرية بأربعة مناطق. ونقل موقع "سودان تريبيون" عن الكولونيل فيليب أجوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان القول إن الجيش الوطني منعقد لبحث الخطوة التالية في ضوء التطورات، خاصة في ظل القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في عاصمة ولاية جونقلي. وأعلن جيش جنوب السودان انشقاق الجنرال قديت قائد الفرقة الثامنة بولاية جونقلي. وذكر الموقع أنه تردد أن قديت انشق بسبب استهداف قبيلته "النوير" في التوترات الأخيرة بالبلاد. في غضون ذلك، أفادت شبكة "الشروق" السودانية بسقوط ثكنات عسكرية في أربع مناطق بجنوب السودان هي: بور ومقير ومنقلا وأكوبو في أيدي قادة عسكريين موالين لنائب الرئيس السابق رياك مشار. وذكرت "سودان تريبيون" أن رئيس جنوب السودان أمر قواته في جوبا بالانسحاب إلى ثكناتها ووجه المواطنين بالعودة إلى أعمالهم وفتح متاجرهم ودعا النازحين بالعودة إلى منازلهم. كما أكد وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل مكوي لويث إن إنتاج بلاده من النفط لم يتأثر بالقتال الدائر في البلد انفصل عن السودان قبل عامين لكن المواجهات امتدت إلى خارج العاصمة. وأبلغ لويث رويترز بالهاتف "لا يوجد قتال عند حقول النفط. إنها هادئة. النفط يتدفق كالمعتاد".