كشف رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا عن قلق المعارضة من أن يؤدي التقارب الأميركي الإيراني إلى تقوية النظام السوري، لاسيما على الصعيد المالي. وقال في تصريحات صحفية خلال زيارته الحالية للكويت "أنا قلق من هذا التقارب من ناحية مالية، لأن هناك أموالاً مجمدة لإيران في المصارف العالمية. هذه الأموال إذا تم تسييلها لصالح إيران يمكن أن يذهب قسم منها للنظام السوري، وهذا يزيد الأمر تعقيداً". وأضاف أنه نقل هذا القلق للأطراف العربية والدولية "وكانوا متفهمين". وحول مؤتمر "جنيف2" أوضح الجربا أن موعده حدد في الثاني والعشرين من شهر يناير المقبل وقال "حصلنا على ضمانات بعضها مكتوب وبعضها شفهي من دول كبرى بأنه ليس هناك مستقبل للأسد في سورية، وأن مؤتمر جنيف سيؤدي إلى سلطة تنفيذية تقود المرحلة الانتقالية التي تؤدي لحل سياسي ديمقراطي في سورية. ونحن نرى أن الأسد من المفروض أن يكون في قفص الاتهام. لا أن يكون له مستقبل. وهذا الأمر مفروغ منه ولن نقبل به نهائياً". وجدد استعداد الائتلاف للمشاركة في المؤتمر "ضمن ثوابت الثورة". وأضاف "عقدنا خلال العشرين يوماً الأخيرة جلسة قدمنا فيها رؤية للمجتمع الدولي حول المؤتمر، وافقنا على حضوره، ولكن ضمن ثوابت الثورة السورية وضمن هذه الرؤية التي وافق عليها الائتلاف بالإجماع بكل تياراته". وأكد أن الائتلاف قدم لمجموعة أصدقاء سورية في لندن "مقدمات" وافق عليها وزراء المجموعة، وعلى رأس هذه المقدمات "الممرات الإنسانية التي لم يحدث إلى الآن أي تطور إيجابي في فتحها. وتابع "بحسب ما توافقنا عليه في لندن فالمحادثات في جنيف ستكون محدودة بفترة زمنية، بحيث تؤدي إلى حكومة انتقالية ذات جسم تنفيذي حقيقي رئاسي بسلطات واسعة في الأمن والجيش والاستخبارات والقضاء، ولن يكون لبشار الأسد دور في المرحلة الانتقالية". وعن وقف إطلاق النار خلال انعقاد المؤتمر قال إن أياً من الأطراف لم يطلب ذلك، ولم تتم مناقشة الموضوع، مشيراً إلى وجود حالات نزاع كثيرة كانت تتم فيها مفاوضات دون وقف إطلاق النار مثل فرنسا والجزائر، وفيتنام والولايات المتحدة. وفيما يتعلق بتوحيد جهود فصائل المعارضة المسلحة على الأرض، قال إن هناك جهوداً في هذا الصدد، باستثناء الجماعات المرتبطة بالقاعدة. وأضاف "هناك جهود لتوحيد المعارضة على الأرض، وإن شاء الله خلال هذا الشهر سنحاول أن نحقق ذلك. نعم المعارضة المسلحة تشمل الجبهة الإسلامية، وسنلتقي مع كل الأطراف لتهدئة الأمور. سنلتقي في تركيا خلال هذا الشهر مع كل الأطراف، إلا مع الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وجبهة النصرة". وحول الاقتتال الذي حدث مؤخراً بين بعض فصائل المعارضة قال "نحن في حالة حرب وفي حالة فوضى وهناك بعض الخلافات بين الفصائل المسلحة على الأرض. هذا الأمر بالنسبة لنا مستهجن ومستغرب ونرفضه بأشد العبارات ونطلب من الأطراف التعقل، لأن عدونا واحد، وليس لنا عدو سوى هذا النظام المجرم. أي أمر آخر نعتبره تشويها للمعارضة، وخدمة مجانية لنظام بشار". ورد الجربا على ما تردد بشأن إمكانية أن يقاتل الجيش الحر إلى جانب النظام في مواجهة تنظيم القاعدة قائلاً "لا نقر هذا المبدأ. نحن لن نقاتل إلى جانب هذا النظام أياً كان، لأنه بالنسبة لنا هو عدونا الرئيسي، ولن نقاتل أحداً إلى جانبه". من جهة أخرى، أكد الجربا تلقيه دعوة لزيارة موسكو، وعزمه تلبية الدعوة لإقناع الروس بأن مصلحتهم "ليست مع النظام". وقال "تلقيت دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تسلمتها من نائبه ميخائيل بوجدانوف منذ حوالي 20 يوماً. وقد قبلت هذه الدعوة ولم أستطع الذهاب هناك لانشغالي بمواعيد مسبقة، لكني سأزور روسيا لإقناعهم هناك بأن مصلحتهم تكون مع الشعب السوري وليس مع النظام". ولم يحدد الجربا موعداً للزيارة وما إذا كانت الزيارة ستكون قبل أو بعد مؤتمر جنيف 2 المفترض عقده في 22 يناير المقبل.