أكدت الجولات الست الماضية من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، أن فريق نجران "مارد الجنوب" قد أعد نفسه جيداً وتسلح بالحيوية والحماس وكشف عن "طموح" آخر مختلف عن سابقيه، لينتزع قبل "التوقف الموقت"، المركز الثالث في سلم الترتيب كموقع يضاعف من آمال محبيه في أن يكون فريقهم "الرقم الصعب" في الموسم الحالي. إعداد مميز ظهرت ملامح تميز إعداد الفريق مبكراً من خلال معسكرين إعداديين محلي وخارجي، كان الأول في جدة لعب خلاله 3 مباريات أمام أولمبي الاتحاد وكسبه 3/1 والأهلي وكسبه بهدف ليعود ويتعادل أمام الاتحاد بدون أهداف، غادر بعدها إلى تركيا ليخوض فيها 3 مباريات خلال 12 يوما قضاها هناك، خسر الأولى من كوجايلي كورفيس 2/3 وفاز على فريقي مالاتيا سبورت التركي 3/2 وانساد بيترول الأذربيجاني 5/1. تعزيز صفوف أبرمت الإدارة عددا من التعاقدات المحلية، حيث ضمت كلا من: أحمد سهيل، وعبدالله الحويل، وجعفر السعيد، ومصطفى المعيلو، يوسف خميس، وحسام الجدعاني، وسلمان الحريري، وياسر السديري، وماجد البخيت، سلطان الشريف، فيما ضرب رئيس النادي هذيل آل شرمة بقوة في التعاقدات الأجنبية واستقطب الأردني مصعب اللحام لمدة 4 سنوات، والنيجيري وحيد أوسيني، والبرازيلي جاديسون، كما جدد للجزائري فريد شكلام. تجديد ثقة بعد موسم كسر فيه النجرانيون الرقم القياسي في عدد المدربين في موسم واحد بتعاقده مع 4 منهم، كان أولهم الصربي ميودراج ياشيش ثم التونسي الخميس العبيدي، تلاه الوطني الحسن اليامي، قبل أن يعود المدرب السابق، المقدوني جوكيكا للفريق قادما من التعاون. وقاد الأخير الفريق في البطولة الخليجية وفي باقي مباريات الدوري منحته بعدها الإدارة الثقة للاستمرار موسماً آخر. تناقض رقمي كان اللافت للأنظار في مسيرة الفريق خلال الجولات الماضية، إحراز لاعبيه 10 أهداف، كرابع أقوى خط هجوم بعد الهلال (16) والاتحاد (12) والنصر (11) ومتساوياً مع الأهلي. وكان لمهاجمه البرازيلي جاديسون الحصة الأكبر باحرازه 4 أهدف، مقابل هدفين لمصعب اللحام، وهدف لحمد الربيعي، ومثله لعبدالله الحويل ووحيد أوسيني، فيما استقبلت شباكه 7 أهداف رسمت علامة استفهام عريضة بشأن هذا التنافض بين قوة الفريق الهجومية وضعف دفاعاته. عمل جاد مع بلوغ الفريق المركز الثالث بفارق نقطتين عن المتصدر النصر، ظهرت أصوات كثيرة تقلل من هذا الأمر، استند أصحابها على أن الفريق لم يقابل أيا من منافسيه الكبار باستثناء النصر "خسر أمامه في افتتاحية الدوري بهدفين للاشيء"، وأن جدولة الدوري هي من خدمت الفريق، بيد أن النتائج تشير إلى أن نجران حقق 4 انتصارات أمام الرائد والشعلة والاتفاق والنهضة، فيما يرى البعض أن خسارته من النصر كانت بأخطاء تحكيمية اعترفت بوقوعها لجنة الحكام، أما خسارته الثانية أمام التعاون، فظهر الفريق خلالها بأداء رائع ولم تكن النتيجة تعكس واقع المباراة. ضائقة مالية عانى نجران في نهاية الموسم الماضي، من ضائقة مالية عصفت بالفريق، وأدت إلى تخلي بعض اللاعبين عنه بعدم التجديد على رغم الحاجة لهم، وكان أبرزهم المدافع محمود معاذ الذي شد الرحال إلى التعاون، وصاحب العبدالله الذي انتقل للنهضة، ومحسن النجراني (انضم للقادسية) بسبب تأخر مستحقاتهم لأكثر من 9 أشهر، توالت بعدها الشكاوى الرسمية إلى لجنة الاحتراف من قبل ما يقارب 18 لاعبا، كادت أن تمنع النادي من قيد لاعبيه الجدد لولا تدخل المشرف على الفريق، تركي حيدر ونجاحه في جدولة المبالغ المستحقة، وكانت هي السبب الرئيسي لهروب الثنائي عويضة العامري وعباس الشنقيطي قبل بداية الموسم، وتحديداً في معسكر الفريق بجدة، حتى تلقت خزينة النادي دعماً سخياً من أمير المنطقة، الأمير مشعل بن عبدالله، بلغت قيمته نصف مليون ريال من حسابه الشخصي، فيما تواصلت وقفات رئيس هيئة أعضاء الشرف مسعود حيدر، دون إغفال الدعم الكبير والمكافآت التي تكفل بها أحد مؤسسي النادي، عبد العزيز آل مسلم، وكانت أهم أسباب تميز الفريق هذا الموسم. جوكيكا بالمجان تردد في الأوساط الرياضية ومنذ الموسم الماضي أن المقدوني جوكيكا، يدرب نجران بالمجان، بيد أن المدرب نفسه وضع النقاط على الحروف، وكشف عن حقيقة ما يقال "كانت ظروف النادي المادية صعبة للغاية في الموسم الماضي ولم أكن أرغب في تحميلهم أعباء إضافية عندما عدت في آخر 5 مباريات، ولم أتفق معهم على أي جوانب مادية تقديراً للمجهودات الكبيرة التي يقدمها الرئيس الحالي هذيل شرمه، خاصة وأنني كنت المدرب رقم 4 حينها، على أن يتم توقيع عقد جديد بيننا مع بداية هذا الموسم وهو ما حصل بالفعل، وعقدي موجود معي وبحوزتي بدون ذكر للقيمة والمدة"، موضحاً أن "وكيلة أعمالي السابقة فيزنا لا تمثلني الآن بل كانت معي في أول عقد لي مع نجران قبل موسمين".