اندلعت اشتباكات أمس في وسط القاهرة بين أنصار الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضين له أسفرت عن إصابة 48 شخصا. وبدأت الاشتباكات عندما توجه متظاهرون من معارضي مرسي من ميدان التحرير في اتجاه شارع رمسيس المجاور حيث يحتشد الآلاف من أنصار "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها الرئيس وأحرقوا حافلة تابعة لمتظاهري الجماعة. وأطلقت خلال الاشتباكات قنابل دخان يدوية الصنع من قبل متظاهرين لم يعرف إلى أي طرف ينتمون، كما سمع دوي طلقات خرطوش في حين لم تكن الشرطة موجودة في المنطقة عند اندلاع هذه الصدامات. وشهد ميدان عبدالمنعم رياض القريب من ميدان التحرير، اشتباكات عنيفة حيث صعد المتظاهرون الإسلاميون فوق كوبري 6 أكتوبر المطل على الميدان وألقوا الحجارة على المعارضين الموجودين أسفل الجسر ومن بينهم مجموعة ترتدي أقنعة سوداء تطلق على نفسها اسم "بلاك بلوك". وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف. وأظهرت لقطات تلفزيونية قيام متظاهرين إسلاميين بضرب ناشط بالأيدي والأرجل وسحله على مشارف ميدان التحرير. وفي الإسكندرية اشتبك مؤيدون ومناوئون للإخوان المسلمين بالحجارة والزجاجات الحارقة وطلقات الخرطوش في محيط المكتب الإداري لجماعة الإخوان بالمدينة مما أسفر عن سقوط عدد من المصابين. وكانت مصر شهدت أمس مظاهرات للإخوان المسلمين وأخرى للقوى الثورية في مؤشر على استمرار حالة الانقسام التي تجتاح البلاد منذ اعتلاء الإخوان لسلطة الحكم. وطالبت مظاهرات الإخوان ب "تطهير القضاء"، فيما طالبت المظاهرات المناهضة بكشف حساب للإخوان عما فعلوه منذ توليهم السلطة. وانتقد مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي دعوات "تطهير القضاء"، وقال إن "أي ادعاء بالتطهير من السلطة أو الجماعة الحاكمة هو مذبحة جديدة للقضاء، وسندعم استقلال القضاء ضد أي سعي لتغول السلطة التنفيذية". كما انتقد رئيس حزب الدستور محمد البرادعي، المطالب الإخوانية، مشيرا إلى أنها "توضح أن الغوغائية هي السمة الغالبة لنظام الحكم في فهم ومعالجة المشكلات". وفي موسكو، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في مدينة سوتشي الروسية مع نظيره محمد مرسي العلاقات الثنائية بين موسكووالقاهرة وسبل دعمها وتعزيزها، وبحث آفاق التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين. وتحدثت مصادر عقب اجتماع رئيسي البلدين بأن مصر اقترحت مشاركة روسيا في تشييد محطة للطاقة النووية وتطوير مكامن لليورانيوم في مصر، إلا أن مصادر أخرى كشفت فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق حول حصول مصر على قمح وقرض روسي يقدر بملياري دولار. وأكد وزير الصناعة والتجارة المصري حاتم صالح أنه لم يتم التوصل لاتفاق بشأن القرض أثناء اجتماع الرئيسين أمس، فيما رهنت موسكو زيادة صادراتها من القمح لمصر، بوصول إنتاجها هذا العام إلى 95 مليون طن، وفقا لوزير الزراعة الروسي نيكولاي فيودوروف. من جهة أخرى، وصل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء بمصر إلى الرياض أمس في زيارة رسمية للمملكة تستمر عدة أيام. وكان في استقبالهم بمطار الملك خالد الدولي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ووكيل الوزارة للشؤون الإسلامية عبدالعزيز بن عبدالله العمار.