رغم أن أول الغيث قطرة؛ إلا أن تلك القطرة ما زالت "حسرة" في قلوب أهالي قرى مركز حميد العلايا التابع لمحافظة محايل 50 كم شمالا، وهم يرون أعمدة الكهرباء بجوار منازلهم التي مضى عليها أكثر من خمسة أشهر دون تمديد كيابل الكهرباء. وبداية من وادي سلوب الذي ينتهي عنده الطريق المعبد باتجاه قرى المرازة والجلة وصولا إلى غرغرة، يعيش أكثر من 500 مواطن منذ أكثر من 24 عاما وهم يحلمون بالكهرباء والماء والطرق المعبدة. في قرية المرازة التقينا العم إبرهيم أحمد محمد الذي تقدم في العمر وهو يحلم منذ 24 سنة بدخول الكهرباء إلى منزله، ويقول: "تقدمنا قبل عقدين بطلب خدمة الكهرباء وطوال تلك السنين وفي كل مراجعة للجهات المسئولة في محايل وأبها لا نخرج إلا بالوعود التي نعيش على أمل تحقيقها". وأضاف أنه بعد رمضان الماضي قامت شركة الكهرباء بزرع الأعمدة التي مضى عليها أكثر من خمسة أشهر دون أن تمدد كيابل الكهرباء عليها مما زاد ذلك من معاناتنا ونحن نرى الأعمدة بجوار منازلنا دون أن نستفيد منها. والعم محمد أحمد من نفس القرية، يقول "قرية المرازة تحتاج بالإضافة إلى الكهرباء الى طريق معبد ليسهل دخول الخدمات لها، وتقدمنا بطلب منذ 24 عاما لإدارة الطرق بعسير التي أوصلت الطريق إلى قرية سلوب". وأضاف، توجهنا بعد ذلك إلى بلدية محايل لأن طريقنا زراعي ووعدتنا إدارة المشاريع في البلدية منذ أكثر من عام بتنفيذ 3 كيلو مترات فقط من الطريق الذي يبلغ طوله أكثر من 4 كيلومترات ولم توف البلدية بوعدها، مشيرا إلى أنهم يعانون من الطريق الوعر الذي حال دون دخول الخدمات للقرية ومنها صهاريج المياه التي امتنع أصحابها عن دخول القرية؛ حيث تعرض اثنان من الصهاريج لحادثي انقلاب واحتراق لوعورة الطريق. وفي قريتي ضحى الجلة وغرغرة اللتين يعيش ساكنوهما نفس المعاناة، قال المواطن عمر أحمد: "لا توجد لدينا خدمات، ونعاني من وعورة الطريق، وعدم وجود مركز صحي ولا جوال ونحتاج إلى الكهرباء في المقام الأول لجلب الماء من الآبار ولحفظ الطعام والتمتع بالتكييف في الصيف". وأضاف، نستخدم مولدات كهرباء خاصة نقوم بتشغيلها من بعد المغرب إلى التاسعة مساء للإنارة فقط لتجهيز العشاء وليذاكر أبناؤنا وبناتنا، ومن ثم يتم إطفاؤه ونخلد للنوم في فناء المنزل أوعلى السطح مما يعرضنا ذلك للدغات البعوض. فيما يقول موسى مسعود، في رمضان وفصل الصيف نضطر إلى مغادرة القرية ونهجرها ونترك منازلنا وممتلكاتنا للبحث عن الكهرباء في محايل التي تبعد عنا أكثر من 50 كم ويكبدنا ذلك مبالغ طائلة ومشقة في الوصول للقرية كل يوم لمتابعة منازلنا وتعهد أغنامنا، مضيفا أن الطريق المعبد يبعد عن القرية 3 كم فقط. ومن جهته، أوضح رئيس مركز حميد العلايا علي بن فارس ل"الوطن" أن هذه القرى وقرى أخرى تابعة للمركز تفتقد للكهرباء والطرق وتوجد مطالبات قديمة من الأهالي بطلب الخدمة. وأضاف أنه بعد افتتاح المركز قبل خمس سنوات تمت متابعة هذه المطالبات مع الجهات المسئولة ولم تنفذ إلى حينه. وقال إن مشروع الطريق الرئيسي الموصل إلى المركز والمعتمد بطول 49 كم مرورا بعدد من القرى وينفذ إلى وادي السليم بحلي على الساحل، لم ينفذ منه سوى 21 كم وتوقف في وادي سلوب منذ أكثر من 4 سنوات، مشيراً إلى أنه في حال تنفيذ الجزء المتبقي من المشروع الذي يبلغ أكثر من 19 كم سيخدم ويحل معاناة أهالي قرى المركز مع الطريق مطالباً الجهات المسؤولة بالنظر في وضع قرى مركز حميد العلايا وإعطائها الأولوية في اعتماد المشاريع لحاجة الأهالي لها. ومن جهته، أوضح مدير عام النقل بمنطقة عسير المهندس علي بن مسفر ل"الوطن" أن إدارة طرق عسير حريصة على المشروع كباقي مشاريع المنطقة، وقال إن أهمية اكتمال هذا المشروع تكمن في أنه سيكون منفذا من الطريق الرابط بين محايل والمجاردة إلى الطريق الدولي على الساحل، بالإضافة إلى كونه يخدم قرى مركز حميد العلايا التي مر بها في مرحلته الأولى وسيمر بها الجزء المتبقي منه بعد تنفيذه، وقال إنه تم طلب المشروع في الميزانية الجديدة التي من المتوقع أن يكون من ضمنها. وعن معاناة الأهالي مع الكهرباء وتأخر تنفيذ مشاريعها، أجرت "الوطن" عدة اتصالات بمدير كهرباء المنطقة الجنوبية المهندس منصور القحطاني لعرض معاناة أهالي تلك القرى وأسباب تأخر تنفيذ إيصال التيار الكهربائي لهم، إلا أنه لم يتم الرد على الاتصالات المتكررة. وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة في كهرباء عسير أن المشروع ضمن عدة مشاريع لإنارة القرى تشرف عليها هندسة التوزيع في الشركة.