خاض الثوار معارك حاسمة تمهيدا لاقتحام مدرسة تدريب عسكرية شمال حلب يحاصرونها منذ أسبوعين، وذلك غداة سيطرتهم على قاعدة عسكرية مهمة في ريف حلب الغربي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط مدرسة المشاة عند مدخل حلب الشمالي بين القوات النظامية وكتائب المعارضة. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "المدرسة تمتد على مساحة كبيرة وهي مهمة جدا وفيها أكثر من ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية". وأظهر شريط فيديو يحمل شعار "لواء التوحيد" بثه ناشطون على شبكة الإنترنت مجموعة من المسلحين يطلقون النار من أسلحة رشاشة من وراء مرتفع صغير في اتجاه مبنى يفصل بينه وبينهم طريق صغير وأشجار، وتسمع أصوات طلقات وانفجارات صغيرة مقابلة. وبلغت حصيلة قتلى القوات النظامية في معركة قاعدة الشيخ سليمان التي انتهت بسيطرة الثوار، 36 عنصرا، فيما أسر وجرح 64 آخرون، بحسب المرصد. وقال المرصد في بيان إن المقاتلين من "جبهة النصرة وكتائب المهاجرين ومجلس شورى المجاهدين" الذين استولوا على القاعدة استكملوا سيطرتهم على "مركز ومستودعات البحوث العلمية في منطقة الشيخ سليمان". وفي تقرير للمرصد فقد تجدد القصف من مواقع للقوات النظامية على الأحياء الجنوبية في دمشق التي تشهد منذ أسابيع اشتباكات وقصفا. كما تعرضت مدينة داريا وبلدات دوما وداريا وبيبلا ويلدا والمعضمية والغوطة الشرقية في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية. وأفاد ناشطون وشهود عيان إن القوات السورية تعزز مواقعها في أنحاء دمشق وتنشر دبابات على المسارات الغربية والجنوب غربية، محذرين من احتمال قيام الحكومة بشن هجوم كبير. وقال شاهد عيان إن التجول في دمشق يشبه السير في قلعة. وتحدث ناشطون عن إقامة حواجز خرسانية حول أحياء ومناطق رئيسية في المدينة. وذكر الناشط هيثم العبدالله أن عشرات الدبابات تمركزت في مناطق تشرف على مطار دمشق الدولي ومنطقة الزبداني التي يسيطر عليها المعارضون والقريبة من الحدود مع لبنان. وأضاف العبدالله أن الناشطين تلقوا معلومات موثوقة من بعض الضباط الذين ما زالوا في صفوف الجيش السوري تفيد بأنه يستعد لشن هجوم كبير على مناطق يسيطر عليها المعارضون إضافة إلى مناطق أخرى. وفي لبنان تعرضت بلدة طفيل الحدودية بمنطقة البقاع لاعتداء جديد من قبل الجيش السوري حيث طال القصف المدفعي منزل المواطن منصور شاهين ما أدى إلى تدميره بالكامل. وفي هذا الإطار حذر نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون الذي يزور لبنان حاليا بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من "خطورة الوضع في سورية"، قائلا إنه "يستدعي اتخاذ تدابير وقائية ليس لسورية وشعبها فحسب، بل لدول الجوار".