شهد اليوم الثالث لمعرض "ديكوفر" للأثاث والديكور في جدة أمس هجوما ساخنا شنته مهندسات ديكور سعوديات على غالبية مقاولي المشاريع لسوء الإنجاز، فضلا عن محاولات حثيثة لتعزيز الصادرات المصرية من الأثاث للسعودية والتي تشكل 60% من الأثاث المصري المعد للتصدير. وفيما استقطبت لوحات ديكور متعددة التغيير مكونة من الماء والهواء والرمل اهتمام شريحة كبيرة من الزوار، شهد المعرض محاولات جادة لإعادة الروح لفن الأرابيسك بصبغة عصرية سعودية. وقالت المهندستان نوير آل زيد والهنوف أبا الخيل إن مهندسي التصميم الداخلي يواجهون صعوبات عديدة لسوء إنجاز الكثير من المشاريع وعدم اهتمام المقاولين بالجودة المطلوبة. وانتقدتا طغيان الصبغة التجارية على المواد الخام وأعمال السباكة وضعف الأساسات، الأمر الذي يعرقل أعمال مصممي الديكور. وأشارتا إلى أن المصممات السعوديات يجدن إقبالا وترحيبا في السوق السعودي في الوقت الراهن لأفكارهن وأطروحاتهن الجديدة، مضيفتين أن التقليد في أعمال التصميم الداخلي والديكور يجعل منازلنا ومؤسساتنا دون مستوى الطموح رغم الإنفاق المالي الكبير عليها. من جهته رفض المهندس المعماري محمد وقاص الآراء السابقة، وقال إن المصمم الداخلي عليه مسؤولية كبيرة في إيجاد حلول لسوء التنفيذ من جانب بعض المقاولين. وقال إن المسؤولية في سوء الإنجاز مشتركة بين المقاولين وصاحب المشروع والمهندس الاستشاري للمشروع أيضا، مشيرا إلى أن مشاريع التمليك التي يغلب عليها الصبغة التجارية هي التي تظهر فيها العيوب الإنشائية سريعا. وفي الإطار ذاته لفت المهندس بسام صالح مندورة إلى أن مشاكل المقاولين تتركز في ضعف الجودة وسوء توزيع الكهرباء وعدم انتظام الجدران، مشددا على دور مهندسى الديكور في المرحلة المقبلة لإنهاء حالة العشوائية التي تهيمن على بيوتنا بصورة واضحة من خلال الاهتمام بنوعية الفرش وتناسق الجدران مع الأسقف. وعلى صعيد آخر أكدت المهندسة أسمى الدباغ المدير التنفيذي لشركة ترابيز أن تجربتها في إعادة الروح لفن الأرابيسك القديم حظيت بإقبال كبير بعد أن قدمته بروح عصرية تواكب حياة الأسرة السعودية. وقالت إنها استخدمت في التجربة أنواعا مختلفة من الخشب والقماش، معربة عن سعادتها للإقبال الذي حظيت به التجربة في المعرض. وشهد المعرض تقديم لمسات ديكورية نمساوية للمرة الأولى من خلال لوحات توضع على الحائط أو المكاتب. ووفقا للمهندس يوسف عبد الجواد، المدير العام لمؤسسة تصاميم بيوتي، فإن هذه اللوحات صنعت يدويا من رمال الصحراء لتعطي عددا لا نهائيا من الرسومات المستوحاة من جمال الطبيعة من خلال لوحة واحدة. كما يمكن تحديد شكلها ولونها وحجمها مع التصميم المطلوب، ومن الممكن أن ينتهي رسم الشكل في فترة زمنية تتراوح بين الساعتين واليومين الكاملين. إلى ذلك قال المهندس هشام سامي، مدير خدمات التصدير بمجلس التصدير المصري للأثاث، إن السوق السعودي يستقطب 60% من جملة صادرات مصر من الأثاث لما يحظى به من قبول لدى السعوديين، فضلا عن سهولة إجراءات الشحن والتخليص لقرب المسافة بين البلدين. وأشار إلى أن المجلس سيسعى لرفع هذه النسبة إلى 70% في المرحلة المقبلة في ظل النمو الكبير بالسوق السعودي ورخص السعر، مقارنة بالأثاث الغربي، فضلا عن امتلاك مصر مهارات متميزة، سواء في تصنيع الأثاث المصري أو الموديلات الغربية بنفس الدرجة من الجودة. من جهتها قالت الرئيس التنفيذي لشركة ريد سنيدي للمعارض، هيا السنيدي، إن ديكوفر الذي دخل مرحلة النضج في عامه الرابع، لا يمكن النظر له على أنه مجرد مكان لاستضافة شركات الأثاث والديكور العالمية والمحلية فقط، وإنما باعتباره منصة رئيسية لتعزيز قيم الوعي والجمال والحد من العشوائية البصرية في منازلنا ومعارضنا وحياتنا بشكل عام. ولفتت إلى أن المعرض روعي فيه التجديد والتنوع هذا العام ليشكل نسيجا متكاملا بين صناعة الأثاث والديكور والإنشاء، مشيرة إلى أن وجود هذه العناصر تحت سقف واحد من شأنه أن يعزز التقارب ومعرفة التوجهات الحديثة في فنون البناء والتصميم الداخلي المرتبطين جذريا ببعضهما البعض.