"الفيلة لا يمكنها القفز" هي حقيقة علمية يعود سببها إلى أن عضلات الساق والكاحل لدى الفيل لا تتمتع بالمرونة الكافية للقفز، لذلك حتى لو وضعنا خططا وإستراتيجيات لتدريب الفيل على مهارة القفز فلن يحقق أي نجاح أو إنجاز، لأن هذه المهارة تفوق قدراته الفسيولوجية. هذا أيضا ينطبق على الإنسان عندما نقوم بتدريبه على مهارة تفوق قدراته فلن يتمكن من إحراز أي تقدم أو نجاح مما يسبب له مشكلات صحية ونفسية، وخير مثال على ذلك: الأطفال بعمر 6 أشهر لا يمكن تدريبهم على مهارة المشي لأنها تفوق قدراتهم الفسيولوجية وقد يتسبب ذلك التدريب بمشاكل صحية لهم، لذلك كل إنسان له سقف قدرات معين لا يمكن تجاوزه حتى لو كانت لديه رغبة في التعلم، ومن ذلك على سبيل المثال: إذا أردنا تعليم الطفل من ذوي الإعاقة العقلية مهارة القراءة نبدأ بوضع خطط تربوية فردية له وإستراتيجيات مناسبة لقدراته ومع التدريب المكثف سيتعلم الطفل هذه المهارة لكن سيتوقف هذا الإنجاز عند مرحلة القراءة التلقائية أو الناضجة فلا يستطيع الطفل تجاوز هذه المرحلة، لأن قدراته المعرفية لا تسمح بذلك، وقد يصاب الطفل بالإحباط والفشل بسبب عدم إتقانه لمهارة القراءة التلقائية. وأيضا الأفراد من ذوي الاحتياجات بشكل عام لديهم سقف معين من القدرات لا يمكنهم تجاوزه، لذلك يجب على أسر ذوي الاحتياجات الخاصة أن يجعلوا سقف التوقعات لأبنائهم معقولا ومنطقيا لكي نتجنب المشكلات النفسية مثل: الإحباط والفشل والقلق والتوتر.