«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التربية الخاصة لطفل متلازمة داون
نشر في عناية يوم 06 - 05 - 2011

يختلف أطفال متلازمة داون اختلافاً ملحوظاً عن الأطفال الطبيعيين في طبيعة نموهم الحسي والانفعالي حيث إنهم يعانون من تأخر عام في جميع القدرات العقلية والحسية والحركية واللغوية، وهذا الاختلاف يحتم على ...
الأسرة المبادرة والسعي للحصول على خدمة التدخل المبكر واختيار طرق التدريس الخاصة بهم والتي تساهم في دفع وتحفيز قدراتهم ، وتنمية مهاراتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع لا عالة على أسرهم وذويهم.
السمات الجسمية لأطفال متلازمة داون
يتم تشخيص طفل (متلازمة داون) مبكراً بعد الولادة مبنياً على ملامح وجهيه وسمات جسميه على الطفل ومن أهم الملامح والسمات ما يلي:-
-ارتخاء عام في عضلات الجسم والمفاصل وضعفها، وأحيانا تتحسن حالة الطفل كلما كبر ويكون وزن الطفل وطوله أقل من المعدل عند الولادة
-الحواجب متقاربة فوق الأنف، والعينان صغيرتان مائلتان نحو الأعلى، مع تشقق في الجفون
-الأذنان صغيرتان ومنخفضتان
-الأنف صغير والجسر الأنفي مسطحاً
- الفم صغير والشفتان عريضتان وجافتان وتجويف الفك السفلي أصغر قليلاً ، مما يجعل اللسان بارزاً وطويلاً ، وهذا سلوك يمكن إيقافه عن طريق تعليم الطفل ، وقد تبدو بعض التشققات باللسان
-صغر حجم الأسنان وتشوهها ، مما يؤدي إلى صعوبات في النطق
-صغر الأيادي وقصر الأصابع بالإضافة إلى وجود خط أفقي في راحة اليد
-الرقبة قصيرة والشعر ناعم
-معظم أطفال ( متلازمة داون ) قصار القامة.
-الرأس مستدير ، صغير الحجم ،وجبهته عريضة.
- خشونة وتجعد في البشرة مع نعومة الشعر وخفته


سمات أطفال متلازمة داون
أ/ السمات الاجتماعية والنفسية :
من أهم المظاهر الاجتماعية لدى الطفل الداون القصور في الكفاية الاجتماعية والعجز عن التكيف مع البيئة التي يعيش فيها . ويلاحظ على هذا الطفل ميله إلى مشاركة الأصغر منه سناً في أنشطتهم وألعابهم أو مخالطة من هم أكبر منه سناً .
- أحيانا يظهر على فئة منهم العزلة والانسحاب من الجماعة وتزداد هذه المظاهر سؤاً بسبب الاتجاهات السلبية للآخرين نحوهم.
- ردود أفعال هؤلاء الأطفال تكون أضعف من المعتاد وليس من السهل جذب إنتباهم وإستثارتهم .
- يتميز هؤلاء بحبهم للأنشطة وخاصة الموسيقى ، وقدرتهم الجيدة على تعلم الرقص وركوب الخيل , وهذا بدورة يساعدهم على تنمية توازنهم.
ب – السمات الصحية
المشكلة الرئيسة لهؤلاء الأطفال هي التأخر العقلي (وتختلف درجته من طفل لآخر) وبطْء النمو ( أي تأخر في التسنين ، والمشي ، والنطق ، والتحكم ، في عمليات الإخراج ، والتأخر (في النشاط الحركي ) وأحياناً يكون لهذا الطفل تشوهات خلقية في القلب 0 والطفل المصاب بمتلازمة داون أكثر عرضة للرشوحات والنزلات الصدرية من الطفل العادي .
ج – السمات العقلية
إذا عرفنا أن مستوى الذكاء للفرد العادي يترواح ما بين 90- 110 ، فإن ذكاء المصابين بمتلازمة داون يترواح ما بين 35-75 ( التخلف العقلي البسيط) وأحياناً إلى 80 ، وهذا يرجع إلى طبيعة الأسرة ومدي الاهتمام التربوي والنفسي والاجتماعي بالطفل وإلى دور المؤسسات المجتمعية تجاه هؤلاء الأطفال.
وأثبتت الدراسات الحديثة أن النشاطات والتفاعلات العقلية لبعض منهم لا تتجاوز الحد الأدنى المتعارف عليه بالنسبة للطفل العادي وإن بعضهم الآخر يعاني من تخلف بسيط أو متوسط وإن القلة القليلة فقط تعاني من التخلف العقلي إلى درجة كبيرة ، وهذا يعني أن الطفل المصاب (( بمتلازمة داون )) قادر على التعلم

دور الأسرة مع أطفال متلازمة داون
للأسرة تأثير كبير في رعاية الأطفال عامة ، والمصابين خاصة ، وتتفاوت الأسر في توفير هذه الرعاية ، فمنها من لا يتفهم وضع طفل متلازمة داون واحتياجاته وسماته وبهذا التصرف يحرم الطفل من ممارسة حياته الطبيعية وسط المحيط الأسري بين إخوته وأقرانه، فينعكس هذا التصرف بشكل سلبي على حياة الطفل التربوية والنفسية.
بينما يحيي طفل متلازمة داون حياة صحية في الأسر المتفهمة له بشكل خاص ولباقي إخوانه بشكل عام ، وهذه الأسر تهتم بتوفير المناخ الطبيعي المليء بالحب والتعاطف والتسامح ، ويؤثر هذا المناخ على الأبناء إيجابيا مما يسهل على طفل الداون أن يظهر بعض سماته كالمودة والتسامح.

نسبة الانتشار والإحصائيات

مع أن 75% من الأجنة التي لديها بمتلازمة داون (متلازمة كروموسوم 21 الثلاثي)تنتهي بإَجْهاِضْ تلقائي من دون أي تدخل طبي ،إلا انه يولد طفل لدية متلازمة داون لكل 800 ولادة لأطفال أحياء.كما أن 80% من الأطفال الذين لديهم متلازمة داون يولدون لأمهات أعمارهن لا تتجاوز 35 سنة، مع أن احتمال ولادة طفل متلازمة داون يزداد بزيادة عمر المرأة والسبب في ذلك راجع الى ان معظم المواليد( كانوا سليمين أو غير سليمين ) يولدون لأمهات أعمارهن اقل من 35 سنة!
وتشير الإحصاءات في المملكة العربية السعودية إلى أنه تحدث حالة متلازمة داون كل 544 ولادة طبيعية أي أنه يحدث بمعدل يومي من 2إلى ثلاثة أطفال متلازمة داون،
وعلى ذلك يمكن تقدير عدد الحالات ب 14.000 حالة، وتصل عدد الحالات في الوطن العربي إلى 250.000 حالة متلازمة داون. وفي بعض الدول الأخرى مثل بريطانيا وأمريكا ما بين كل 800 و1000 ولادة طبيعية تحدث ولادة حالة متلازمة داون.

دمج ذوي متلازمة داون في المدارس
تهدف عملية الدمج إلى توفير فرص متنوعة و متعددة لتلك الفئة للتفاعل مع أقرانهم العاديين في مواقف طبيعية، مما يؤدي إلى إكسابهم مهارات اجتماعية أساسية، كما يهدف إلى تحسين مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لهم مثل تحسين مفهوم الذات وتقدير الذات و تقليل نسبة المشكلات السلوكية، وتسعى عملية الدمج إلى تنمية القدرات و المهارات الحسية و الحركية من خلال حصص الأنشطة، و تعديل الاتجاهات السلبية عند الأطفال العاديين لتلك الفئة، و من ثم المجتمع نحو الإعاقة و المعاقين بصفة عامة وذوي متلازمة داون بصفة خاصة، وزيادة الوعي بتقبل الاختلافات و الفروق بين الأفراد، بالإضافة إلى مساندة الأهل و إرشادهم لأساليب تعاملهم الصحيح مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقد بدأت العديد من الدول العربية في مشروع الدمج مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين وسلطنة عمان والأردن.

لماذا نطالب بعملية الدمج؟
ليس هذا مطلباً فردياً بل هو مطلباً عالمياً؛ ودولاً كثيرة تطالب به. فإن جميع منظمات الأمم المتحدة الدولية والإقليمية والمحلية (كحقوق الإنسان؛ حركة الأباء والأمهات؛ حركة المعاقين؛ حركة العلماء والباحثين) هي أول المؤثرات التى أدت إلى ظهور حركة دمج المعاقين . كما أنه هناك مؤثرات أخرى أدت إلى نفس الطريق كالجهود العلمية والجهود التخصيصية. وهناك أسباب كثيرة أدت إلى ظهور مثل هذه المؤثرات منها:
فالجميع - المعاق وغير المعاق - قبل كل شيء هم أطفال أولا ويملكون حق دخول المدارس النظامية في مجتمعاتهم وذلك لمصلحتهم التطورية والادراكية والاجتماعية والنفسية
حتى ينمو الجميع في مجتمع واحد يتبادلون الخبرات من بعضهم البعض بغض النظر عن لون أو عقيدة أو مقدرة أو عدم مقدرة . فإنه من الإجحاف والأذى أن نطمس حياة وحقوق فئة من المجتمع بسب إعاقتهم
وقد أثبتت كثير من الدراسات أن دمج الأطفال المعاقين من ذوي متلازمة داون في المدارس النظامية هو النظام الأمثل في الوقت الحاضر؛ وأي تأخير في اتخاذ الرأي ليس في مصلحة أي مجتمع ومنها دراسات Peck et al 1988, Budgell 1986, Pieterse 2007, ، وهذا ما أكده مجلس التعاون الخليجي والتي عقدت بتاريخ 2-4 مارس 1998 .

العلاج الشامل للنطق واللغة لأطفال متلازمة داون
لكل طفل كيانه وتركيبته الخاصة والتي تختلف بين طفل و أخر.وتنطبق هذه الخصوصية على جميع الأطفال بما فيهم الأطفال ذوا الاحتياجات الخاصة وجميع المعاقين بشكل عام، ولكن هناك خواص ونقاط يتفق فيها معظم الأطفال ولا تختلف بين طفل و أخر إلا بأشياء طفيفة تسمح لنا بالتعميم.
وبما أن حديثنا يتركز حول النطق والمحادثة لتلك الفئة لذلك سوف نتطرق إلى الخصائص المشتركة بين أطفال ذوي الحاجات الخاصة في مجال النطق والمحادثة وسوف نضع خطة عامة لتدريب الأطفال في هذا المجال لاعتبارات العامّة في التواصل و التدريب على النطق
يستطيع الإنسان أن يتواصل مع الغير بعدة طرق قد يكون أهمها النطق والمحادثة الشفوية ولكن هناك طرق أخرى من التواصل قد تكون موازية للمخاطبة بالنطق فالشخص يستطيع أن يعبر عن شيء بنظرة من عينة أو بتغيير في علامات وجهة أو بشارة من يده كل هذه أساليب مختلفة للتواصل بين الأشخاص إضافة إلى أساليب الحديثة فالتواصل كالتخاطب باستعمال الوسائل الإلكترونية والكمبيوتر مما لاشك فيه أن الإنسان وخاصة الطفل يتفاعل أكثر عندما يجد من يفهمه ،وكلما زاد التواصل والفهم زاد تفاعل الطفل وزادت رغبته في تعلم المزيد واستطاع أن يكتسب مهارة جديدة تساعده على التفاعل الاجتماعي ومشاركة رفاقه في الأنشطة المختلفة.
ومع أن هناك مشاكل مشتركة وعامة في التخاطب والتحدث لدى الأطفال، إلا أن أطفال متلازمة داون ليس لديهم مشكلة خاصة بهم من هذه الناحية فما يعانون منه من ناحية التخاطب يعتبر من الأمور الشائعة لدى كثير من الأطفال بشكل عام.
فقدرة أطفال متلازمة داون على فهم ما يقال(لغة الفهم) أعلى من قدراتهم على التحدث والتعبير عن أنفسهم أو ما يريدون قوله (لغة التعبير) لذلك فمن الأمور المشهورة بين الأطباء أن لغة التعبير في معظم الأحيان أصعب من لغة الفهم لدي الكثير من أطفال ذوي الحاجات الخاصة.
وإذا نظرنا إلى لغة التعبير لوجدنا أن أطفال متلازمة داون يسهل عليهم اكتساب مفردات جديدة أكثر من استطاعتهم ربط هذه المفردات والكلمات لتكوين جملة صحيحة من ناحية القواعد، فقد يعاني البعض منهم من صعوبة ترتيب الكلمات في الجملة الواحدة وبشكل صحيح أو لديهم صعوبة في إخراج الكلمة أو النطق بالكلمة بشكل واضح أو عدم ووضوح النطق.
فبعض أطفال متلازمة داون لدية القدرة للتحدث مع الغير باستخدام جمل قصيرة ومحدودة المفردات(الكلمات) وقد يستطيع غيرهم ممن لديه متلازمة داون الحديث واستخدام جمل طويلة وبها مفردات متعددة، فهناك تفاوت في مقدرات أطفال متلازمة داون بينهم البعض، ومع ذلك فما يعاني منه أطفال متلازمة داون من صعوبات في التخاطب والتحدث يعاني منه الكثير من أطفال ذوي الحاجات الخاصة ،وهذا يعني أن المتخصصين في مجال علاج النطق يستطيعون استعمال خبراتهم وقدراتهم في علاج مشاكل التخاطب في الأمراض الأخرى وتنفيذها لمساعدة أطفال متلازمة داون.
ومع ذلك فيجب تصميم برامج العلاج بشكل فردي مبني على قدراته ومهارات الطفل اللغوية بعد التقييم الكامل له،ومن المهم إشراك الأسرة في برنامج العلاج فأسرة الطفل والمدرسة وأصدقاء الطفل ومن من يحتك به مباشرة يستطيع كلهم المشاركة لضمان نجاح البرنامج العلاجي.
ويستطيع أخصائي علاج النطق(التخاطب) تطوير لغة التواصل لدى الطفل للوصول أي مستوى كافي من القدرة على التخاطب والتواصل مع الغير.
وبما أن اللغة جزء من حياة الطفل اليومية فيجب أن تمارس هذه اللغة و تدعم وتعلم كجزء من الحياة اليومية كما هو الحال في تعلم الأكل والشرب واللبس
وخلال المرحلة الدراسة يجب أن يكون علاج التخاطب والنطق متعلّق بالمرحلة التعليمية للطفل و حاجاته في التواصل في للفصل وحاجات المواد التي تدرس له .

كما ينبغي أن يلبي علاج النطق عن الحاجات اليومية للطفل بخصوص أنشطة المجتمع ممن حوله وميول لطفل وعائلته من الناحية الدينية والثقافية وكما أن علاج النطق يكون خلال جلسات خاصة مع أخصائي التخاطب والنطق فانه ينتقل مع الطفل خارج هذه الجلسات في البيت والشارع كما أن مساعدة الطفل بالاحتكاك والاندماج واللعب مع الغير ينمي قدرات التخاطب والتحدث لذل يجب وضع برنامج يساعد الطفل في الاندماج في من حوله.
وباختلاف مراحل عمر الطفل من الطّفولة إلى البلوغ , قد يحتاج الطفل إلى علاج للنطق لأشياء كثيرة ومتنوّعة ,كما قد تحتاج الأسرة إلى المعلومات المستمرّة و الموارد و التوجيه للعمل مع الطفل في البيت و في مراحل النمو المختلفة , قد يحتاج الطفل إلى إعطائه برامج تدريبه في المنزل.
ما هو برنامج العلاج الشامل للنطق واللغة
برنامج مصمّم بشكل فرديّ ليلبي كلّ حاجات الطفل في مجال التواصل والتخاطب ،ودعنا نتفحص بعض الأشياء في برنامج علاج التواصل الشامل في مراحل العمر المختلفة.
1- أثناء الولادة إلى فترة كلمة واحدة
إن أهمّ تدخّل يحدث في هذا العمر يكون في البيت على إن يكون العلاج موجه إلى الوالدان في المقام الأول ففي كل جلسة يحضر الوالدان لمتابعة العلاج وليناقشا كل التدريبات التي يقوم بها مشرف العلاج. فيركز على برنامج التنشيط الحسّيّ إذا كان الطفل رضيع عن طريق القيام بأنشطة تعزز وتنمي المهارات السمعية والبصرية والحسيه إضافة إلى زيادة الاستكشاف الحسي ( عن طريق جعل الطفل يستكشف ماذا يحدث عند القيام بعمل ما ) والذاكرة .
سوف يكتسب الطفل ماذا يشبه صوت الجرس وعن فرق الملمس بين القطن والخشب عندما يلمسهما . انه من المهم متابعة سمع جميع الأطفال المصابين بمتلازمة داون , لزيادة حدوث التهاب الإذن الوسطى، ووجد أن الأطفال بدءوا بالمناغاة وإخراج الأصوات المختلفة بعد إجراء بعض التدريبات معه.
إن أطفال متلازمة داون بين الشهر الثامن إلى نهاية السنة الأولى من عمرهم لديهم قدرة جيدة للتعبير عن ما يريدون ،إما الأطفال الأكبر من هذا السن فأنهم يعانون ويكابدون ويجدون مشقة في أن يفهمهم الغير فتنتج لديه عقدة أو عقد عند التحدث.
لذلك من الضروري إيجاد طريقة مؤقتة للتخاطب حتى تنموا مراكز التواصل والتحدث في المراكز العصبية في المخ، ومن ثم تزداد مهارات وقدرات الطفل في التواصل والتخاطب مع الغير للتقليل من تأثير هذه المعاناة على الطفل في المستقبل ومع أن التخاطب والتحدث عن طريق النطق من أصعب الطرق في التواصل لدى أطفال متلازمة داون الا أن 95% من هؤلاء الأطفال يستخدمون المحادثة عن طريق النطق في المقام الأول لتواصل مع الغير.
لذا فان أطفال متلازمة داون يدربون على التواصل مع الغير بالمقام الأول عن طريق النطق وهذا لا يمنع من استخدام أساليب مؤقتة في التخاطب كالتخاطب الكامل (عن طريق استعمال الإشارة والنطق معا ) أو التواصل باستعمال لوحات التخاطب( لوح به رسومات معبرة عن بعض الكلمات)أو التواصل باستعمال الكمبيوتر أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى،الا أن يصل الطفل الا مرحلة التخاطب بالنطق ولقد أظهرت الأبحاث أن أطفال متلازمة داون يستغنون عن طريقة التخاطب بالإشارة تلقائيا عندما يكتسبون القدرة على نطق الكلمة المراده.
كلمة واحدة إلى ثلاثة فترات كلمة
بمجرّد أن يبدأ الطّفل استعمال كلمة واحدة (عن طريق النطق أو بالإشارة )يبدأ بخطة علاجية شاملة لتنمية لغة التخاطب من كل النواحي وقد يركز على تنمية المفردات اللغوية ( مهارات دلاليّة ) في كثير من الأنشطة الكلّية و الموضوعيّة , مثل استخدام المفردات المتعلقة بالطبخ عند إعداد طعام أو المفردات المتعلقة بالأشغال اليدوية والتلوين والعب والتمثيل و عند الخروج إلى الشارع والسوق والرّحلات ومع مرور الوقت نجد أن الطفل اكتسب كلمات ومفردات جديدة (وهذا ما يطلق عليه بنمو اللغة على المستوى الأفقي) كما يستهدف البرنامج العلاجي إلى زيادة عدد الكلمات المستخدمة في الجملة الواحدة تدريجيا هناك تعبيرات كثيرة يستطيع أن يتواصل بها الطفل مع الآخرين باستخدام جملة من كلمتين كجمل التملك(على سبيل المثال عبارة كتاب بابا أوماما), ومن ثمّ تضاف الجمل المكونة من ثلاث كلمات .
قد وجد أن اللوحة الماشية تقدم تلميحات وإرشادات بصرية وعضلية تستغل قدرات الطفل المصاب بمتلازمة داون , وتساعد الأطفال لزيادة طول الجمل التي ينطقونها( Kumin , 1995 ) اللوحة الماشية هي عادةً عبارة عن قطعة لوح مستطيلة بها دوائر منفصلة لإدخال البطاقات .يستخدم عدد معين من الدوائر مساوي لعدد الكلمات في الجملة المرغوب التدريب عليها ( على سبيل المثال , سوف نستعمل دائرتين " ارمي الكرة " ) . كما يمكن استخدام نفس المفهوم الذي يعتمد علية لوحة الماشية عن طريق وضع نقطة تحت كل كلمة مكتوبة في كتاب .
كما أن التدريب في هذه المرحلة يشمل تنمية مهارات التخاطب العملية والتي يستخدمها الطفل خلال اليوم كطلب الأشياء أو الرغبة في عمل شئ ما(على سبيل المثال،عطني ماء أو افتح الباب)وطريقة إعطاء التحية والسلام (ككلمة السلام عليكم و مرحبا و صباح الخير)إضافة إلى الكلمات والجمل الشائع المستخدمة وكذلك اللعب مع الرفاق يزيد قدرته على المحادثة مع والتواصل مع الآخرين مما يجعل له حضور سمعي، ويأتي دور الكمبيوتر وبرامجه والألعاب المناسبة لحالة الطفل ويوجد ألعاب شهيرة للتعامل مع تلك الحالات.
إن البنية التحتية لتطوير التخاطب في هذه الفترة من العمر يعتمد على مبدأ التكامل حسّيّ sensory Integration أي تّرجمة ما يسمعه الطفل إلى أفعال يقوم بها فمعظم أطفال متلازمة داون لديهم القدرة على الفهم ما يقال , و لديهم القدرة على التواصل والتخاطب باستعمال لغة الإشارة بشكل جيّد قبل أن يكونوا قادرين على التواصل والتخاطب بالنطق والتحدث،لذلك فان التكامل الحسي والتقوية عضلات الفم تدعم وتجهز وتزيد من استعداد الطفل للنطق خلال هذه المرحلة.
2- مرحلة ما قبل المدرسة
أن قدرات الطفل الصغير لاستيعاب ما يقال(لغة الاستيعاب أو الفهم) في العادة أعلى من مهارة النطق والتحدث(لغة التعبير) , ومع ذلك فإن علاج النطق يركز على اللغتين (الاستيعاب والتعبير) فمن ناحية لغة الاستيعاب يركز في مرحلة ما قبل الدراسة على زيادة الذّاكرة السّمعيّة وعلى تعليم الطفل اتّباع الأوامر والإرشادات, فهي مهارات مهمّة للأعوام الدّراسيّة المبكّرة، كما يركز على تطوير "المفاهيم" مثل الألوان, والأشكال و الاتّجاهات (فوق و تحت) و حروف الجرّ خلال أداء مهمات معينة وعند العبه ذا من ناحية لغة الاستيعاب والفهم، أما لغة التعبير فسوف تشمل لغة الدّلالة ,استعمال كلمات أطول(تطويل الكلمات) , كما يبدأ في التدريب على ترتيب الكلمات من ناحية النحو والضمائر التي تضاف في نهايات الكلمات، مثل التأنيث والتذكير والجمع أو الصّيغة الملكيّة، كما يمكن تنمية المهارات اللغة العمليّة،مثل طلب المساعدة, استعمال التحيّات المناسبة و الاستفهام عن شئ أو إجابة سؤال.
كما يمكن أداء أدوار مشتركة من الحياة العملية في البيت عن طريق أداء مشاهد تمثلية بين الطفل وأمة أو الطفل وصديقة مع عكس الأدوار، وكل هذه المشاهد الخيالية تنمي قدرات الطفل التعبيرية .
كما يمكن القيام بأنشطة عن طريق العب ،كتلبيس و خلع ملابس عروسه ,والقيام بأشغال يدوية لعمل كرت معايدة أو الطبخ كعمل كعكه أو تحضير عصير. ويمكن الاستفادة من الأنشطة التي ذكرنا في تنمية لغة الدلالة, والتركيبيّ , و مهارات التخاطب العملية والتي تستعمل للتواصل بين الأفراد بشكل يومي , على سبيل المثال ,أسال كمّ كعك سوف نحضر, ما هو لون اللّون الكعكة التي سوف نحضر,تركيز مفهوم اتباع الإرشادات لعمل الكعكة.وبما أن الكثير من أطفال متلازمة داون يستطيعون تعلّم القراءة بشكل جيد ,فأنه من الممكن استعمال أساسيات ومفاهيم الكتابة في تعلم وفهم أساسيات اللغة، وفي أثناء هذه المرحلة ويركز على مخارج الحروف والكلمات والأصوات الأخرى.فمن الممكن البدء بتمارين علاج مخارج الأصوات(Articulation therapy).ولكن من الواجب الاستمرار في تمارين الفم وتقوية العضلات التي تستخدم في الكلام وزيادة التوافق بين الفضلات المختلفة عند النطق. والهدف في النهاية هو الوضوح عند التحدث.
3- سنوات المدرسة الابتدائيّة
تنمو مهارة التواصل والمحادثة بشكل سريع خلال سنوات الدراسة الابتدائيّة.لذلك فمن الممكن أن يتعاون أخصائي النطق والمحادثة مع مدرس الفصل,فتصبح المواد المقررة في الفصل هي التي يركز عليها في تنمية مهارة التواصل والتحدث.فيستفاد منها في إعداد وتحفيز الطفل على التعلم وفي نفس الوقت في حل الصعوبات التي يواجهها الطفل في بعض المواد.ألا ترى أن هذا متفق مع ما يقوم به الطفل خلال اليوم؟ إن نجاح الطفل داخل الفصل يعزز من الثقة بالنفس وبالتالي يزيد من القدرة على التواصل.
ويصبح العمل في تطوير اللغة الاستيعابية اكثر تفصيلا (Miller, 1988 ) ,فتشمل اتّباع الإرشادات المتعددة الأوامر, المشابه للتوجيهات والإرشادات التي يتلقاها الطفل في سلّم المدرسة .أما من جهة اللغة التعبيرية فتشمل تمارين الفهم و القراءة و الأنشطة التجريبيّة, ومراجعة بعض الكلمات لتعزيز فهم الطفل لمعانيها.
كما يمكن أن يركّز علاج اللّغة التعبيرية على طرح مواضيع اعمق من ناحية المفردات المتشابه و المختلف من ناحية الشكل و النحو .كما يمكن تطوير لغة الاستيعاب لتشمل زيادة طول الكلمة المستعملة في التحدث .والاستمرار في استعمال اللوحة الماشية , وعمل البروفات المتكررة والسّيناريوهات للأجل تطويل الكلمة المستعملة .
ويستهدف العلاج في هذه المرحلة مهارات التحدث مع التركيز على وضوح النطق والتحدث بكلام مفهوم(Swif & Rosin, 1990 ).ومن المهم القيام بتحليل للتوصل لمعرفة مناطق القوة والضعف في حركات الفم لتحديد ما يحتاجه الطفل, فعلى سبيل المثال , هل لدى الطفل ضعف أو ارتخاء في العضلات المحيطة بالفم ? هل لدية صعوبة في التّوافق العضليّ ?هل لدية صعوبة التخطيط لأداء الحركات العضلية (Motor Planning ) ? هل للصوت وطلاقته تّأثير على وضوح الكلام? تعطى هذه النقاط الأولوية في العلاج بشكل فردي إذا كان لها تأثير على قدرة الطفل في التواصل.
وطريقة أخرى في تعلم النطق والمحادثة هي تعلم اللغة بشكل متكامل ومترابط ويسمى اللغة الكليّة ،فتعلم القراءة , والكتابة والفهم والتخاطب كلها مع بعضها البعض فالتعليم الكلي لا يعلم على شكل وحدات لفويه منفصلة كالتركيز على الجمع وحالات الفعل،ولكن تدرس كقطع كبيره مبنية على استعمال خبرات الحواس المختلفة لتعليم وفهم المبادئ ويعتمد التعلم بهذه الطريقة على كتب تحتوي على مواضيع تعلم جميع المهارات اللغوية مع بعض فمثلا كتاب عن الطقس قد يعلم الطفل طريقه قراءه النشرة الجوية،كيف بناء محطة رصد جوي ،أو رسم صور أو اخذ صور فوتوغرافية للأجواء مختلفة من الطقس.
ويوجد طريقه لتنميه اللغة والتخاطب وتركز على اللغة العملية(pragmtics)،تسمى الاتصال غي السياق وهي في العادة تستعمل في الفصول الدراسية التي يوجد بها معامل ليتفاعل فيها جميع المشاركين في الدرس(الطفل،المدرس،بقيه الأطفال) في أوضاع وحالات مختلفة . قد يعمل العلاج على شكل سّيناريوهات و قد يساعد الطفل بطلب منه تعبيه الفراغات كمثال ليساعده ليتعلم ويتواصل بشكل جيد مع ناس معينين او اوظاع وحالات معينه .
الجهود المبذولة والواقع العربي
والآن توجد دلائل واضحة على أن معظم الدول العربية مازال متأخراً كثيراً، ولا توجد مؤسسات ومراكز متخصصة لمتلازمة داون، كما أن افتقار هذه المؤسسات إلى أهم أساسيات التأهيل المطلوب مثل عدم وجود مناهج عربية متخصصة وطرائق تدريس، عدم توفر الكفاءات البشرية المؤهلة في التربية الخاصة والتربية النفسية، وندرة في المطبوعات العربية في هذا المجال، ذلك كله أدى إلى التأخر.
وهناك جهوداً تبذل على مستويات فردية ومؤسسية إلا أنها قاصرة أداء دورها كما هو في المجتمعات الأجنبية الأخرى، واللافت للنظر أن هناك ازدواجية في بعض الدول العربية لهذه الجهود المتواضعة. إن هناك إجماعاً بضرورة تكاتف هذه المؤسسات الخيرية على مستوى العالم، الأمر الذي أدى حديثاً إلى إنشاء الاتحاد الدولي لمتلازمة داون FIDS، والذي يمثل دول العالم من خلال نقاط اتصال إقليمية.
ولغياب الدول العربية رشحت إسرائيل بتمثيل الشرق الأوسط والدول العربية واأسفاه إلا أننا لم نترك ذلك وبادرنا في اجتماعنا الذي عقد في إيطاليا في أوكثر في 1996م بالمشاركة،
وتم انتخابنا بالإجماع من قبل أعضاء المجلس التأسيسي والمكون من أمريكا الشمالية وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. ونعتزم- إن شاء الله- بالمساهمة الفعالة في هذا الاتحاد الذي سيكون له إسهامات كبيرة جداً في متلازمة داون. وإننا بدورنا كأحد المهتمين بشكل حيوي بهذه الإعاقة ندعو الأسر والمهنيين والمهتمين في متلازمة داون إلى بدء الحوار وتبادل المعلومات حول مضافرة الجهود العربية وتوحيدها ليمكن استغلالها استغلالاً أمثل، وذلك من خلال إيجاد مجلس عربي خيري يضطلع بهذا العمل النبيل، الذي يمس ما يقارب 350.000 حالة متلازمة داون عربية.

* استاذ مساعد في كلية التربية الخاصة بجامعة الملك عبدالعزيز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.