إنها ذكرى يوم من أيام المجد السعودي، وهي من أغلى ذكريات السعوديين. إنها ذكرى مبايعة الشعب السعودي لمليكهم سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وأطال في عمره ذخرا للوطن المزدهر في حاضره، والتواق لمستقبله الواعد بشبابه وشاباته. إنها 5 سنوات من العطاء والبناء والتخطيط الفاعل للحاضر من أجل المستقبل، وما رئاستنا لقمة العشرين، واكتتاب أرامكو -كأقرب حدثين عشناهما- إلا دليل على الازدهار التنموي والاقتصادي الذي عكس قوة ومتانة ومكانة سعوديتنا في العالم، ومدى تأثيرنا كذلك، إذ نعيش هذا النماء وهذا التطور الكبير في الوقت الذي نسمع عن توالي الاحتجاجات في بلاد مجاورة، ليس بسبب الفقر والغلاء المعيشي فقط هم يتظاهرون، بل ضد الفاشلين في بناء أوطانهم وتطويرها وتنميتها. لقد أكد خادم الحرمين الشريفين حرصه على المضي قُدما في المشاريع التنموية، وخلق مجالات اقتصادية جديدة، وهو دليل على عزم الدولة الراسخ في تحقيق أهدافها بتنويع قاعدة الاقتصاد، واستثمار المتغيرات الاقتصادية لبناء مكتسبات وطنية جديدة، سيكون المواطن فيها الهدف والرافد. إذن، فلنتأمل حجم العطاء والعمل الذي بذله ويبذله خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين -حفظهما الله- في الرقي بوطننا العظيم في وحدته، لندرك كم هو غال وطننا علينا. ولنتأمل كذلك كيف اصطففنا لحماية مقدراته ومنجزاته صفا واحدا، في مواجهة كثير من التحديات والأزمات، وتجاوزناها ونحن أكثر قوة ودهاء وصلابة. إن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه وأيده- أكد للعالم أجمع خلال مغادرته مجلس الشورى، فخرنا بخدمة وعمارة أطهر المقدسات الإسلامية، وتمنياتنا بالتوفيق والخير والأمن لكل البلاد العربية والإسلامية ودول العالم أجمع، وتلك هي وسطيتنا وذلك هو نهجنا في هذه البلاد المباركة منذ فجر التأسيس، وحتى شمس رؤيتنا السعودية 2030. تلك الرؤية التي دعم مليكنا سلمان بن عبدالعزيز، شبابها وشاباتها، وافتخر بهم بقدر ما نفتخر بماضينا المجيد وبحاضرنا المتجدد بعزائم أولئك الماضين إلى المستقبل بإباء وثقة من الشباب والشابات. ونحن في جامعة جازان، نفخر بانتساب عشرات الآلاف من شباب وشابات الوطن إليها، فهم من أكسبوا وحققوا النجاح للجامعة، ومنحوها كثيرا من نقاط التميز في تنمية المنطقة، وبناء إنسانها وخدمة مجتمعها، وسيكون النظام الجديد للجامعات نقطة تحول تاريخية في انطلاق الجامعات السعودية لأداء دور جديد وفاعل، يتواكب ورؤية الوطن 2030. وأسأل الله -العليّ القدير- العون والتوفيق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يحفظه وسمو ولي العهد الأمين، وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والازدهار.