بينما تأخر جني محصول 90% من الرطب في الحيازات الزراعية بواحة الأحساء أسبوعين عن الموعد المعتاد، يستقبل سوق التمور المركزي بالمدينةالمنورة هذه الأيام طلائع الرطب والتمور، حيث تتراوح الأسعار لرطب الروثانة بين 15-25 للصندوق. انخفاض درجات الحرارة عزا مدير مدينة الملك عبدالله العالمية للتمور «كاكد» التابعة لأمانة الأحساء المهندس محمد السماعيل ل«الوطن»، أمس، أسباب تأخر جني (خراف) محصول 90% من الرطب في الحيازات الزراعية بالأحساء أسبوعين عن الموعد المعتاد، إلى انخفاض درجات الحرارة خلال أيام شهر مايو الماضي مقارنة بالمواسم الماضية، الذي عادة يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، بالإضافة إلى استمرار الغيوم المتفرقة فوق بعض مواقع الواحة الزراعية (وهي حالة جوية نادرة الحدوث في هذا التوقيت تحديداً)، والتي بدورها أسهمت في تأخر النضوج، الأمر الذي يسهم في تقلص موسم الرطب من 3 أشهر إلى شهرين فقط كحد أقصى، ليبدأ بعدها موسم جني «صرام» التمور في 15 أغسطس المقبل. 6 آلاف طن أبان السماعيل ل«الوطن»، أمس، أن الموعد الطبيعي لجني محصول الرطب في الأحساء في العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي، موضحا أن الأرقام الإحصائية لحجم محصول الرطب في الأحساء يقدر ب6 آلاف طن سنوياً لمختلف الأصناف، ويفترض أن إجمالي الكمية المفترض جنيها خلال الأسبوعين الماضيين (فترة التأخر) 100 طن من الرطب «البشرى»، بينما إجمالي الكمية الفعلية التي جرى جنيها حتى يوم أمس لا تتجاوز 10 أطنان فقط. وأبان أن واحة الأحساء تشهد حالياً ارتفاعاً في درجات الحرارة، وهذا يساعد على نضوج الرطب مبكراً، وفي حال استمرار الحرارة مع عدم وجود رطوبة، سيسهم ذلك في جني مختلف الأصناف في أوقات زمنية متقاربة. تمور المدينة يستقبل سوق التمور المركزي بالمدينةالمنورة هذه الأيام طلائع الرطب والتمور، من المناطق المجاورة للمدينة كوادي الصفراء والبوير والجديدة والفرع، أما مزارع المدينة الداخلية فستبدأ غلتها بمشيئة الله في الأيام القليلة القادمة. وأوضح المزارع رضاء عسيلان، أن الرطب القادم من خارج المنطقة دائما يأتي من المناطق المجاورة المكشوفة الحارة وبكميات قليلة لا تفي بالطلب لذا الكثير يستغل رطب إنتاج العام الماضي المبرد، مبينا أن النخلة تستغرق منذ التلقيح حتى بداية الجني نحو خمسة أشهر وهذا يعتمد على مدى تعرضها للشمس وحلاوة الماء في الأرض المزروعة فيها، لافتا إلى أن المتبع في عرف المزارعين أنه في نهاية «الجوزاء» يستعد المزارعون لجني الرطب وأول ما يجنى في النخيل في مزارع المدينة «لونة مساعد» تليها الحلية ومن ثم الربيعة والروثانة وباقي النخيل. طلائع الرطب أبان تاجر التمور بالسوق المركزي إبراهيم الردادي، أن طلائع الرطب تأتي من مناطق المدينة الحارة بصورة ضيقة في بداية الموسم، مشيراً إلى أن الأسعار في بداية الموسم للرطب «الربيعة ولونة مساعد» تتراوح ما بين 40 و50 للصندوق وفي منتصف الموسم ومع وفرة العرض تتراوح الأسعار لرطب الروثانة 15 و25 للصندوق، ولرطب الربيعة 8 و18 للصندوق. وأرجع الردادي ضعف الطلب على الرطب هذه الأيام بسبب أجواء العيد وانشغال الناس بمستلزمات العيد والسفر وقلة العرض، مبينا أن السوق سيستقبل الكميات الكبيرة، بمشيئة الله، في 20 من الشهر الجاري وتستمر لمدة 25 يوما مع الأخذ بالاعتبار الأجواء وشدة الحرارة، مشيراً إلى أنه ومع وفرة العرض تستفيد المناطق المجاورة لمنطقة المدينةالمنورة كمناطق مكةالمكرمة والقصيم والرياض والمدن الأخرى من الرطب ويرتفع معيار البيع ويستفيد المُزارع. مربعانية القيظ أكد المختص في شؤون الطقس الدكتور خالد الزعاق أن درجات الحرارة سترتفع لمعدلات صيفية على جل مناطق السعودية وتعتبر هذه مقدمات لدخول مربعانية القيظ. وأضاف أن شهري ذا القعدة وذا الحجة يشهدان شدة القيظ والذي يسميه العامة ب(جمرة القيظ)، موضحا أن مربعانية القيظ والتي بدأت طلائعها منذ مطلع شوال وتستمر أربعين يوما تتميز بارتفاع درجات الحرارة على بعض مناطق المملكة مما يسهم في إنتاج طلائع التمور والرطب وخاصة في مزارع الأحساء والقطيف وأجزاء من منطقة المدينةالمنورة.