على غير عادته في كل عام، جاء موسم جني التمور في المدينةالمنورة باكراً، وهو ما يعرف محلياً باسم «الجداد» وفاجأ عدداً كبيراً من المزارعين الذين سارعوا بتجهيز أدوات ومتطلبات الحصاد. وعزا رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الزراعية بمنطقة المدينةالمنورة المهندس حمود الحربي خلال حديثه إلى «الحياة» نضوج الرطب الباكر لشدة الحرارة هذا العام، الأمر الذي قاد إلى تكدس المحصول في أسواق منطقة المدينةالمنورة التي تنتج نحو 20 ألف طن سنوياً من التمور. وأوضح عدد من أصحاب مزارع النخيل أن موسم الحصاد جاء باكراً للمرة الأولى منذ عشرات السنين، إذ سبق موعده الأصلي بنحو شهر تقريباً، غير أن شدة الحرارة أسهمت في النضج الباكر للرطب بمختلف أنواعه من الروثانة، الربيعة، ولونة مساعد، وأسهم ذلك في خفض غير مسبوق لأسعار الرطب وهو ما لم يشهده هذا الوقت من العام منذ سنوات طويلة، إذ حقق كرتون رطب الربيعة مبلغ ريالين، ووصل الروثانة إلى خمسة ريالات، فيما كان سعره في أقل من شهر 120 ريالاً. العديد من المزارعين الذين التقتهم «الحياة» أبدوا استغراباً من تقدم موسم «الجداد» على غير العادة وهو المرحلة النهائية لجني الرطب، إذ يبين المزارع سالم الحربي أنه فوجئ بثمار نخيل مزرعته نضجت وحان قطافها قبل الموعد، وقال «الروثانة حان وقت جداده لنضوج الرطب به بالكامل إضافة إلى قلة ما تبقى من رطب في قنو النخلة»، مبيناً أن الوضع الحالي من سرعة البدء في «الجداد» لم يمر عليه منذ 30 عاماً. بينما بين المزارع سلامه الردادي أأنه استغرب من بدء «الجداد» في بعض المزارع في الوقت الذي لا تزال مزرعته في بدء جني الثمار والبعض ما زال «بلحاً» ولم ينضج. المزارع مرشود الجهني قال إن شدة الحرارة هذا العام أسهمت وبشكل كبير في نضوج الرطب وتحول بعضه إلى تمر، وهو ما عجل هذا العام ببدء الجداد لبعض أنواع الرطب مثل الروثانة والربيعة ولونة مساعد، مشيراً إلى أن بعض انواع الرطب لم يتم جنيه لعدم نضوجه في بعض المناطق كالحلوة والبرحي، بينما تم جنيه في مناطق أخرى.