ذكرت تقارير صحفية أن السعودي سعيد علي الشهري،السجين السابق في معتقل جوانتانامو، هو الآن نائب زعيم تنظيم "القاعدة في اليمن" ويُشتبه بضلوعه بالتفجيرات الانتحارية التي استهدفت السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي. ووفقا لما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر اليوم الجمعة تحقيقا لمراسلها في العاصمة اللبنانية بيروت، جاء فيه أنه تم الكشف عن المكانة التي يتبوأها الشهري حاليا في تنظيم القاعدة. وقد أشارت الصحيفة إلى بيان نشره التنظيم مؤخرا على شبكة الإنترنت وتحدث فيه عن تعيين الشهري في موقعه الجديد، الأمر الذي أكده للصحيفة مسؤول أمريكي يعمل في مجال مكافحة الإرهاب. وجاء في بيان تنظيم "القاعدة في اليمن" أن نائب زعيمها الجديد هو أبو سيَّاف الشهري، السجين السابق في معسكر جوانتانامو، والذي أُفرج عنه عام 2007 وعاد إلى موطنه الأصلي السعودية، ومن ثم سافر إلى اليمن "منذ أكثر من عشرة أشهر". وأبو سيَّاف هو الاسم الحركي للشهري، وهو من الألقاب التي يستخدمها الجهاديون عادة كبديل للاسم الأول للشخص المنتمي إلى تنظيماتهم. وقال المسؤول الأمريكي، الذي رفض الكشف عن اسمه بحجة أنه يناقش موضوعا ينضوي على تحليل استخباراتي: "هما (أي الشهري ونائب زعيم فرع تنظيم "القاعدة في اليمن" شخص واحد وهما الرجل ذاته الذي أُعيد إلى السعودية في عام 2007، لكن تحركاته في اليمن تظل غير واضحة." وكان الشهري، قبل أن يتكشَّف أمر عودته إلى صفوف تنظيم "القاعدة في اليمن"، يخضع لبرنامج تأهيل في مركز مخصَّص للجهاديين السابقين في السعودية. وقد أكَّد مسؤول أمني سعودي، رفض الكشف عن هويته، أن الشهري كان قد اختفى من منزله في المملكة العام الماضي، وذلك في أعقاب الانتهاء من برنامج إعادة التأهيل الذي كان يخضع له. كما تنقل الصحيفة عن أحد الصحفيين السعوديين قوله إنه أجرى عدة لقاءات مع زعماء وقادة تنظيم "القاعدة في اليمن"، ومن ضمنهم الشهري نفسه الذي وصف له تفاصيل رحلته من المعتقل الأمريكي في كوبا إلى اليمن، وهو الموطن الأصلي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال الصحفي السعودي إن الشهري كشف له أن رقم اعتقاله في جوانتانامو كان 372، الأمر الذي تؤكده وثائق البنتاجون. من جانبها، نقلت وكالة الأسوشييتد برس للأنباء عن بيان تنظيم "القاعدة في اليمن" قوله: "إن سعيد علي الشهري هو الاسم الحقيقي للنائب الجديد للتنظيم، إلا أن اسمه الحركي هو "أبو سفيان الأزدي الشهري". وقال البيان إن الشهري حضر مؤخرا اجتماعا لقادة "القاعدة في اليمن"، وأجرى زعيم التنظيم خلاله لقاء إعلاميا مع أحد الصحفيين المحليين. مضاعفات محتملة من جهة أخرى، نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين وخبراء قولهم إن انكشاف أمر الشهري يؤكد على المضاعفات المحتملة التي ينضوي عليها تنفيذ القرار الذي أصدره يوم أمس الخميس الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما والقاضي بإغلاق معتقل جوانتانامو وكافة السجون السريَّة الأخرى التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه). فقد جاء هذا التطور في الوقت الذي يوجِّه فيه الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدة انتقادات لخطط الديمقراطيين القاضية بإغلاق معتقل جوانتانامو في غضون عام. إلا أن بعض المراقبين يشيرون إلى أن ظهور تقارير تقول إنَّ من شأن عودة الشهري إلى الانخراط في صفوف القاعدة أن تساعد في الوقت ذاته إدارة أوباما على تفسير الحاجة إلى التحرك البطيء والحذر بشأن إغلاق جوانتانامو، إذ أن البيت الأبيض يحتاج إلى مثل هذا الوقت لإعداد خطة متكاملة للتعامل مع مضاعفات وانعكاسات مثل هكذا قرار. استخلاص الدروس وفي هذا الإطار يعود المسؤول الأمريكي للتأكيد على أن "الدرس المُستخلّص هنا هو: "أي كانت الجهة التي تستقبل معتقلين سابقين في جوانتانامو، فهي ستحتاج إلى مراقبتهم بشكل لصيق ودائم." وتشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من تأكيدات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن العشرات من معتقلي جوانتانامو السابقين قد "عادوا إلى القتال"، يظلُّ من الصعب توثيق مثل تلك المزاعم والادِّعاءات التي تُقابَل بالكثير من الشك والريبة. وتنقل نيويورك تايمز عن خبراء بشؤون الإرهاب قولهم إنهم يعتقدون أن القليل من نزلاء جوانتانامو السابقين، إن كان هناك بالأصل أي منهم، قد أصبحوا قادة لمنظمة إرهابية رئيسية مثل "القاعدة في اليمن"، والتي يقول الخبراء إن معظم أعضائها هم من اليمنيين، وإن جرى تطعيمهم ودعمهم بعناصر أجنبية.