كشف تسجيل مصور جديد ل"القاعدة" في اليمن تبوأ سعوديين مناصب قيادية في التنظيم، رغم خضوعهما لبرنامج "المناصحة" بعد خروجهما من معتقل غوانتانامو. وبثت قناة العربية السبت 24-1-2009 تسجيلا مصورا تحدث فيه زعيم تنظيم القاعدة باليمن ناصر عبد الكريم الوحيشي المكنى أبو بصير. والتسجيل الذي تصل مدته إلى عشرين دقيقة يظهر -إضافة إلى الوحيشي- 3 من قياديي التنظيم من الجنسيتين اليمنية والسعودية. ويعد الوحيشي، أحد أعضاء القاعدة ال23 الذين فروا من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير/شباط 2006، أبرز المطلوبين للأجهزة الأمنية اليمنية، بتهمة تشكيل تنظيم مسلح والتخطيط لتفجير منشآت نفطية في اليمن. واللافت في التسجيل أن اثنين من قادة التنظيم سعوديان كانا معتقلين في معسكر خليج غوانتانامو، قبل أن يفرج عنهما ويخضعا لبرنامج المناصحة الذي دشنته السعودية للتائبين من عناصر القاعدة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هذا الشهر إن 61 معتقلا سابقا من سجن خليج غوانتانامو بكوبا عادوا فيما يبدو إلى القتال مع المتشددين منذ الإفراج عنهم. وكان السعودي سعيد علي الشهري, الذي خرج من غوانتانامو عام 2007, اختفى من منزله في السعودية العام الماضي، بعد إنهاء برنامج المناصحة. وظهر في التسجيل كنائب زعيم الفرع اليمني لتنظيم "القاعدة". وقال الشهري الذي تم تعريفه بأنه السجين رقم 372 في شريط الفيديو إن السجن جعلهم أكثر تصميما في اعتقادهم، وإن الله أنعم عليهم بالهجرة إلى أرض الجهاد باليمن. كما ظهر في شريط الفيديو أيضا السعودي محمد العوفي الذي قال إنه كان السجين رقم 333 في غوانتانامو، وإنه الآن قائد ميداني للتنظيم. واعتبر محللون أن من شأن التسجيل الجديد إضفاء تعقيدات محتملة على تنفيذ المرسوم الذي وقعه الرئيس الأميركي باراك أوباما لإقفال غوانتانامو خلال عام. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الشهري مشتبه الآن بتورطه في تفجير السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي. وتأتي هذا التطورات مع الانتقادات التي يوجهها المشرعون الجمهوريون لخطة إغلاق معتقل غوانتانامو بغياب أية إجراءات للتعامل مع المعتقلين الحاليين, ولكنه في الوقت نفسه يفسر لماذا تريد الإدارة الجديدة التحرك بحذر, وأخذ الوقت الكافي للتوصل إلى خطة للتعامل مع التعقيدات. اليمن بانتظار عودة 94 سجينا من غوانتانامو وفي سياق متصل، قال اليمن السبت إنه يتوقع عودة 94 يمنيا في وقت قريب من السجناء المحتجزين بغوانتانامو، وتعهد بالعمل من أجل التأكد من عدم عودتهم إلى صفوف المتشددين الإسلاميين. وقال صالح إنه من المتوقع أن تفرج الولاياتالمتحدة -خلال نحو ثلاثة أشهر- عن 94 يمنيا سيخضعون لعملية إعادة تأهيل لتخلصيهم من التطرف. وقال -في كلمة أمام مسؤولين من الجيش والأمن- إن أجهزة الأمن تلقت تعليمات بإعداد مركز لتأهيلهم دراسيا وصحيا في منشآت مناسبة ومساكن، حتى يمكن لعائلاتهم أن تقيم معهم. وقال مسؤول حكومي إن كلمة صالح استندت إلى اتصالات مع مسؤولين أمريكيين، قبل تولي الرئيس باراك أوباما السلطة، لكن اليمن يتوقع أن تمضي عملية الإفراج قدما في رئاسة أوباما، الذي أمر بإغلاق سجن غوانتانامو خلال عام. وانضم اليمن إلى الحرب التي تتزعمها الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول على مدن أميركية في عام 2001. وسجن اليمن عشرات المتشددين فيما يتعلق بتفجير أهداف غربية واشتباكات مع السلطات، لكنه مازال ينظر إليه في الغرب على أنه ملاذ للمتشددين الإسلاميين.