الوكاد- اتهم تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، "الجزائر بالحد من الحريات الدينية، والتضييق على غير المسلمين في التبشير بدينهم (الوافد)، وممارسة شعائرهم" !، وسحب التقرير هذه التهمة على دول عربية وإسلامية أخرى، هي الأردن ومصر وإيران. وبالمقابل وقفت الإدارة الأمريكية في طريق مشروع تستعد منظمة المؤتمر الإسلامي تبنيه، يتمحور حول تجريم تشويه الأديان، بعد الإساءة لشخص الرسول الكريم محمد-صلى الله عليه وسلم- في عديد من وسائل الإعلام الغربية. وقد كان رد الفعل مستنكرا للتقرير وما جاء فيه ، ففي مصر قالت صحيفة المصري اليوم امس ان التقرير استفزازي ومما جاء فيه، إن "الحكومات عادة ما تسعى إلى حماية معتقدات وإيديولوجية وعادات الدين الغالب في بلدانها على حساب إيديولوجيات وعادات وتقاليد الأقليات"، في إشارة إلى الإجراءات والتدابير القانونية التي شرعتها حكومات هذه الدول، للحد من فوضى التبشير وممارسة الشعائر الدينية، التي تفشت بشكل غير مسبوق في الدول العربية والإسلامية، وخاصة الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية. وقال جون هانفورد، وهو أحد المشرفين على إنجاز هذا التقرير، الذي يتناول الفترة الممتدة بين شهر جويلية 2007 وجويلية 2008، إن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع، ساهمت في "التضييق على حق الأفراد في التبشير بدينهم وعلى حقهم في التحول إلى دين آخر"!. كما انتقد التقرير الحكومة الأردنية، واتهمها بالتضييق على الأفراد والمنظمات ذات التوجه الديني، على خلفية اعتبار قوانينها، التحول من الإسلام إلى المسيحية ردة وتعاقب من فعل ذلك بإلغاء زواجه وتعلنه بلا هوية دينية"، في حين اعتبر ذات التقرير، التدابير التي أقدمت عليها الحكومة المصرية، بأنها "أسهمت في تراجع احترام الحكومة للحريات الدينية"، مقابل بعض التقدم على مستوى المملكة العربية السعودية وإيران. واستغلت كاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، كوندوليزا رايس، صدور هذا التقرير، لتؤكد ما أسمته "نشر الحريات الدينية ورفض أي أعمال تشكل هجوما على التقاليد الدينية في العالم". وفي خطوة استفزازية لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين، أعلنت رايس رفضها سعي منظمة المؤتمر الإسلامي إلى تبني المجتمع الدولي قرارات تجرّم تشويه الأديان بعد نشر وسائل إعلام غربية، رسوما مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وانتقدت المسئولة الأمريكية مشروع منظمة المؤتمر الإسلامي، واعتبرته في غير محله لأنه يمس بحرية التعبير، وقالت إنه "بدلا من حماية حرية التدين وتشجيع التسامح، فإن مثل هذه المحاولات تسعى إلى التضييق على حرية التعبير وإلى تقويض المعايير العالمية لحرية التدين"!. وفي الجزائر نسبت صحيفة الشروق اليومي امس رفض رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشيخ عبد الرحمان شيبان، ما جاء في التقرير الأخير الصادر عن كتابة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، وقال شيبان، في تصريح ل "الشروق اليومي" عبر الهاتف، إن "سجل الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال حقوق الإنسان، لا يؤهلها للحكم على دول أخرى في ذات المجال". وأشار شيبان بهذا الخصوص، إلى الجرائم التي ترتكبها الجيوش الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق، وغيرها من الدول، الأمر الذي يجعلها في مؤخرة من يعطي العالم دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان والأقليات، مشددا على أن الدين الحنيف، أحسن من كفل لغير المسلمين من اليهود والنصارى، حرية معتقدهم وحماية أملاكهم. وقال إن أيدي الأمريكيين ملطخة بدماء الأبرياء في مختلف أصقاع العالم، و"من العار أن تسمح هذه الدولة لنفسها بالحديث عن حقوق الإنسان وعن الحريات الدينية والعقدية". وأضاف رئيس جمعية العلماء المسلمين أن الجزائر تعيش ما يمكن وصفه ب "حرب صليبية " جديدة، جسدتها حملة التنصير المنظمة، التي تشرف عليها أكبر المحافل الكنسية في العالم، مشيرا إلى أنه حري بالأمريكيين وبكتابة الدولة، باعتبارها صاحبة التقرير، الانتباه لنفسها، كون الكنيسة الإنجيلية والبروتستانتية، التي يرعاها صقور البيت البيض، هي من تقف وراء التبشير في الجزائر، وفي كثير من بلدان العالم الإسلامي.