الدمام – سحر أبوشاهين شروط تعجيزية تمنع تجسير 30 ألف ممرض وممرضة.. وخرِّيجو التجسير غير مؤهلين ويدرسون نظرياً فقط. د. صباح أبو زنادة أكدت رئيس المجلس العلمي للتمريض في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وعضو المجلس العالمي للتمريض للتشريعات الدكتورة صباح أبوزنادة، أن كل عمداء كليات التمريض في المملكة أطباء وليسوا متخصصين في مجال التمريض، وهذا ما يجعل قراراتهم خاطئة وتعود بالسلب على تطور مستوى الخدمات التمريضية في المملكة، المسؤولة عن 80% من مجمل الخدمات المقدمة في القطاع الصحي. وحذرت من قرار اعتزام كليات التمريض بدء الدراسة في تخصص بكالوريوس التمريض المتخصص كالقبالة والجراحة التمريضية بدلاً من دراسة التمريض العام خمس سنوات يتم التخصص بعد إنهائها. وتتساءل الدكتورة أبوزنادة عن سبب افتتاح هذه البرامج التي أوقفت في أوروبا بعد أن ثبت فشلها، حيث تبرز سلبياتها في أن دراسة التمريض لتخصص معين قبل إنهاء التمريض العام يقلص عدد كوادر التمريض القادرة على العمل في كل عنابر المستشفى، ما يمنع الاستفادة منها لسد النقص في أيٍّ منها، كما انتقدت أيضاً في ذات السياق إعلانات لكليات تمريض حكومية عن افتتاح دبلومات تمريضية متخصصة غير معتمدة موجهة للممرضين والممرضات من حملة الدبلوم التمريضي الراغبين في التجسير لمرحلة البكالوريوس. متسائلة عن سبب تكرار التجربة على الرغم من إثبات فشلها في المملكة عندما تم إغلاق تخصص دبلوم القبالة التمريضي ولم تتمكن الخريجات من العمل ولا من إكمال دراستهن، بل يتوجب عليهن في حال رغبن في العمل بالتمريض، إعادة الدراسة مجدداً. وعن نجاح أو فشل برنامج تجسير حملة الدبلوم التمريضي، قالت أبوزنادة إن الشروط الحالية لا تراعي واقع التمريض، حيث يُطلب من الراغب في التجسير التفرغ التام، وهو أمر يصعب على وزارة الصحة تطبيقه، كما يُطلب منهم اجتياز امتحان التوفل في اللغة الإنجليزية على الرغم من أن عملهم في المستشفيات الحكومية معوق لتطور اللغة الإنجليزية، مبينة أن هذه الشروط التعجيزية قلصت المنضمين لبرنامج التجسير إلى ثلاثين لكل جامعة، وهو عدد قليل جداً مقارنة بالمحتاجين للتجسير وعددهم 30 ألفاً. لافتة إلى أن من أبرز سلبيات التجسير عدم توفر معامل إكلينيكية سريرية في الكليات التي تطبق البرنامج، ما يحرم الدارس من اكتساب المهارات الضرورية ويحصر دراستهم في الجانب النظري، قائلة «الحاصلون على درجة البكالوريوس بعد التجسير يفتقرون للمهارات التمريضية بالمعايير العلمية، وهذا أحد أسباب الأخطاء الصحية التي يرتكبها الممرضون من حملة الدبلوم والبكالورويس». وتؤكد الدكتورة أبوزنادة أن مستوى الخدمات الصحية التمريضية في المملكة لن يتطور إذا لم يُؤسَّس المجلس التشريعي للتمريض، الذي يُعنى برفع كفاءة الكوادر التمريضية ويقي المجتمع من الكوادر غير المؤهلة.