تتحد الكفوف وتتشابك الأصابع لتشكل رابطاً يتسم -إن شاء الله- بالسرمدية والدوام قوامه العزة لله والانتماء للوطن والولاء للقيادة. فنحن جميعاً على يد واحدة، لا أطياف ولا تيارات. لا إقصاء ولا قبليات. نشكل في لغة أثيرية هامسة عبارة قوامها فقط «وطن ومواطن». نحن نحبك يا وطن. ونحن نمجدك يا دار. ولنا الفخر في إظهار ما يختلجنا من مشاعر. ففيك العزة والكرامة نتنفسها ليل نهار وفيك أعظم المقدسات وثرى نبي الأمة الطاهر. وطن تهبط إليه أفئدة الأمة وتتجه إليه وجوه المسلمين من أصقاع العالم خمس مرات كل يوم لهو جدير منا بالمحافظة عليه وترجمة اعتزازنا وفخرنا به في سلوكياتنا وآلية تعاطينا بأنموذجية ووفق الهدي النبوي المحمدي سواء في علاقتنا الثنائية مع بعضنا بعضاً أو في تعاطينا مع الآخر. يستشعر جميع مسلمي العالم عظمة مكانة موطننا الدينية ويحلمون بالمقام الدائم بجوار الكعبة المشرفة وبالعيش في المدينة التي تحوي ثرى نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأن يقبروا في ثرى وطننا الطاهر الذي كان مهبط آخر الرسالات السماوية. أوليس هذا الأمر مما يزيدنا فخرنا بموطننا ويجعلنا أكثر تعلقا به؟ بلى.. بلى.. هكذا كنا ومازلنا وسنظل. روعة هذا الوطن وخصائص هذا المواطن السعودي الاستثنائية ذكاء ونبلاً وشجاعة وفروسية لا يدركها إلا حكيم. وهكذا كان فقد قدم لموطننا منذ قرابة خمسين عاماً عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين فأخذته روعة البلد وروحانية مقدساته ووداعة ساكنيه رغم بساطة العيش آنذاك ومحدودية المدنية القائمة. فأخذه الوجد فقال في وطننا: «… إنها الموطن الذي أشرق منه نور الإسلام، ونشأت فيه الحضارة العربية الإسلامية، وما أعرف قطراً من الأقطار أثر في عقول الناس وقلوبهم وأذواقهم، كما أثرت البلاد العربية السعودية…». وبرؤيته الحكيمة وفكره الثاقب استطاع أن يدرك ملكات هذا المواطن السعودي اللا محدودة فأردف قائلاً: «… وتصور أهل البادية في البلاد العربية السعودية بعد أن ينشأ منهم جيل تخرج في المدارس الحديثة، وتزود من التعليم على الطرق الحديثة، بمثل ما يتزود به الشباب في البلاد الأخرى، وقد أثر ذلك من جميع نواحي الحياة في البلاد العربية السعودية فسترى أن مستقبل هذه البلاد أعظم روعة مما يظن لأول وهلة وأنها مقبلة -بإذن الله- على أن تكون حياتها المستقبلة جديرة بحياتها الماضية، وأن يشرق منها النور الإسلامي لهداية العالم مرة أخرى، في مستقبل أعتقد أنه لن يكون بعيداً». وهكذا كان، فعندما أوجدت الوفرة النفطية نقلة نوعية في الواقع الاجتماعي والمعيشي للمواطن السعودي. استطاع هذا المواطن وهذه المواطنة اللذان تزودا بالعلم والمعرفة أن يحققا إنجازات عالمية وعلى كافة الأصعدة، الطبية منها والعلمية والثقافية والرياضية. واليوم ونحن نحتفل بعيدك يا وطن لا ننسى من الدعاء بالرحمة والمغفرة أحبتنا من رجال الأمن البواسل سواء منهم الذين قضوا وهم يذودون عن حياضك وثرى ترابك الطاهر ضد كل معتدٍ آثم، أو الآخرون الذين تمكنوا من تحقيق معادلة الأمن في حربنا الضروس ضد الإرهاب واجتثاث شأفته بقيادة وزير داخليتنا الأمير الشاب صاحب السمو الملكي محمد بن نايف بن عبدالعزيز. فتهنئة مفعمة بأريج العشق والحب والولاء في يومك الوطني يا بلادي نرفعها جميعنا -رجالاً ونساء- لولي الأمر في بلدنا الطاهر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. واللهم احفظ وطننا، واللهم سلم قيادتنا، واللهم وفق مواطنينا لما تحبه وترضاه وأدم علينا نعمة الأمن والأمان وكل عام وأنت يا وطني بألف ألف خير ومحبة.