الطائف – عناد العتيبي المقاطي: فقدت حلم «الوظيفة» بسبب لحظة غضب. البقمي: حياتي مرهونة بدفع 32 مليوناً قبل التاسع من شعبان. نجحت مساعي أهل الخير في إعتاق رقبتي سجينين في الطائف من حكم «القصاص»، فيما كان السيف يقترب من عنقيهما، ورهبة ساحة القصاص تفتُّ في قواهما، حتى دوت صرخة الفرح في جناح المحكومين بالقصاص في سجن الطائف، بعد تنازل المواطن محسن بن حديد المقاطي عن قاتل ابنه السجين، سلطان حسن المقاطي، في المحكمة الشرعية بمحافظة الطائف، لوجه الله، وكذلك العفو المشروط عن السجين عبدالله بن فارس البقمي، المحكوم عليه بالقصاص لقتله مطلق صقر العصيمي قبل أعوام. وفيما كان المواطن محسن المقاطي يوقع على صك التنازل عن قاتل ابنه في المحكمة الشرعية بالطائف، سارع السجين سلطان المقاطي إلى تقبيل رأسه أمام الحضور، مسارعاً إلى السجود أمام الجميع، شكراً لله على نجاته من «حد السيف». بديل ما بعد السجن يقول سلطان (24 عاماً) ل «الشرق»: شعوري لا يوصف وأنا أرى الحياة تكتب لي من جديد، بعد عامين من تجرع الموت يومياً خلف القضبان، مشيراً إلى ندمه على ما فعل، وأن ذلك كان بسبب لحظة غضب. وثمن المقاطي تنازل أهل الدم عنه، وما بذله أهل الخير في تفاعلهم مع قضيته، وعلى رأسهم الشيخ بندر بن نائف بن حميد، وبقية الساعين في طلب العفو. واستذكر المقاطي أن الحادثة حرمته من الوظيفة التي كانت تفصله عنها أيام فقط، متمنياً أن يجد البديل بعد خروجه من السجن بحول الله. الجدير بالذكر أن السجين المقاطي كان أحد أمهر لاعبي كرة القدم في منطقة عشيرة بشمال الطائف. رهين 32 مليوناً وعلى مقربة منه، كان السجين عبدالله البقمي يرفع يديه للسماء شاكراً المولى عزوجل أن تم العفو عنه بعد أربعة أعوام عاشها «ميتاً» في وقت كان هو الخطيب في الجناح المثالي بالسجن. وقال البقمي ل»الشرق»: الموافقة على التنازل أعطتني الأمل بحياة جديدة، بعد أن كنت أشاهد الموت ليل نهار، مبيناً أن حياته مرهونة ب32 مليوناً يجب أن تدفع لأهل الدم قبل التاسع من شهر شعبان المقبل، لافتاً أن أبناءه وبناته الستة ينتظرونه اليوم قبل غد، متذكراً أن والدته سقطت على الأرض من شدة بكائها خلال زيارتها له في السجن أول مرة، مبيناً أن هذا الموقف لا يفارق مخيلته حتى الآن. وعن تفاصيل الأربعة أعوام، قال: عشتها بمرارتها في جناح الموت، لكنني تمكنت بفضل الله من حفظ ثمانية أجزاء من القرآن الكريم، وأصبحت خطيب الجمعة في الجناح المثالي. العفو حكمة وعلق مدير سجون الطائف، العميد أحمد الشهري، على نجاح مساعي العفو، بقوله: نحمد الله أن تم التنازل لوجه الله، وهذا خير الأعمال وأفضلها، مبيناً أن السجينين كانا من أفضل السجناء خلقاً والتزاماً، وأن العفو عنهما هو حكمة لله عزوجل، مشيراً إلى أنه يرى في عيني السجينين لحظات الندم في كل مرة يشاهدهما، متمنياً أن يبدآ حياة جديدة، وأن يعملا على تعويض السنوات التي قضياها خلف القضبان.