خرجت جنازة مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مهيبةً في مراسمها ومثيرةً للجدل على صورة «المرأة الحديدية» خلال فترة توليها المنصب من 1979 وحتى 1990. وحضر جنازة تاتشر أمس في لندن 2300 مدعو في مقدمتهم الملكة إليزابيث الثانية. وصل النعش الملفوف بالعلم البريطاني والمغطى بباقة من الزهور البيضاء على ركيزة مدفع قبل أن يحمله ثمانية عسكريين يمثلون مختلف أسلحة الجيش إلى صحن إحدى الكنائس. وبدأ أوائل المدعوين وكثير من الأنصار وأيضا المعارضون يستعدون في الصباح الباكر في لندن تحت مواكبة من الشرطة لمراسم دفن «السيدة الحديدية» التي تحظى بالاحترام وتثير في الوقت نفسه الجدل. وقال رئيس الوزراء المحافظ، ديفيد كاميرون، إنه «تكريم يليق برئيس وزراء عظيم حظي باحترام حول العالم، وأعتقد أن الدول الأخرى حول العالم ستظن أن بريطانيا العظمى تضل الطريق إن لم نواكب هذا الحدث كما ينبغي»، في حديثٍ بدا دفاعياً. وتابع في مقابلة مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي ارتدى أغلب مذيعيها ملابس داكنة «كلنا نعيش في ظل مارغريت تاتشر». في الوقت نفسه ووسط الحشد خلف الحواجز المعدنية، ارتدت الطبيبة كايتي مكدونالد (30 عاما) ملابس الحداد على «ضحايا الثورة الليبرالية التاتشرية» وصممت على اتباع توصية انتشرت عبر موقع «فيسبوك» تدعو إلى «إدارة الظهر» عند مرور النعش. وأكدت «كدافعة ضرائب، أنا غاضبة جداً لأنني سأضطر للمساهمة في تمويل هذا الحدث». لكن آلان ساثرن (53 عاماً) من قدامى محاربي حرب فوكلاند (المالوين) ضد الأرجنتين عام 1982 احتج قائلا «إنها أعادت العظمة إلى بريطانيا العظمى». ونشرت سكوتلنديارد 4000 شرطي تحسباً لأي طارىء وأعلنت أنها ستجيز الاحتجاجات «شرط ممارستها بطريقة لائقة». ونُشِرَ أكثر من 700 جندي على طول طريق الموكب البالغة 1.9 كيلومتر بين قصر ويستمينستر وكاتدرائية سانت بول. وحضرت الملكة استثنائياً إلى جانب الحكومة وجميع رؤساء الوزراء السابقين، كما شارك رئيسا دولة و11 رئيس وزراء و17 وزير خارجية في مراسم الجنازة، بحسب مقر رئاسة الوزراء البريطانية. وأرسل 170 بلداً بالإجمال ممثلين كباراً للمشاركة ما يعكس العادات البروتوكولية السائدة في حال وداع زعيم سابق وكذلك تقديرهم لإرث تاتشر. ولم ترسل روسيا والأرجنتين أي موفد، كما أعرب معلقون إعلاميون بريطانيون عن المفاجأة لغياب كل الرؤساء الأمريكيين السابقين.