بدأت إجازة منتصف العام وكلُ له وجهة، وبين السفر والبقاء مسافة يحدد معالمها المال فقط، لا ثقافة السفر الحقيقية، قد تكون هذه الفترة القصيرة مقياساً حقيقياً لحجم السياحة الداخلية لأن الوجهات الخارجية محصورة في «دبي» التي تستحوذ على النصيب الأكبر من الكعكة الخليجية في غفلة من الشركة الناقلة المحلية التي لا تعين ولا تترك رحمة ربنا تنزل على مطاراتنا. من حق كُل أسرة الاستمتاع بالإجازة، لكن في حدود قاعدة «مد رجولك على قد لحافك» ومن يخرج عن نص هذه القاعدة قد يتجه لقاعدة «الفشخرة» التي تصل إلى درجة «الفشخرة بالقروض من البنوك». رب العزة والجلال جعل لنا الأرض ذلولاّ وسمح للبشر بالمشي في مناكبها، دون تكليف النفس ما لا تستطيع، وبعض طوال الشوارب وبدفع رباعي من السيدة المصونة يتجهون «للفشخرة» والسفر بأي طريقة حتى لو كانت الميزانية لا تغطي مصاريف نصف الشهر ولا تسد الرمق، وعلى الجانب الآخر تفتح البنوك قنوات التواصل والإغراء عبر كل وسائل الإعلام للتغرير و»الترقيص» لمن يرغب في قرض عاجل ومن ثم السفر والتمتع المزيف ثم العودة للنفق المظلم الذي يبدأ بأقساط قاصمة للظهر وقد ينتهي بالإقامة خلف القضبان. بعضهم اقترض من أجل إرضاء غرور النفس الأمارة بالسوء، وبعضهم اشترى سيارات بالتقسيط وباعها من أجل «الفشخرة» الوهمية، وبعضهم احتكم لضرس العقل!