تواصلت تخفيضات البنوك بشكل عام لشروط منحها ل(القروض) الاستهلاكية الخاصة التي تفاقمت اعداد الراغبين في الحصول عليها من أجل مواجهة الكثير من المتطلبات التي أصبحت تطوق الاعناق وتدفع بالكثير من الناس إلى البحث عن هذه (القروض) والحصول عليها مهما كانت أرقام العمولات التي تسجلها البنوك على تلك القروض وعلى طريقة (وما حيلة المضطر الا ركوبها)!!. وعلى الرغم من خطورة (القروض) وما تسببه أقساط تسديدها وتفاقم أرقام عمولاتها إلا أن هرم الطامحين للحصول على هذه القروض أصبحت أرقامهم في ازدياد!! وقدرت آخر الاحصائيات أن 4.8 ملايين من سكان المملكة يحصلون على قروض لشراء احتياجاتهم الاستهلاكية مثل السيارات وتجديد الاثاث والسفر في الاجازات للنزهة والسياحة .. ويبلغ اجمالي القروض الشخصية خلال العام 2007م (197) مليار ريال!! في حين أوضح الدكتور محمد الجاسر نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أن ودائع القطاع المصرفي بلغت 809 مليارات ريال في حين ارتفعت القروض الاجمالية إلى 945 مليار ريال. وبلاشك فان هذه الارقام غدت عالية جداً وأن الاقبال على أخذ القروض سجل ارتفاعاً مذهلاً .. وأغلب الظن أنه من أهم الأسباب لهذا التفاقم هو ضعف القدرة الشرائية قياساً بما كانت عليه نتيجة انتقال الكثير من الأشياء (الكمالية) لتصبح من الأشياء الضرورية جداً في حياة الناس .. اضافة إلى تخطي حدود الالتزام بالامكانات المتاحة .. وأصبح الإنسان يمد (رجوله) أكبر من (لحافه) بعشرات المرات .. اضافة أن هذه الحاجة المتفاقمة للسيولة المادية قابلتها كما قلنا ترحيبات شديدة من البنوك وتسهيلات متتابعة لأن البنوك أيضاً تريد الاستفادة من بند القروض بشكل ملح نتيجة العمولات الفادحة التي تمنح بموجبها تلك القروض دون اعتراض من المستفيدين منها لحاجتهم الملحة والقاصمة. ورغم أن هناك بعض المتاعب التي تواجهها البنوك من عدم التسديد المنتظم لأقساط القروض الا أن الأرباح الطائلة التي تستفيد منها البنوك تجعلها تقابل تلك المتاعب بالصبر والحكمة!!. كما أن الحاجة القصوى للسيولة النقدية لدى كثير من الناس أصبحت تجعلهم يتغاضون عن ارتفاع العمولات فهم قد لا يفكرون فيها اطلاقاً ويظل المهم هو الحصول على القروض وتوفير السيولة. هذه الحاجة المزدوجة لدى كل من البنوك ومن الكثيرين من الناس جعلت القروض ترتفع في حجمها .. وتتضخم في مبالغها .. وأصبح من النادر أن نجد إنساناً بدون قرض ولهذا فان أجنحة الدخل الشهري دائماً مقصوصة .. والارتباك في امكانيات الفرد قائمة .. فالقروض أشبه بالاخطبوط الذي يأكل الأخضر واليابس فيسلب النوم من العيون .. والراحة من القلوب .. وإلى متى؟! لا أحد يدري فالتضخم مستمر والأرقام تتسع وتتمدد .. ولا نملك الا أن نقول: الله المستعان. آخر المشوار: قال الشاعر: لا ييئسنك من زمان كبوة كل البعيد اذا عزمت .. قريب فأدأب على خوض الهموم ولا تهن ما خاب في درب الحياة دؤوب