فتح إعلان الرئيس السوداني، عمر البشير، نيته التخلي عن السلطة بانتهاء ولايته الحالية بعد ثلاثة أعوام الباب واسعاً أمام التكهنات حول أبرز الشخصيات المحتملة داخل صفوف الحزب الحاكم، المؤتمر الوطني، لخلافته. وفتح إبداء الرئيس رغبته تخليه عن السلطة شهية عديد من القيادات الإسلامية في الحزب الحاكم، حيث كشف بعض منهم عن تطلعات فجائية في الرئاسة السودانية. وأشار مراقبون إلى صراع كبير وخفي داخل أروقة النظام الحاكم بين تيارين هما العسكر والمدنيين. الوقت مبكر من جانبه، يعتقد الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، الدكتور ربيع عبدالعاطي، أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن خليفة البشير الذي سيترك الحكم عام 2015. ويصف عبدالعاطي التكهنات بشأن اسم الرئيس المقبل ب»ضرب من ضروب التنجيم»، ويضيف «الأمر لا يحتمل التخمين فاختيار الرئيس يخضع لرؤية مؤسسات الدولة ومجالس الشورى». غياب التوافق بدوره، يتوقع الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، كمال عمر، أن يسارع الرئيس فى اختيار خليفة له قبل الانتخابات. ويرى عمر، في حديثه ل «الشرق»، أن صحة البشير ربما تدفعه إلى اختيار خليفة له «وإن كان ليس هناك ثمة خليفة له متوافق عليه داخل الحزب الحاكم»، حسب قوله. ويتابع عمر قائلا «لا أعتقد أن النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه هو الرجل المناسب، وتقديري أن النائب الثاني الحاج آدم هو البديل الأنسب»، لافتاً إلى أن النائب الأول طه يعاني هو الآخر من مشكلات صحية. ويصف عمر النائب الأول بأنه شخصية غير متوافق عليها داخل الحزب الحاكم. ويكمل «الرئيس البشير برغم ما يقال عنه كان الوحيد القادر على توحيد قيادات الحزب الحاكم، ولكن أحسب أن نائبه الأول هيأ نفسه مبكرا ليكون خليفة له بعد تخليه عن موقعه كأمين عام للحركة الإسلامية»، غير أن عمر ألمح إلى أن مؤتمر الحركة قد يطرح شخصية غير متوقعة لمنصب الرئيس. تنافس عسكري – مدني وكان بعض المراقبين رجّحوا اشتداد المنافسة على خلافة البشير بين ثلاثة مدنيين هم نائب الرئيس الأول، علي عثمان طه، ومساعد البشير ونائبه في الحزب، الدكتور نافع علي نافع، ومستشاره الرئاسي غازي صلاح الدين العتباني الذي يحظى بقبول شعبي واسع النطاق لكنه يفتقد لسند داخل الحزب. أما المنافسة على منصب الرئيس من قِبَل العسكريين فيُتوقَّع أن تنحصر بين وزير شؤون الرئاسة المقرب من البشير، الفريق أول بكري حسن صالح، ووالي ولاية النيل، الفريق الهادي عبدالله محمد العوض، ووزير الدفاع، الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين. ويتمتع الفريق صالح بثقة البشير الذي يحرص منذ صعوده للسلطة على وجوده بجواره في القصر الجمهوري ويعتبره كاتم أسراره ورجله القوي في القصر. أما الفريق الهادي فيعد أحد كبار العسكريين في تنظيم الإسلاميين بالسودان، إلا أن مراقبين يرون حظوظه غير كبيرة. أما الأقرب من كل العسكريين والمدنيين فهو وزير الدفاع الحالي، وهو الأكثر التصاقاً بالبشير ومستهدف مثله من جانب المحكمة الجنائية الدولية. ويتسم العسكريون بالوفاء لبعضهم، لذا يرى مراقبون أن البشير قد يميل إلى اختياره خلفاً له كون العسكر لا يثقون في المدنيين. نافع علي نافع عبدالرحيم حسين