قبل أيام تجمّع عدد من أبناء المحافظة أمام مبنى البلديّة مطالبين رئيسها بالرّحيل نظراً لاستيائهم مما يقدّم ومما يعانونه أثناء المراجعة في كل أمر يخصّهم، لست هنا لتأكيد شرعيّة مطالبهم من عدمها ولست هنا للدفاع عن أحد لكني سأطرح ما لدي باعتباري واحداً من سكان المدينة وأعرف ما يدور داخلها وأحيانا أدّعي معرفتي لما يدور خارجها، لطالما تسيّدت حفرالباطن بأخبارها الطريفة والمحزنة والمفجعة والغريبة أخبار الصحف لكن جميع أخبارها تنتهي إلى لا شيء وكأنها أخبار تنتمي لكوكب آخر.! هذا التجاهل الغريب من كل الإدارات المعنيّة هو الذي جعل كرة الثلج تكبر يوما عن آخر، خذ مثلا ليس ببعيد خبر ( صك الميّت ) الذي حررته كتابة العدل إلى شخص يبدو أنه بمواصفات (ذيبان) وقام من خلاله ببيع أرض لمتوفّى ونشر الخبر وجاء فيه أنه تم الاستفسار خطّياً من كتابة العدل لاستيضاح الأمر وإلى الآن لم ينشر شيء ولو لمجرّد التوضيح احتراماً للميّت على الأقل أما الأحياء فقد اعتادوا التجاهل ويبدوا أن اللجنة التي تشكّلت لهذا الموضوع انتهت إلى لا شيء كعادة أي لجنة تتشكّل وتعمل من أجل الستر وإصلاح ذات البين فقط.! مثال آخر ما نشرته الشرق عن قيام مقاول للبلديّة نفسها بفصل عشرة موظفين وتعيين موظف كبير سابق بدلاً عنهم برواتبهم جميعا ولايزال الموظف (السوبرمان) يذهب إلى عمله مبتسماً كل صباح بعد أن تحوّل العشرة المفصولون إلى دهاليز البطالة وحافز، بل والأدهى والأمر أن الموظف الوحيد من العشرة الذي عشمته البلدية بالتوظيف وبقي عدة أشهر يعمل بلا راتب قامت بكل جرأة بفصلة بعد أن نشر الخبر في الجريدة وكأنها تقول له ولنا جميعاً ( خل الإعلام ونزاهة تنفعك ).! وما نشر هنا أيضاً عن البلدية نفسها من تذمّر عدد من المواطنين من قيام البلدية بفرض رسوم على رخص البناء مقابل عقود نظافة مع شركة بعينها إلاّ أن الشركة لا تقوم بالتزاماتها تجاه ما تلتزم به وقد تقدموا بشكاوى للبلديّة حول هذا الأمر بلا فائدة بل قال لهم موظف الشركة إن الرّسوم سترفع ونصحهم مشكوراً بعد الشكوى والتذمّر.! لنتساءل الآن بقليل من الحكمة مثل إلى أين تأخذنا هذه الأخبار ؟ وهل صمت المسؤول عن ما يرده من استفسارات من المواطنين فيه من الحكمة شيء ؟ ما هو دور العلاقات العامة عما ينشر من أخبار هنا وهناك أم أنها مسخّرة فقط لكتابة المستحيل الذي يفعله سعادة المسؤول على الورق ولا يراه المواطن على الواقع ؟ كثير من الأسئلة السهلة التي لا إجابة لها لكنها على سهولتها قد تأخذنا معها إلى ما لا نريد وأبعد مما نتصوّر وما هذا التجمّع الذي حدث ما هو إلا قياس لجهل المسؤول عن مدى الاحتقان الذي سببه تجاهل مطالبهم مع معرفتي أن مطالبهم أكثر مما يحاول كثيرون اختصاره في شركة وهج، وكم كنت أتمنى أن أسمع كلمة واحدة للمجلس البلدي الذي ظل صامتاً أمام مطالب النّاس الذين أوصلوهم إلى المجلس.